responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 44

سرقة مشهد العسكريين ع في أواخر سنة 1355 ه سطا جماعة ليلا على المشهد المقدس مشهد العسكريين ع فاقتلعوا عدة ألواح من الذهب المذهبة به القبة الشريفة وفي شهر صفر سنة 1356 ه سطا جماعة ليلا على المشهد فكسروا القفل الموضوع على باب المشهد وأخذوا شمعدانين من الفضة الخالصة وزنهما ثمانون كيلو غنيمة باردة. محمد بن الحسن المهدي صاحب الزمان ع الامام بعد أبي محمد الحسن العسكري وثاني عشر أئمة المسلمين وخلفاء الله في العالمين وثالث المحمدين ولده المسمى باسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المكنى بكنيته ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
وجاء في كثير من الأخبار النهي عن تسميته مثل لا يحل لكم ذكره باسمه أو لا يحل لكم تسميته أو لا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا أو لا يحل لكم تسميته حتى يظهره الله فيملأ الأرض قسطا وعدلا الخ أو يحرم عليهم تسميته وهو سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيه أو لا يسميه باسمه إلا كافر أو لا يرى جسمه ولا يسمى باسمه وسئل أمير المؤمنين ع عن اسمه فقال أما اسمه فلا إن حبيبي وخليلي عهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه الله عز وجل وهو مما استودع الله عز وجل رسوله في علمه ولأجل ذلك كان يعبر عنه ع في الأخبار وكلام الرواة بالصاحب والقائم وصاحب الزمان وصاحب الدار والحضرة والناحية المقدسة والرجل والغريم والغلام وغير ذلك ولا يصرحون باسمه قال المفيد عليه الرحمة والغريم رمز كانت الشيعة تعرفه قديما بينها ويكون خطابها عليه للتقية وحمل الصدوق وجملة من الأصحاب النهي الوارد في هذه الأخبار على ظاهره فافتوا بالتحريم ويمكن الحمل على الكراهة لحكمة لا يعلمها إلا الله تعالى ولا ينافيه التشديد الوارد في الأخبار البالغ إلى حد التكفير فقد ورد في المكروهات أمثال ذلك مثل من ترك فرق شعره فرق بمنشار من نار ويؤيد الكراهة التصريح باسمه في بعض الأحاديث كحديث اللوح الذي دفعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى فاطمة ع وفيه أسماء الأئمة ع وغيره ويمكن الحمل على وقت الخوف عليه كزمن الغيبة الصغرى ويدل عليه ما في بعض التوقيعات ملعون من سماني في محفل من الناس أو من سماني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله وقول عثمان بن سعيد العمري حين قيل له فالاسم قال إياك أن تبحث عن هذا فان عند هذا القوم أن هذا النسل قد انقطع وقوله أيضا لما سئل عن الاسم محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك ولا أقول هذا من عندي وليس لي أن أحلل وأحرم ولكن عنه ع فان الأمر عند السلطان أن أبا محمد ع مضى ولم يخلف ولدا وإذا وقع الاسم وقع الطلب فاتقوا الله وأمسكوا عن ذلك وما في بعض التوقيعات إن دللتم على الاسم أذاعوا وإن عرفوا المكان دلوا عليه وفي بعضها إن وقفوا على الاسم أذاعوه وإن وقفوا على المكان دلوا عليه وقول الباقر ع حين قال له الكابلي أريد أن تسميه لي حتى أعرفه باسمه: سألتني والله يا أبا خالد عن سؤال مجهد سألتني بأمر لو كنت محدثا به أحدا لحدثتك وسألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه حرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة وينافيه ما مر من أنه يحرم عليهم تسميته ثم قوله أنه سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيه الذي علم به أسمه فدل على تحريم التصريح لحكمة والخوف لا يتفاوت فيه الحال بين التصريح وأنه سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وينافيه أيضا ما مر في بعضها من أنه لا يحل تسميته حتى يخرج أو حتى يظهره الله ويمكن الجمع بان التصريح بالاسم مكروه مطلقا والتسمية صريحا وكناية محرمة في زمن الخوف وبذلك يرتفع جميع التنافي بين الأخبار والله أعلم.
ولد المهدي ع ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين بسر من رأى في أيام المعتمد قال المفيد ولم يخلف أبوه ولدا ظاهرا ولا باطنا غيره وخلفه غائبا مستترا وكانت سنه عند وفاة أبيه خمس سنين آتاه الله فيها الحكمة وفصل الخطاب وجعله آية للعالمين وآتاه الله الحكمة كما آتاها يحيى ع صبيا وجعله إماما في حال الطفولية الظاهرة كما جعل عيسى بن مريم ع في المهد نبيا وعمره إلى يومنا هذا وهو غاية صفر سنة خمس وأربعين وثلاثمائة بعد الألف ألف سنة وتسع وثمانون سنة وستة أشهر ونصف أمه أم ولد يقال لها نرجس كانت خير أمة وفي رواية أن اسمها الأصلي مليكة كنيته ككنية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويكنى أيضا بأبي جعفر لقبه الحجة والمهدي والخلف الصالح والقائم المنتظر وصاحب الزمان وأشهرها المهدي بوابه عثمان بن سعيد ثم ابنه محمد بن عثمان ثم الحسين بن روح ثم علي بن محمد السمري وهم السفراء وسيأتي تفصيل أحوالهم إن شاء الله تعالى نقش خاتمه على ما ذكره الكفعمي أنا حجة الله وخاصته شاعره ابن الرومي.
صفته في خلقه وحليته وأخلاقه وأطواره ولباسه أما صفته في خلقه وحليته فعن سنن أبي داود أنه يشبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الخلق بالضم ولا يشبهه في الخلق بالفتح ولكن في رواية النعماني في الغيبة عن أمير المؤمنين ع أنه يشبه نبيكم في الخلق والخلق. على خده الأيمن خال كأنه كوكب دري الحديث. وفي رواية كان وجهه كوكب دري في خده الأيمن خال أسود. وفي رواية: أفرق الثنايا أجلى الجبهة. وفي رواية: أجلى الجبين [1]. وعن أمير المؤمنين ع في صفته أنه شاب مربوع القامة حسن الوجه والشعر يسيل شعره على منكبيه ويعلو نور وجهه سواد شعر لحيته ورأسه أجلى الجبين أقنى الأنف ضخم البطن بفخذه اليمنى شامة أفلج الثنايا. وعن الباقر ع مشوب حمرة غائر العينين مشرف الحاجبين عريض ما بين المنكبين برأسه حزاز [2] وبوجهه أثر. وعن إسعاف الراغبين للصبان المصري ورد أنه شاب أكحل العينين أزج الحاجبين أقنى الأنف كث اللحية على خده الأيمن خال وعلى يده اليمنى خال. وفي الفصول المهمة صفته بين السمرة والبياض. ويأتي أنه إذا خرج يكون شيخ السن شاب المنظر يحسبه الناظر ابن أربعين سنة أو دونها.
وأما صفته في أخلاقه فالمستفاد من مجموع الأخبار الآتية وغيرها التي رواها عامة المسلمين أنه يشبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خلقه بالضم وأنه من أهل بيته اسمه كاسمه يصلحه الله في ليلة على رأسه غمامة فيها ملك ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه فيذعن له الناس ويشربون حبه يمده الله


[١] في النهاية الاجلى الخفيف شعر ما بين النزعتين من الصدقين والذي انحسر الشعر عن جبهته.
[2] الاحزاز بالفتح ما تعلق بأصول شعر الرأس كأنه نخالة. المؤلف

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست