responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 465

محمد بن الحسن بن إسماعيل الإسكاف يرفعه باسناده إلى الربيع قال استدعاني الرشيد الخبر.
أحمد بن إبراهيم بن الوليد السلمي من مشايخ الصدوق روى عنه في الخصال في باب الاثنين عن أبي الفضل محمد بن أحمد الكاتب النيسابوري.
الشيخ جمال الدين أحمد بن إبراهيم بن حسين الكردئي من تلاميذ الشهيد الأول. في رياض العلماء في ترجمة الشيخ علي بن بشارة العاملي الشقراوي رأيت اجازة بخط الشهيد على ظهر كتاب علل الشرائع للصدوق كتبها لتلامذته وفيها سمع بقراءتي أكثر هذا الكتاب وبقراءة غيري لباقيه فلان وفلان وعد جماعة ثم قال والشيخ الفقيه الزاهد العابد جمال الدين أحمد بن إبراهيم بن حسين الكردائي وعدد جماعة أخرى.
ثم قال ورويته لهم بحق قراءتي عليهم من لفظي عن شيخي ثم ذكر سنده إلى الصدوق مؤلف علل الشرائع ثم قال وأذنت لهم بروايته بهذا الطريق وغيرها مما صح فإنها الأصل وكتب محمد بن مكي يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من شعبان سنة 757 بالحلة حامدا لله تعالى ومصليا على رسوله محمد وآله الطاهرين.
الشيخ أحمد بن إبراهيم رضا [1] ولد في النبطية سنة 1289 وتوفي ودفن فيها سنة 1373. دراسته درس كغيره من لداته في كتاب البلدة، ثم انتقل وهو في الثامنة من عمره إلى قرية أنصار لطلب العلم فيها عند السيد حسن إبراهيم، فدرس فيها الصرف والنحو ثم عاد إلى بلده وراح يختلف إلى مجلس السيد محمد نور الدين في النبطية الفوقا قارئا عليه شرح الألفية لابن الناظم. ثم انقطع عن طلب العلم بعد ان توفي والده خلال عام 1884 م ولم يصل ما انقطع من دراسته حتى هبط النبطية السيد محمد إبراهيم، فلازمه وقرأ عليه علوم المعاني والبيان والمنطق، وبدا في هذه الفترة شغفه بالعلوم الحديثة. ولما لم تكن يومئذ مدارس تتيح له فرصة التزيد من هذه العلوم، فقد اجتهد وسعه في المطالعة وتثقيف نفسه مستعينا بمن يوفقه في المعرفة والدراية. وفي سنة 1891 م قدم النبطية السيد حسن يوسف مكي وافتتح فيها مدرسته الكبيرة فكان المترجم فيها دارسا ومدرسا على عادة المدارس القديمة فكان يلقي دروسا في النحو والصرف والمنطق والبيان ويتلقى في نفس الوقت دروسا في الفقه والأصول على مؤسس المدرسة.
جمعية المقاصد الخيرية وضع مع تربه وقرينه الشيخ سليمان ظاهر في مطلع شبابهما حجر الأساس لجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في النبطية، مستهدفين بها تأسيس مدرسة أو أكثر. وقد استولى الأتراك على ممتلكات هذه الجمعية وألغوا رخصتها خلال الحرب العالمية الأولى، ثم هدمت تلك الممتلكات.
ولكنه أعاد الكرة بعد الحرب مع الشيخ سليمان يؤازرهما اخوان لهما فاستعاد للجمعية قوتها ونهضتها، فأنشأت مدرستين ابتدائيتين واحدة للبنين وأخرى للبنات.
حياته السياسية والعلمية كان دائم التطلع إلى كل جديد، تدفعه رغبة شديدة في تغيير الأوضاع السيئة التي وجد عليها سكان محيطه، فاقبل على مقاومة هذه العلل ما وسعته المقاومة، مستعينا بالوسائل التي تهيأت له رغم اشتغاله بتجارته، فتعاون مع إخوان له في تأسيس محافل أدبية وعلمية وجمعيات سرية ذات أهداف سياسية. وفي خلال الحرب العالمية الأولى كان هو وصديق حياته الشيخ سليمان ظاهر من أفراد القافلة الأولى التي قدمها السفاح جمال باشا للمحاكم العرفية في بلدة عالية. ولكن الله سلمه وزميله ونجاهما من شر الطاغية. وبعد الاحتلال الفرنسي قاوم هذا الاحتلال وساهم في الحركات الوطنية العاملة.
وقد مثل بلاده في عدة مؤتمرات سياسية وأدبية منها: مؤتمر الوحدة السورية، ومؤتمر الساحل، ومؤتمر بلودان، والمؤتمر الاسلامي العام في القدس، ومؤتمر بيت مري الثقافي الذي عقدته جامعة الدول العربية. كما انتخب عضوا في المجمع العلمي العربي في دمشق ثم انتدبه هذا المجمع لتاليف معجم يجمع فيه متن اللغة باختصار مفيد، ويضم إليه ما وضعه مجمعا دمشق ومصر من الكلمات المنتخبة للمعاني المستحدثة، وما دخل في الاستعمال وطرأ على اللغة. فتم له ذلك كله بعد جهد دام نحو ثماني عشرة سنة.
أدبه قال السيد علي إبراهيم متحدثا عن أدب المترجم:
هو في الأدب منارة في ذلك العهد السحيق عهد الجناس والطباق والتورية والمبالغة والمدح والرثاء يوم كانت تجمع الأوصاف المروية عن العرب للناقة والفرس وتحشد بقصيدة هي أقرب للعمارة منها للصور الحية المعبرة عن الشعور والأحاسيس عهد الصناعة اللفظية والزخرف البياني حيث يقتل اللفظ المعنى ويجني التكلف على الروح فيشتغل الأدب باللف والدوران كما يشتغل الحاوي بالألعاب، ازدهرت مكانته الأدبية في مصر وسوريا فكان أحد كتبة العرب الناهضين في العرفان والمقتطف ومجلة المجمع والمقتبس وغيرها.
وقال عنه أيضا من كلمة:
كان في حياته العملية واقعيا يشتغل في التجارة والزراعة بفطنة ودراية فيعطي مثلا بالترفع عن التكسب بالعلم والارتزاق منه، لقد طلبه على أنه هدف وغاية لتهذيب النفس وحمل الرسالة والسعي لرضا الله تعالى.
مؤلفاته رسالة الخط، هداية المتعلمين، الدروس الفقهية، رد العامي إلى الفصيح. وكلها المطبوعة. اما أكبر مؤلفاته فهو معجم متن اللغة المطبوع.
ومن مؤلفاته التي لم تطبع: معجم الوسيط، المعجم الموجز، التذكرة في الأسماء المنتخبة للمعاني المستحدثة. كتاب الوافي بالكفاية والعمدة.
أما مقالاته اللغوية والعلمية والأدبية والسياسية والتاريخية وقصائده الشعرية، فما تزال متفرقة في بطون المجلات والجرائد.
شعره قال من قصيدة بعد انتهاء الحرب العامة الأولى يصف خيبة العرب بنقض الوعود التي أعطيت لهم:
أ يقسم دارنا الأحلاف قسرا * كانا بينهم مال حريب


[1] مما استدركناه على مسودات الكتاب " ح ".

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 465
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست