responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 548

قال الصاحب: ومما انتصف فيه عند نفسه فكان الباحث لمديته والكاشف لعورته هذا البيت. وقوله:
وان ماريتني فاركب حصانا * ومثله تخر له صريعا وقوله:
إن كان لا يدعى الفتى الا كذا * رجلا فسم الناس طرا إصبعا وقوله:
قسا فالأسد تفزع من يديه * ورق فنحن نفزع ان يذوبا وقوله:
تألم درزه والدرز لين * كما يتألم العضب الصنيعا وقوله:
لسري لباسه خشن القطن * ومروي مرو لبس القرود وقوله:
ما أنصف القوم ضبه * وأمه الطرطبه إلى آخر القصيدة وجلها على هذا المنوال وقوله: ولفظ يريك الدر مخشلبا ولو عد مخشلبا من الغريب الوحشي لجاز. وقوله:
إن كان مثك كان أو هو كائن * فبرئت حينئذ من الاسلام قال الصاحب حينئذ هنا أنفر من غير منفلت. قال ومن ركيك صنعته في وصف شعره والزراية على غيره قوله: ان بعضا من القريض هراء * ليس شيئا وبعضه احكام منه ما يجلب البراعة والذهن * ومنه ما يجلب البرسام قال الصاحب وههنا بيت ترضى باتباعه فيه اي نرضى بحكم اتباع المتنبي فيه وما ظنك بمحكم مناوئيه ثقة بظهور حقه وابراء زنده وان لم يكن التحكيم بعد أبي موسى من مقتضى الحزم وموجب العزم وهو:
أطعناك طوع الدهر يا ابن ابن يوسف * بشهوتنا والحاسد ولك بالرغم وان كنا حكمناهم فما يبعدهم من أن يفضلوا هذا على قول أبي عبادة:
عرف العارفون فضلك * بالعلم وقال الجهال بالتقليد نعم وتقدمه على قوله:
لا أدعي لأبي العلاء فضيلة * حتى يسلمها إليه عداه وقوله:
تقضم الجمر والحديد الأعادي * دونه قضم سكر الأهواز وقوله:
فكانما حسب الأسنة حلوة * أو ظنها البرني والآزاذا قال الصاحب إذا جمع السكر إلى البرني والآزاذ ثم الامر اه والبرني والآزاذ نوعان من التمر. قال القاضي ومن أمثاله العامية قوله:
وكل مكان اتاه الفتى * على قدر الرجل فيه الخطى 8 ابعاد الاستعارة والخروج بها عن حدها كقوله في رثاء أخت سيف الدولة:
مسرة في قلوب الطيب مفرقها * وحسرة في قلوب البيض واليلب اي ان مفرقها مسرة في قلوب الطيب لوجود الطيب فيه وحسرة في قلوب البيض واليلب لعدم وجودهما على مفرقها لأن النساء لا تلبس بيضة الحرب وقوله:
تجمعت في فؤاده همم * ملء فؤاد الزمان إحداها وقوله:
لم يحك نائلك السحاب وانما * حمت به فصبيبها الرخصاء وقوله:
الا يشب فلقد شابت له كبد * شيبا إذا خضبته سلوة نصلا فجعل للطيب والبيض واليلب قلوبا وللسحاب حمى وللزمان فؤادا وللكبد شيبا وهذه استعارات لم تجر على شبه قريب ولا بعيد وانما تصح الاستعارة وتحسن على وجه من الوجوه المناسبة وطرق من الشبه والمقاربة قال الصاحب: وعهدت الأدباء وعندهم ان أبا تمام أفرط في قوله:
شاب رأسي وما رأيت مشيب * الرأس إلا من فضل شيب الفؤاد فعمد هذا إلى المعنى فاخذه ونقل الشيب إلى الكبد وجعل له خضابا ونصولا فقال أ لا يشب البيت قال: ولما سمع الشعراء قبله قد أبدعوا فقالوا:
بيد السماك خطامها وزمامها * وله على ظهر المجرة مركب تشبه بهم فجعل للبنين حلواء فقال وقد ذقت حلواء البنين على الصبا * فلا تحسبيني قلت وما قلت عن جهل وما زلنا نتعجب من قول أبي تمام:
لا تسقني ماء الملام فإنني * صب قد استعذبت ماء بكائي فخف علينا بحلواء البنين. قال ومن استرساله إلى الاستعارة التي لا يرضاها عاقل ولا يلتفت إليها فاضل قوله:
في الخد ان عزم الحبيب رحيلا * مطر تزيد به الخدود محولا فالمحول في الخدود من البديع المردود ثم لهذا الابتداء في القصيدة من العيوب ما يضيق الصدور.
9 الاستكثار من قول ذا قال القاضي وهي ضعيفة في صنعة الشعر دالة على التكلف وربما وافقت موضعا تليق به فاكتسبت قبولا اما في أكثر ما جاء به فهي سخافة وضعف كقوله:
قد بلغت الذي أردت من البر * ومن حق ذا الشريف عليكا وإذا لم تسر إلى الدار في * وقتك ذا خفت ان تسير اليكا وقوله:
لو لم تكن من ذا الورى اللذ منك هو * عقمت بمولد نسلها حواء قال الصاحب: وهؤلاء المتعصبون له يصلح عندهم ان ينقش هذا البيت على صدور الكواعب.
وقوله:
عن ذا الذي حرم الليوث كماله * تنسى الفريسة خوفه لجماله وقوله:
وإن بكينا له فلا عجب * ذا الجزر في البحر غير معهود

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 548
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست