responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 45

بثلاثة آلاف من الملائكة جبرئيل على مقدمته وميكائيل على ساقته أنصاره بعدة أهل بدر وأهل الكهف منهم يخرج بالسيف ويملك شرق الأرض وغربها فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يظهر الاسلام ويرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض أسعد الناس به أهل الكوفة تخصب الأرض في زمانه وتخرج كنوزها يحثو المال حثوا ولا يعده عدا يصلي خلفه عيسى بن مريم ويساعد عيسى على قتل الدجال بباب لد يخرج في وتر من السنين سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع يملك ست سنين أو سبعا أو ثمانا أو تسعا السنة من سنيه مقدار عشر سنين يستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكية وأسفار التوراة من جبل بالشام. يظهر من الدين ما هو الدين عليه في نفسه ما لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يحكم وقال الشيخ محيي الدين ابن العربي: أعداؤه الفقهاء المقلدون يدخلون تحت حكمه خوفا من سيفه ورغبة فيما لديه.
وأما صفته في لباسه ففي بعض الروايات عليه عباءتان قطوانيتان أي عند خروجه.
فيما جاء في ولادة المهدي روى الصدوق في إكمال الدين والكليني في الكافي والشيخ في كتاب الغيبة بألفاظ متقاربة عن بشر بن سليمان النخاس وهو من ولد أبي أيوب الأنصاري وأحد موالي أبي الحسن وأبي محمد العسكريين وجارهما بسر من رأى قال كان مولاي أبو الحسن الهادي ع فقهني في علم الرقيق فكنت لا أبتاع ولا أبيع إلا باذنه فاجتنبت بذلك موارد الشبهات حتى كملت معرفتي فيه وأحسنت الفرق فيما بين الحلال والحرام فاتاني ليلة كافور الخادم فقال مولانا أبو الحسن علي بن محمد العسكري يدعوك فاتيته فقال لي يا بشر انك من ولد الأنصار وهذه الموالاة لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف وأنتم ثقاتنا أهل البيت واني مشرفك بفضيلة تسبق بها الشيعة في الموالاة بسر أطلعك عليه وأنقذك في ابتياع أمة فكتب كتابا لطيفا بخط رومي ولغة رومية وطبع عليه بخاتمه وأعطاني مائتين وعشرين دينارا فقال خذها وتوجه بها إلى بغداد وأحضر معبر الفرات ضحوة يوم كذا فإذا وصلت إلى جانبك زوارق السبايا فستحدق بهن طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العباس وشرذمة من فتيان العرب فأشرف من العبد على عمر بن يزيد النخاس عامة نهارك إلى أن تبرز جارية صفتها كذا وكذا لابسة حريرتين صفيقتين تمتنع من العرض ولمس المعترض وتسمع صرخة رومية من وراء ستر رقيق فاعلم أنها تقول وا هتك ستراه فيقول بعض المبتاعين علي بثلاثمائة دينار فقد زادني العفاف فيها رغبة فتقول له بالعربية لو برزت في زي سليمان بن داود وعلي شبه ملكة ما بدت فيك رغبة فاشفق على مالك فيقول النخاس فما الحيلة ولا بد من بيعك فتقول الجارية وما العجلة لا بد من اختيار مبتاع يسكن قلبي إليه وإلى وفائه وأمانته فعند ذلك قل له أن معك كتابا ملصقا لبعض الأشراف بلغة رومية ووصف فيه كرمه ووفاءه ونبله وسخاءه فناولها لتتأمل منه أخلاق صاحبه فان مالت إليه ورضيته فانا وكيله في ابتياعها قال بشر فامتثلت جميع ما حد لي مولاي أبو الحسن ع فلما نظرت في الكتاب بكت بكاء شديدا وقالت له بعني من صاحب هذا الكتاب وحلفت بالمحرجة والمغلظة إنه متى امتنع عن بيعها منه قتلت نفسها فما زلت اشاحه في ثمنها حتى استقر الأمر على مقدار ما كان أصحبنيه مولاي من الدنانير فاستوفاه وتسلمت الجارية ضاحكة مستبشرة وانصرفت بها إلى حجرتي ببغداد فما أخذها القرار حتى أخرجت كتاب مولانا من جبينها وهي تلشه وتطبقه على جفنها وتضعه على خدها وتمسحه على بدنها فقلت تلثمين كتابا لا تعرفين صاحبه فقالت أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحل أولاد الأنبياء أعرني سمعك وفرع لي قلبك أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم وأمي من ولد الحواريين تنسب إلى وصي المسيح شمعون أنبئك بالعجب إن جدي قيصر أراد أن يزوجني من ابن أخيه وأنا بنت ثلاث عشرة سنة فجمع في قصره من نسل الحواريين من القسيسين والرهبان ثلاثمائة رجل ومن ذوي الأخطار منهم سبعمائة رجل ومن أمراء الأجناد وملوك العشائر أربعة آلاف وأبرز من بهي ملكه عرشا مصوغا من أصناف الجواهر ورفعه فوق أربعين مرقاة فلما صعد ابن أخيه وأحدقت الصلب وقامت الأساقفة عكفا ونشرت أسفار الإنجيل تساقطت الصلبان من الأعلى فلصقت بالأرض وتقوضت أعمدة العرش وخر الصاعد إلى العرش مغشيا عليه فتغيرت ألوان الأساقفة وارتعدت فرائصهم فقال كبيرهم لجدي اعفنا أيها الملك من ملاقاة هذه النحوس الدالة على زوال هذا الدين فتطير جدي من ذلك تطيرا شديدا وقال للأساقفة أقيموا هذه الأعمدة وارفعوا الصلبان وأحضروا أخا هذا المدبر العاثر المنكوس جده لأزوجه هذه الصبية فيدفع نحوسه عنكم بسعوده ولما فعلوا ذلك حدث على الثاني مثل ما حدث على الأول وتفرق الناس وقام جدي مغتما ورأيت في تلك الليلة كان المسيح وشمعون وعدة من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدي ونصبوا فيه منبرا من نور يباري السماء علوا في الموضع الذي كان نصب جدي فيه عرشه ودخل عليه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وختنه ووصيه وعدة من أنبيائه فتقدم المسيح ع إليه فاعتنقه فيقول له محمد صلى الله عليه وآله وسلم يا روح الله إني جئتك خاطبا من وصيك شمعون فتاته مليكة لأبني هذا وأوما بيده إلى أبي محمد ع ابن صاحب هذا الكتاب فنظر المسيح إلى شمعون وقال له أتاك الشرف فصل رحمك برحم آل محمد قال قد فعلت فصعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم ذلك المنبر فخطب وزوجني من ابنه وشهد المسيح وشهد أبناء محمد صلى الله عليه وآله وسلم والحواريون فلما استيقظت أشفقت أن أقص هذه الرؤيا على أبي وجدي مخافة القتل وضرب صدري بمحبة أبي محمد ع حتى امتنعت من الطعام والشراب ومرضت مرضا شديدا فما بقي في مدائن الروم طبيب إلا أحضره جدي فلما برح به الياس قال يا قرة عيني هل تشتهين شيئا فقلت يا جدي لو كشفت العذاب عمن في سجنك من أسارى المسلمين وتصدقت عليهم رجوت أن يهب المسيح وأمه لي عافية ففعل ذلك فتجلدت في إظهار الصحة وتناولت يسيرا من الطعام فسر بذلك وأقبل على إكرام الأسارى فأريت أيضا بعد أربع عشرة ليلة كان سيدة النساء فاطمة قد زارتني ومعها مريم بنت عمران وألف من وصائف الجنان فتقول لي مريم هذه سيدة النساء أم زوجك أبي محمد فأتعلق بها وأبكي وأشكو إليها امتناع أبي محمد من زيارتي فقالت إن ابني لا يزورك وأنت مشركة بالله وهذه أختي مريم تبرأ إلى الله من دينك فقولي أشهد أن لا إله إلا الله وأن أبي محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما قلت ذلك ضمتني إلى صدرها وطيبت نفسي وقالت الآن توقعي زيارة أبي محمد فلما كان في الليلة القابلة رأيت أبا محمد وكأني أقول له جفوتني يا حبيبي بعد أن أتلفت نفسي معالجة حبك فقال ما كان تأخري عنك إلا لشركك وإذ قد أسلمت فاني زائرك في كل ليلة إلى أن يجمع الله شملنا في العيان فما قطع عني زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية قال بشر فقلت لها وكيف وقعت في الأسارى فقالت أخبرني أبو محمد ليلة من الليالي أن جدك سيسير جيشا إلى قتال المسلمين يوم كذا وكذا

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست