responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 547

من تدعون الا إياه وان ورد شاذا في كلام العرب كقوله:
وما نبالي إذا ما كنت جارتنا * ان لا يجاورنا أأرباب ديار وقوله: لأنت اسود في عيني من الظلم فان افعل التفضيل لا يصاغ مما اسم فاعله على افعل كأسود واحمر واعرج وانما يقال أشد سوادا وحمرة وعرجا وقوله: جللا كما بي فليك التبريح وحذف النون من يكن إذا استقبلها الألف واللام خطا عند النحويين لأنها تتحرك إلى الكسرة وانما تحذف تخفيفا إذا سكنت وقوله أمط عنك تشبيهي بما وكانه والتشبيه بما محال وقوله:
لعظمت حتى لو تكون أمانة * ما كان مؤتمنا بها جبرين قال الصاحب قلب هذه اللام إلى النون أبغض من وجه المنون ولا احسب جبريل ع يرضى منه بهذا المجاز اه هذا على ما في معنى البيت من الفساد والقبح وسوء الأدب مع جبرئيل ع.
وقوله:
حملت إليه من ثنائي حديقة * سقاها الحجى سقي الرياض السحائب بنصب الرياض وخفض السحائب اي سقي السحائب الرياض وفيه الفصل بين المضاف والمضاف إليه: قال الصاحب: ومن مجازاته التي خلقها خلقا متفاوتا تخفيفه الغاش وهذا ما لا اعلم سامعا باسم الأدب يسوغه أو يسمح فيه فيجوزه وذلك في قوله:
كأنك ناظر في كل قلب * فما يخفى عليك محل غاش 5 الخروج عن الوزن كقوله:
تفكره علم ومنطقه حكم * وباطنه دين وظاهره ظرف قال الصاحب في هذه القصيدة سقطة عظيمة لا يفطن لها الا من جمع في علم وزن الشعر بين العروض والذوق وهو هذا البيت وذاك ان سبيل عروض الطويل ان تقع مفاعلن وليس يجوز ان تأتي مفاعيلن الا إذا كان البيت مصرعا اللهم الا ان يضعه عروضي لتمام الدائرة فهذه العروض قد ألزمت القبض لعلل ليس هذا موضع ذكرها. ونحن نحاكمه إلى كل شعر للقدماء والمحدثين على بحر الطويل فما نجد له على خطائه مساعدا اه وقال الثعالبي لأنه لم يجئ عن العرب مفاعيلن في عروض الطويل غير مصرع وانما جاء مفاعلن وقال الصاحب عن مطلع هذه القصيدة ومن معانيه التي تنبئ عن هوسه وعشقه لنفسه قوله:
لجنية أم غادة رفع السجف * لوحشية لا ما لوحشية شنف وقال القاضي أبو الحسن الجرجاني وقد عيب عليه أيضا بقوله:
انما بدر بن عمار سحاب * هطل فيه ثواب وعقاب لأنه اخرج الرمل على فاعلاتن واجرى جميع القصيدة على ذلك في الأبيات غير المصرعة وانما جاء الشعر على فاعلن وإن كان أصله في الدائرة فاعلاتن.
6 استعمال الغريب والوحشي مع أنه من المحدثين ونسج على منوالهم بل ربما انحط عنهم بالركاكة ومع ذلك يستعمل الغريب الوحشي والشاذ البدوي بل ربما زاد في ذلك على أقحاح المتقدمين فحصل كلامه بين طرفي نقيض كقوله:
وما ارضى لمقلته بحلم * إذا انتبهت توهمه ابتشاكا والابتشاك الكذب قال الثعالبي ولم اسمع فيه شعرا قديما ولا محدثا سوى هذا البيت. وقوله في وصف الغيث:
لساحيه على الأجداث حفش * كأيدي الخيل أبصرت المخالي الساحي القاشر ومنه سميت المسحاة لأنها تقشر وجه الأرض والحفش مصدر حفش السيل حفشا إذا جمع الماء من كل جانب إلى مستنقع. وقوله في وصف السيف:
ودقيق قذى الهباء أنيق * متوال في مستو هزهاز قذى بمعنى مقدار يقال بينهما قيد رمح وقاد رمح وقدى رمح، وقوله:
أ معاهد الأحباب ان الأدمعا تطس الخدود كما يطسن اليرمعا تطس تدق واليرمع الحجارة البيض الرخوة. وقوله:
والى حصى ارض أقام بها * بالناس من تقبيلها يلل اليلل اقبال الأسنان وانعطافها على باطن الفم قال الثعالبي ولم أسمعه في شعر غيره. وقوله: الشمس تشرق والسحاب كنهورا الكنهور القطعة العظيمة من السحاب. وقوله: وقد غمرت نوالا أيها النال النال المعطي. وقوله: اسائلها عن المتديريها اي لمتخذيها دارا قال الصاحب لفظة المتديريها لو وقعت في بحر صاف لكدرته ولو ألقي ثقلها على جبل سام لهذه وليست للمقت فيها نهاية ولا للبرد معها غاية. قال الصاحب وأطم ما يتعاطاه التفاصح بالألفاظ النافرة والكلمات الشاذة حتى كأنه وليد خباء أو غذي لبن لم يطأ الحضر ولم يعرف المدر فمن ذلك قوله أ يفطمه التوراب قبل فطامه * ويأكله قبل البلوغ إلى الاكل ولا أدري كيف عشق التوراب حتى جعله عوذة شعره اه قال الثعالبي وليس ذلك سائغا لمثله وهو وليد قرية ومعلم صبية اه والتوراب لغة في التراب. ومن الجموع الغريبة التي يوردها قوله في جمع الأرض:
أروض الناس من ترب وخوف * وارض أبي شجاع من أمان وقوله في جمع اللغة: عليم باسرار الديانات واللغى وفي جمع الدنيا:
أعز مكان في الدنى سرج سابح وقوله في جمع الأخ:
كل آخائه كرام بني الدنيا * ولكنه كريم الكرام قال الصاحب ومن لغاته الشاذة وكلماته النادة ما في هذا البيت ولو وقع الاخفاء في رائية الشماخ لاستثقل فكيف مع أبيات منها:
قد سمعنا ما قلت في الأحلام * وأنلناك بدرة في المنام والكلام إذا لم يتناسب زيفته جهابذته وبهرجته نقاده اه.
7 الركاكة بألفاظ العامة والسوقة ومعانيهم كقوله:
رماني خساس الناس من صائب استه * وآخر قطن من يديه الجنادل

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 547
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست