responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 46

فعليك باللحاق بهم متنكرة في زي الخدم من طريق كذا ففعلت فوقعت علينا طلائع المسلمين فكان من أمري ما رأيت وما شعر باني ابنة ملك الروم أحد سواك ولقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته وقلت نرجس فقال اسم الجواري قلت العجب إنك رومية ولسانك عربي قلت بلغ من لوع جدي وحمله إياي على تعلم الآداب أن أوعز إلى امرأة ترجمان له بالاختلاف إلي وتعليمي العربية قال بشر فلما دخلت على مولاي أبي الحسن ع قال لها كيف أراك الله عز الاسلام وشرف محمد وأهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم قالت كيف أصف لك يا ابن رسول الله ما أنت أعلم به مني قال فاني أحب أن أكرمك فأيما أحب إليك عشرة آلاف درهم أم بشرى لك بشرف الأبد قالت بل الشرف قال فابشري بولد يملك الدنيا شرقا وغربا ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا قالت ممن قال ممن خطبك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له وهل تعرفينه قالت وهل خلت ليلة لم يزرني فيها منذ أسلمت على يد سيدة النساء فقال يا كافور أدع أختي حكيمة فلما دخلت قال لها هاهية فاعتنقتها طويلا وسرت بها فقال لها أبو الحسن ع يا بنت رسول الله خذيها إلى منزلك وعلميها الفرائض والسنن فإنها زوجة أبي محمد وأم القائم ع وقال علي بن الحسين المسعودي في كتاب إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب ع روى لنا الثقات من مشايخنا أن بعض أخوات أبي الحسن علي بن محمد الهادي ع كانت لها جارية ولدت في بيتها وربتها تسمى نرجس فلما كبرت وعبلت دخل أبو محمد الحسن العسكري ع فنظر إليها فأعجبته فقالت له عمته أراك تنظر إليها فقال صلى الله عليه وآله وسلم إني ما نظرت إليها إلا متعجبا أما أن المولود الكريم على الله جل وعلا يكون منها ثم امرها أن تستأذن أبا الحسن في دفعها إليه ففعلت فأمرها بذلك وروى الصدوق في إكمال الدين بسنده عن المطهري عن حكيمة بنت الإمام محمد الجواد ع قالت كانت لي جارية يقال لها نرجس فزارني ابن أخي يعني الحسن العسكري ع وأقبل يحد النظر إليها فقلت له يا سيدي لعلك هويتها فارسلها إليك فقال لا يا عمة لكن أتعجب منها سيخرج منها ولد كريم على الله عز وجل الذي يملأ الله به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما فقلت فارسلها إليك يا سيدي فقال استأذني أبي فاتيت منزل أبي الحسن ع فبدأني وقال يا حكيمة ابعثي بنرجس إلى ابني أبي محمد فقلت يا سيدي على هذا قصدتك فقال يا مباركة إن الله تبارك وتعالى أحب أن يشركك في الأجر فزينتها و وهبتها لأبي محمد ع فمضى أبو الحسن ع وجلس أبو محمد ع مكانه فكنت أزوره كما كنت أزور والده فجاءتني نرجس يوما تخلع خفي وقالت يا مولاتي ناوليني خفك فقلت بل أنت سيدتي ومولاتي والله لا دفعت إليك خفي ولا خدمتني بل أخدمك على بصري فسمع أبو محمد ع ذلك فقال جزاك الله خيرا يا عمة فلما غربت الشمس صحت بالجارية ناوليني ثيابي لأنصرف فقال يا عمتاه بيتي الليلة عندنا فإنه سيولد الليلة المولود الكريم على الله عز وجل الذي يحي الله به الأرض بعد موتها وفي رواية أخرى في إكمال الدين أنه بعث إليها فقال يا عمة اجعلي إفطارك الليلة عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان فان الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة وهو حجته في أرضه فقالت ومن أمه قال نرجس قالت له والله جعلني الله فداك ما بها أثر فقال هو ما أقول لك قالت فجئت فلما سلمت وجلست جاءت تنزع خفي وقالت لي يا سيدتي كيف أمسيت فقلت بل أنت سيدتي وسيدة أهلي فأنكرت قولي وقالت ما هذا يا عمة فقلت يا بنية إن الله سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيدا في الدنيا والآخرة فجلست واستحيت ثم قال لي أبو محمد ع إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل لأن مثلها مثل أم موسى لم يظهر بها الحبل ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها لان فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى وهذا نظير موسى ع قالت حكيمة فلما فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت وأخذت مضجعي فرقدت فلما كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث ثم جلست معقبة ثم انتبهت وهي راقدة ثم قامت فصلت فدخلتني الشكوك فصاح أبو محمد من المجلس لا تعجلي يا عمة فان الأمر قد قرب فقرأت ألم السجدة ويس فبينما أنا كذلك إذ انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت اسم الله عليك ثم قلت تحسين شيئا قالت نعم فقلت لها إجمعي نفسك واجمعي قلبك ثم أخذتني فترة وأخذتها فترة فانتبهت بحس سيدي فكشفت الثوب عنه فإذا به ساجد يتلقى الأرض بمساجده فضممته إلي فإذا به نظيف منظف فصاح بي أبو محمد ع هلمي إلى ابني يا عمة فجئت به إليه فوضع يده تحت اليتيه وظهره ووضع قدميه على صدره ثم أدلى لسانه في فيه وأمر يده على عينيه وسمعه ومفاصله ثم قال تكلم يا بني فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم صلى على أمير المؤمنين وعلى الأئمة إلى أن وقف على أبيه ثم أحجم فلما أصبحت جئت لأسلم على أبي محمد فافتقدت سيدي فلم أره فقلت جعلت فداك ما فعل سيدي فقال استودعناه الذي استودعته أم موسى فلما كان اليوم السابع جئت فقال هلمي إلى أبني ففعل به كالأول ثم أدلى لسانه في فيه كأنه يغذيه لبنا أو عسلا ثم قال تكلم يا بني فقال أشهد أن لا إله إلا الله وثنى بالصلاة على محمد وعلى أمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين حتى وقف على أبيه ثم تلا هذه الآية ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون وروى الصدوق في إكمال الدين أيضا أن أبا محمد ع أمر أن يشتري عشرة آلاف رطل خبزا وعشرة آلاف رطل لحما ويفرق وعق عنه بكذا وكذا شاة.
في غيبة المهدي ع وسفرائه للمهدي عجل الله فرجه غيبتان صغرى وكبرى كما جاءت بذلك الأخبار عن أئمة أهل البيت ع ويقال قصرى وطولى أما الغيبة الصغرى فمن مولده إلى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته بوفاة السفراء وعدم نصب غيرهم وهي أربع وسبعون سنة ففي هذه المدة كان السفراء يرونه وربما رآه غيرهم ويصلون إلى خدمته وتخرج على أيديهم توقيعات منه إلى شيعته في أجوبة مسائل وفي أمور شتى وأما الغيبة الكبرى فهي بعد الأولى وفي آخرها يقوم بالسيف وقد جاء في بعض التوقيعات أنه بعد الغيبة الكبرى لا يراه أحد وإن من ادعى الرؤية قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب وجاء في عدة أخبار أنه يحضر المواسم كل سنة فيرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه أما السفراء في زمن الغيبة الصغرى بينه وبين شيعته فهم أربعة.


[١] هكذا ذكر المفيد وغيره فجعلوا ابتداء الغيبة من مولده لا من ابتداء إمامته لأنها كانت كذلك ولا وجه لجعلها من ابتداء إمامته ولذلك كانت أربعا وسبعين سنة هذا بناء على أن وفاة السمري سنة ثلثمائة وتسع وعشرين اما بناء على أن وفاته سنة ثمان وعشرين كما في إعلام الورى فتنقص سنة مع أن مدة الغيبة الصغرى أربع وسبعون سنة.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست