responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 551

العنوان الذي ذكرناه لأننا لا نستطيع ان نجزم بان ما يأتي دال على ضعف عقيدة المتنبي لما ستعرف. قال الثعالبي: على أن الديانة ليست عيارا على الشعراء ولا سوء الاعتقاد سببا لتأخر الشاعر ولكن للاسلام حقه من الاجلال الذي لا يسوع الاخلال به قولا وفعلا ونظما ونثرا ومن استهان بأمره ولم يضع ذكره وذكر ما يتعلق به في موضع استحقاقه فقد باء بغضب من الله تعالى لمقته في وقته اه يعني ان التدين وإن لم يرتبط بالشاعرية الا ان الشاعر المسلم عليه ان يراعي حقوق الاسلام في شعره والا كان ذلك مخلا بشاعريته لأنه وضع الشئ في غير محله وأول ما يطلب من الشاعر وضع الأمور في محالها قال وكثيرا ما قرع المتنبي هذا الباب بمثل قوله:
يترشفن من فمي رشفات هن فيه أحلى من التوحيد وقوله:
ونصفي الذي يكنى أبا الحسن الهوى * ونرضي الذي يسمى الاله ولا يكنى وقوله:
تتقاصر الأفهام عن إدراكه * مثل الذي الأفلاك فيه والدنا قال الثعالبي وقد أفرط جدا لأن الذي الأفلاك فيه والدنا هو علم الله عز وجل وقوله لعضد الدولة:
الناس كالعابدين آلهة * وعبده كالموحد اللاها وقوله في مدح طاهر العلوي:
وأبهر آيات التهامي انه * أبوكم واحدى ما له من مناقب وقوله:
لو كان علمك بالإله مقسما * في الناس ما بعث الاله رسولا لو كان لفظك فيهم ما أنزل * التوراة والفرقان والإنجيلا وقوله:
لو كان ذو القرنين أعمل رأيه * لما أتى الظلمات صرن شموسا لو كان صادف رأس عازر سيفه * في يوم معركة لأعيا عيسى عازر اسم الرجل الذي أحياه المسيح عليه الصلاة والسلام بإذن الله عز وجل:
لو كان لج البحر مثل يمينه * ما انشق حتى جاز فيه موسى الغلط بوضع الكلام في غير موضعه كقوله:
أغار على الزجاجة وهي تجري * على شفة الأمير أبي الحسين وهذه الغيرة إنما تكون بين المحب ومحبوبه كما قال أبو الفتح كشاجم وأحسن:
أغار إذا دنت من فيه كأس * على در يقبله الزجاج فاما الامراء والملوك فلا معنى للغيرة على شفاهها. وكقوله:
وغر الدمستق قول الوشاة * أن عليا ثقيل وصب فجعل الأمراء يوشى بهم وإنما الوشاية السعاية ونحوها ومن شأن الممدوح أن يفضل على عدوه ويجري العدو مجرى بعض أصحابه وليس بسائغ في اللغة أن يقال وشى فلان بالسلطان إلى بعض رعيته وكقوله في وصف الحمى المعرقة:
إذا ما فارقتني غسلتني * كانا عاكفان على حرام وليس الحرام أخص بالاغتسال منه من الحلال وكقوله في وصف مهره:
وزاد في الأذن على الخرانق الخرانق جمع خرنق وهو ولد الأرنب وأذن الفرس يستحب فيها الدقة والانتصاب وتشبه بطرف القلم وأذن الأرنب على الضد من هذا الوصف.
امتثال ألفاظ المتصوفة واستعمال كلماتهم المعقدة ومعانيهم الخلقة كقوله في وصف فرس: سبرح لها منها عليها شواهد هكذا ذكر الثعالبي وقال الصاحب كنت أتعجب من كلام أبي يزيد البسطامي في المعرفة وألفاظه المعقدة وكلماته المبهمة حتى سمعت قول شاعرنا في صفة فرس: سبوح لها منها عليها شواهد اه ومن ذلك يعلم أن الثعالبي تبع الصاحب في هذا النقد. والحق أن هذا الوصف والتعبير لا غبار عليه سواء كان من ألفاظ المتصوفة أو المتقطنة وقوله:
إذا ما الكاس أرعشت اليدين * صحوت فلم تحل بيني وبيني وقوله:
أ فيكم فتى حر فيخبرني عني * بما شربت مشروبة الراح من ذهني وقوله:
نال الذي نلت منه مني * لله ما تصنع الخمور وقوله:
كبر العيان علي حتى أنه * صار اليقين من العيان توهما وقوله:
وبه يضن على البرية لا بها * وعليه منها لا عليها يوسى وقوله:
ولولا أنني في غير نوم * لكنت أظنني مني خيالا قال الصاحب: ومن شعره الذي يتباهى به بالسلاسة وخلوه من الشراسة الموجودة في طبعه بيت رقية العقرب أقرب إلى الافهام منه وهو:
نحن من ضايق الزمان له * فيك وخانته قربك الأيام فان قوله له فيك لو وقع في عبارات الجنيد والشبلي لتناءت عنه المتصوفة دهرا بعيدا. قال الثعالبي ومن أشد ما قاله في هذا المعنى قوله:
ولكنك الدنيا إلي حبيبة * فما عنك إلا إليك ذهاب ومر في بعض هذا أنه غير مضر بحسن الشعر.
الخروج عن طريق الشعر إلى طريق الفلسفة كقوله:
ولجدت حتى كدت تبخل حائلا * للمنتهى ومن السرور بكاء أي جدت إلى النهاية حتى كاد جودك أن يحول وينقلب بخلا.
وقوله:
ألف هذا الهواء أوقع في الأنفس * أن الحمام مر المذاق والأسى قبل فرقة الروح عجز * والأسى لا يكون بعد الفراق

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 551
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست