responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 553

أراع كذا كل الأنام همام * وسح له رسل الملوك غمام ولو لم يتكلم في الشعر إلا من هو من أهله لما سمع مثل هذا قال ومن مبادئه التي تجمع استكراه الألفاظ وسقوط المعنى قوله:
وما مطرتنيه من البيض والقنا * وروم العبدي هاطلات غمامه قال ومن اسرافه الذي لا يصبر عنه قوله:
يا من يقتل من أراد بسيفه * أصبحت من قتلاك بالاحسان فإنه أخذ قول الشاعر: أصلحتني بالجواد بل أفسدتني فجعل الافساد قتلا عجرفة وتهورا. هذا ومذهب الشعراء المدح بالأحياء عند العطاء وبالإماتة عند منع الحباء ولهذا استحسن قول الشاعر:
شتان بين محمد ومحمد * حي أمات وميت أحياني فصحبت حيا في عطايا ميت * وبقيت مشتملا على الخسران ومن هؤلاء العوام الذين يتهالكون فيه من هذا عنده أبدع من قول البحتري:
أخجلتني بندى يديك فسودت * ما بيننا تلك اليد البيضاء وقطعتني بالجود حتى أنني * متخوف أن لا يكون لقاء صلة غدت في الناس وهي قطيعة * عجبا لبر راح وهو جفاء قال ومن وسائط مقته قوله يحكى جور السلاف ويستأذن في الانصراف:
نال الذي نلت منه مني * لله ما تصنع الخمور وذا انصرافي إلى محلي * فاذن أيها الأمير قال وكنت أقرأ كتب الألفاظ فلم أر أجمع من قوله:
الحازم اليقظ الأغر العالم * الفطن الألد الأريحي الأروعا الكاتب اللبق الخطيب الواهب * الندس اللبيب الهبزري المصقعا قال ومن اضطرابه في ألفاظه مع فساد أغراضه قوله:
قد خلف العباس غرتك ابنه * مرأى لنا وإلى القيامة مسمعا قال وللشعراء فن في اشتقاق أسماء الممدوحين كقول علي بن العباس:
كان أباه حين سماه صاعدا * رأى كيف يرقى في المعالي ويصعد ففتل المتنبي في حبل اختنق به وقال:
في رتبة حجب الورى عن نيلها * وعلا فسموه علي الحاجبا محاسن شعر المتنبي حسن المطلع كقوله:
فديناك من ربع وإن زدتنا كربا * فإنك كنت الشرق للشمس والغربا نزلنا عن الأكوار نمشي كرامة * لمن بان عنه أن نلم به ركبا وقوله:
الرأي قبل شجاعة الشجعان * هو أول وهي المحل الثاني فإذا هما اجتمعا لنفس مرة * بلغت من العلياء كل مكان وقوله:
أعلى الممالك ما يبنى على الأسل * والطعن عند محبيهن كالقبل وقوله:
اليوم عهدكم فأين الموعد * هيهات ليس ليوم موعدكم غد الموت أقرب مخلبا من بينكم * والعيش أبعد منكم لا تبعدوا وقوله:
المجد عوفي إذ عوفيت والكرم * وزال عنك إلى أعدائك الألم حسن التخلص كقوله:
مرت بنا بين تربيها فقلت لها * من أين جانس هذا الشادن العربا فاستضحكت ثم قالت كالمغيث يرى * ليث الشري وهو من عجل إذا انتسبا وقوله:
وغيث ظننا تحته ان عامرا * علا لم يمت أو في السحاب له قبر وقوله:
وإلا فخانتني القوافي وعاقني * عن ابن عبيد الله ضعف العزائم إذا صلت لم اترك مصالا لصائل * وإن قلت لم أترك مقالا لعالم وقوله:
نودعهم والبين فينا كأنه * قنا ابن أبي الهيجاء في قلب فيلق وقوله:
ومقانب بمقانب غادرتها * أقوات وحش كن من أقواتها أقبلتها غرر الجياد كأنما * أيدي بني عمران في جبهاتها وقوله:
حدق يذم من القواتل غيرها * بدر بن عمار بن إسماعيلا وقوله:
ولو كنت في أسر غير الهوى * ضمنت ضمان أبي وائل فدى نفسه بضمان النضار * وأعطى صدور القنا الذابل وقوله:
خليلي ما لي لا أرى غير شاعر * فكم منهم الدعوى ومني القصائد فلا تعجبا أن السيوف كثيرة * ولكن سيف الدولة اليوم واحد النسيب بالإعرابيات كقوله:
من الجاذر في زي الأعاريب * حمر الحلى والمطايا والجلابيب ومر أكثرها. قال الثعالبي وله طريقة ظريفة في وصف البدويات قد تفرد بحسنها وأجاد ما شاء فيها فمنها قوله:
هام الفؤاد باعرابية سكنت * بيتا من القلب لم تضرب به طنبا مظلومة القد في تشبيهها غصنا * مظلومة الريق في تشبيهه ضربا وقوله:
ان الذين أقمت واحتملوا * أيامهم لديارهم دول الحسن يرحل كلما رحلوا * معهم وينزل حيثما نزلوا في مقلتي رشا تديرهما * بدوية فتنت بها الحلل تشكو المطاعم طول هجرتها * وصدودها ومن الذي تصل

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 553
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست