responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 534

وأخذه الأخطل من قول النابغة وهو أول من ابتكره:
وعيرتني بنو ذبيان خشيته * وما علي بان أخشاك من عار واخذه أبو تمام فاحسن بقوله:
خشعوا كصولتك التي هي منهم * كالموت يأتي ليس فيه عار فقال ومن أبو تمام قلت الذي سرقت شعره فأفسدته بقولك:
ذي المعالي فليعلون من تعالى * هكذا هكذا والا فلا لا شرف ينطح النجوم بروقية * وفخر يقلقل الأجبالا فأخذت البيت الأول من قول بكر بن النطاح:
يتلقى الندى بوجه حيي * وصدور القنا بوجه وقاح هكذا هكذا تكون المعالي * طرق المجد غير طرق المزاح واخذت البيت الثاني فأفسدته من قول أبي تمام:
همة تنطح الثريا وجد * آلف للحضيض فهو حضيض فأفسدته بجعلك للشرف قرنا لان الروق القرن فقال إنها استعارة قلت لكنها خبيثة فقال أقسم بالله ما قرأت شعرا قط لأبي تمامكم هذا فقلت هذه سوءة لو سترتها كان أولي قال السوءة قراءة شعر مثله أ ليس هو القائل:
خشنت عليه أخت بني خشين * وانجح فيك قول العاذلين والقائل:
لعمري لقد حررت يوم لقيته * لو أن القضاء وحده لم يبرد والقائل:
تكاد عطاياه يجن جنونها * إذا لم يعوذها بنغمة طالب والقائل:
تسعون ألفا من الأتراك قد نضجت * جلودهم قبل نضج التين والعنب والقائل: ولى ولم يظلم وهل ظلم امرؤ * حث النجاء وخلفه التنين والقائل: فضربت الشتاء في اخدعيه * ضربة غادرته عودا ركوبا والقائل:
كانوا رداء زمانهم فتصدعوا * فكانما لبس الزمان الصوفا وقوله:
أقول لقرحان من البين لم يصب * رسيس الهوى بين الحشا والترائب ما قرحان البين أخرس الله لسانه فقلت من الدليل على قراءتك شعره تتبعك مساويه وهل يصم أبا تمام ما عددته من سقطاته وهو القائل في النونية:
نوالك رد حسادي فلولا * وأصلح بين أيامي وبيني فهلا اغتفرت الأول لهذا البيت الذي لا يستطاع الاتيان بمثله واما قوله تسعين ألفا البيت فله خبر لو استقريت صحفه لأقصرت عن تناوله بالطعن فيه ثم قصصت الخبر وقلت في هذه القصيدة ما لا يستطيع أحد من متقدمي الشعراء وأمراء الكلام الاتيان بمثله قال وما هو قلت لو قال قائل ان أحدا لم يبتدئ بأوجه ولا أحسن ولا أخصر من قوله:
السيف أصدق أنباء من الكتب * في حده الحد بين الجد واللعب لما عنف في ذلك وفيها يقول:
رمى بك الله برجيها فهدمها * ولو رمى بك غير الله لم يصب وفيها يقول:
لما رأى الحرب رأي العين توفلس * والحرب مشتقة المعنى من الحرب وفيها يقول:
فتح تفتح أبواب السماء له * وتبرز الأرض في ابرادها القشب وفيها يقول:
بكر فما افترعتها كف حادثة * ولا ترقت إليها همة النوب وفيها يقول:
غادرت فيها بهيم الليل وهو ضحى * يشله وسطها صبح من اللهب حتى كان جلابيب الدجى رغبت * عن لونها وكان الشمس لم تغب وفيها يقول:
أجبته معلنا بالسيف منصلتا * ولو دعاك بغير السيف لم يجب واما قوله: أقول لقرحان من البين فإنه يريد رجلا لم يقطعه احبابه ولم يبينوا عنه قبل ذلك وإذا كانت حاله كذلك كان موقع البين أشد عليه وافت في عضده والأصل في هذا ان القرحان الذي لم يجدر قط قال جرير:
وكنت من زفرات البين قرحانا وفي هذه القصيدة من المعاني الرائعة والتشبيهات والاستعارات البارعة ما يغتفر معه هذا البيت وأمثاله على انا ابنا عن صحة معناه ومن محاسن شعره قوله:
إذا العيس لاقت بي أبا دلف فقد * تقطع ما بيني وبين النوائب يرى أقبح الأشياء أوبة آمل * كسته يد المأمول حلة خائب وأحسن من نور يفتحه الندى * بياض العطايا في سواد المطالب ولو كان يفنى الشعر أفناه ما قرت * حياضك منه في العصور الذواهب ولكنه فيض العقول إذا انجلت * سحائب جود أعقبت بسحائب فبهره مما اوردته ما قصر عنان عبارته فما زاد على أن قال أكثرت علي من ذكر أبي تمام لا قدس الله روحه فقلت لا قدس الله روح السارق منه والواقع فيه ولكن ما الفرق في كلام العرب بين التقديس والقداس والقداس والقادس فقال وايش غرضك قلت المذاكرة فقال بل المهاترة ثم قال التقديس التطهير وكل هذه الألفاظ تؤول إليه فقلت له ما أحسبك أنعمت النظر في اللغة ولو عرفتها ما جمعت بين هذه المعاني مع تباينها فالقداس بتشديد الدال حجر يلقى في البئر ليعلم كثرة مائها من قلته حكى ذلك ابن الأعرابي والقداس الجمان حكى ذلك الخليل واستشهد بقوله:
كنظم قداس سلكه متقطع والقادس السفينة قال الشاعر يصف ناقة:
وتهفو بهاد لها متلع * كما اقتحم القادس الأردمونا الهادي العنق والمتلع من أتلع إذا مد عنقه متطاولا والقادس السفينة والأردمون جمع اردم وهو الملاح الحاذق فلما علوته بالكلام قال يا هذا انا نسلم لك أمر اللغة فقلت كيف تسلمها وأنت ابن بجدتها وأبو عذرتها فشرعت الجماعة الحاضرة في اعفائه وقبول عذره وكنت قد بلغت شفاء نفسي وعلمت ان الزيادة عن الحد الذي انتهيت إليه ضرب

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 534
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست