responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 49

القول باطنا عظيما وهو أن اللعنة الابعاد فمعنى قوله لعنه الله باعده عن العذاب والنار والآن قد عرفت منزلتي ومرع خديه على التراب وقال عليكم بالكتمان حتى إنه قال لهم إن روح رسول الله انتقلت إلى محمد بن عثمان العمري وروح أمير المؤمنين انتقلت إلى الحسين بن روح وروح فاطمة انتقلت إلى أم كلثوم بنت محمد بن عثمان حتى إن أم كلثوم دخلت على أم أبي جعفر بن بسطام فانكبت على رجليها تقبلها فأنكرت أم كلثوم ذلك فبكت أم أبي جعفر وقالت كيف لا أفعل وأنت مولاتي فاطمة فقالت وكيف ذاك فقالت إن الشيخ يعني الشلمغاني خرج إلينا بالسر قالت وما السر قالت أخذ علينا كتمانه وأخاف العقوبة إن أذعته فأعطتها موثقا أن لا تخبر أحدا واستثنت في نفسها الحسين بن روح فأخبرتها فقالت هذا كذب وأخبرت الحسين بن روح فقال هذا كفر والحاد قد احكمه هذا الملعون في قلوب هؤلاء ليجعله طريقا إلى أن الله تعالى حل فيه وظهر التوقيع من صاحب الزمان ع بلعنه والبراءة منه ولما اشتهر أمره ولم يمكنه التلبيس قال في مجلس حافل فيه رؤساء الشيعة أجمعوا بيني وبين الحسين بن روح فإن لم تنزل عليه نار من السماء فتحرقه وإلا فجميع ما قاله في حق وبلغ ذلك الراضي لأنه كان في دار ابن مقلة فامر بقتله فقتل في سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة ومنهم أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان البغدادي ابن أخي محمد بن عثمان العمري وقد كان أبو دلف الكاتب ادعى النيابة لأبي بكر البغدادي فسئل أبو بكر عن ذلك فأنكره وحلف عليه ثم مال إلى أبي دلف فتبرأت منه الشيعة وحكي أنه توكل لليزيدي بالبصرة فبقي في خدمته مدة طويلة وجمع مالا عظيما فسعي به إلى اليزيدي فقبض عليه وصادره وضربه على أم رأسه حتى نزل الماء في عينيه فمات ضريرا قال ابن قولويه أما أبو دلف الكاتب لاحاطه الله فكنا نعرفه ملحدا ثم أظهر الغلو ثم جن وسلسل ثم صار مفوضا ومن الغلاة أحمد بن هلال الكرخي كان من أصحاب العسكري ثم تغير وأنكر بابية محمد بن عثمان فخرج التوقيع بلعنه.
في الأدلة على إمامة صاحب الزمان ع وأنه قد ولد وإنه حي موجود في الأمصار غائب عن الأبصار اعلم أن جميع المسلمين متفقون على خروج المهدي في آخر الزمان وانه من ولد علي وفاطمة ع وان اسمه كاسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأخبار في ذلك متواترة عند الشيعة وأهل السنة كما يعلم من تصفح الأخبار الآتية المشتمل بعضها على أكثر روايات أهل السنة والبعض الآخر على جملة من روايات الشيعة مع أن ما تركناه منها قصدا للاختصار أضعاف ما ذكرناه فالاعتقاد بالمهدي ع هو من ملة الاسلام ومتواتراته بل وضرورياته ولا خلاف فيه بين المسلمين وإنما اختلفوا في أنه هل ولد أو سيولد فالشيعة وجماعة من علماء أهل السنة على أنه ولد وإنه محمد بن الحسن العسكري ع وأكثر أهل السنة على أنه لم يولد بعد وسيولد والحق هو القول الأول ويدل عليه الدليل العقلي والنقلي أما الدليل العقلي فهو حكم العقل بوجوب اللطف على الله تعالى وهو فعل ما يقرب إلى الطاعة ويبعد عن المعصية ويوجب إزاحة العلة وقطع المعذرة بدون أن يصل إلى حد الاجبار لئلا يكون لله على الناس حجة وتكون له الحجة البالغة فالعقل حاكم بوجوب إرسال الرسل وبعثة الأنبياء ليبنوا للناس ما أراد الله منهم من التكاليف المقربة من الخير والمبعدة عن الشر ويحكموا بينهم بالعدل وأن يكونوا معصومين من الذنوب منزهين عن القبائح والعيوب لتقبل أقوالهم ويؤمن منهم الكذب والتحريف وكما يجب إرسال الرسل من قبل الله تعالى يجب نصب أوصياء لهم يقومون مقامهم في حفظ الشريعة وتأديتها إلى الناس ونفي التحريف والتبديل عنها والحكم بين الناس بالعدل وإنصاف المظلوم من الظالم ويجب عصمتهم عما عصم منه الأنبياء للدليل الذي دل على عصمة الأنبياء بعينه ولقوله تعالى خطابا لإبراهيم ع إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين وغير المعصوم تجوز عليه المعصية فيكون ظالما لنفسه ويجب أن يكون نصبهم من الله تعالى لا من الناس لان العصمة لا يطلع عليها إلا الله تعالى ولان إيكال ذلك إلى الناس مؤد إلى الهرج والمرج ووقع النزاع والاختلاف وحصول الفساد فوجب القول بوجود إمام معصوم في كل زمان منصوب من قبل الله تعالى وقد أجمع المسلمون على أن من عدا الأئمة الاثني عشر ليسوا بهذه الصفات فوجب القول بان أصحاب هذه الصفات هم الأئمة الاثنا عشر وإلا لزم خلو العصر من إمام معصوم وقد ثبت بطلانه قال الشيخ المفيد عليه الرحمة في الارشاد. ومن الدلائل على إمامة القائم بالحق ابن الحسن ع ما يقتضيه العقل بالاستدلال الصحيح من وجود إمام معصوم كامل غني عن رعاياه في الأحكام والعلوم في كل زمان لاستحالة خلو المكلفين من سلطان يكونون بوجوده أقرب إلى الصلاح وأبعد من الفساد وحاجة الكل من ذوي النقصان إلى مؤدب للجناة مقوم للعصاة رادع للغواة معلم للجهال منبه للغافلين محذر للضلال مقيم للحدود منفذ للأحكام فاصل بين أهل الاختلاف ناصب للأمراء ساد للثغور حافظ للأموال حام عن بيضة الاسلام جامع للناس في الجمعات والأعياد وقيام الأدلة على أنه معصوم من الزلات لغناه بالاتفاق عن إمام واقتضى ذلك له بالعصمة بلا ارتياب ووجوب النص على من هذه سبيله من الأنام أو ظهور المعجز عليه لتمييزه ممن سواه وعدم هذه الصفات من كل أحد سوى من أثبت إمامته أصحاب الحسن بن علي وهو ابنه المهدي وهذا أصل لا يحتاج معه في الإمامة إلى رواية النصوص لقيامه بنفسه في قضية العقول وصحته بثابت الاستدلال ثم جاءت روايات في النص على ابن الحسن ع من طرق تنقطع بها الأعذار وأما الدليل النقلي فهو نص النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليه وبعده الأئمة ع واحدا بعد واحد قال المفيد عليه الرحمة وقد سبق النص عليه في ملة الاسلام من نبي الهدى ع ثم من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع ونص عليه الأئمة ع واحدا بعد واحد إلى أبيه الحسن ع ونص أبوه عليه عند ثقاته وخاصة شيعته وكان الخبر بغيبته ثابتا قبل وجوده وبدولته مستفيضا قبل غيبته وهو صاحب السيف من أئمة الهدى ع والقائم بالحق المنتظر لدولة الايمان وله قبل قيامه غيبتان إحداهما أطول من الأخرى كما جاءت بذلك الأخبار فاما القصرى منهما فمنذ وقت مولده إلى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته وعدم السفراء بالوفاة وأما الطولى فهي بعد الأولى وفي آخرها يقوم بالسيف قال الله عز وجل ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون وقال جل اسمه ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لن تنقضي الأيام والليالي حتى يبعث الله رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا وقال ع لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست