responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 38

إلى المتوكل يذكر تحامل عبد الله بن محمد عليه وكذبه فيما سعى به فتقدم المتوكل بإجابته عن كتابه ودعائه فيه إلى حضور العسكر على جميل من الفعل والقول فخرجت نسخة الكتاب وهي: بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فان أمير المؤمنين عارف بقدرك راع لقرابتك موجب لحقك مؤثر من الأمور فيك وفي أهل بيتك ما يصلح الله به حالك وحالهم ويثبت عزك وعزهم ويدخل الأمن عليك وعليهم يبتغي بذلك رضى ربه وأداء ما افترض عليه فيك وفيهم وقد رأى أمير المؤمنين صرف عبد الله بن محمد عما كان يتولاه من الحرب والصلاة بمدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقك واستخفافه بقدرك وعند ما قرفك به ونسبك إليه من الامر الذي قد علم أمير المؤمنين براءتك منه وصدق نيتك في ترك محاولته وانك لم تؤهل نفسك لما قرفت بطلبه وقد ولى أمير المؤمنين ما كان يلي من ذلك محمد بن الفضل وأمره باكرامك وتبجيلك والانتهاء إلى امرك ورأيك والتقرب إلى الله والى أمير المؤمنين بذلك وأمير المؤمنين مشتاق إليك يحب احداث العهد بك والنظر إليك فان نشطت لزيارته والمقام قبله ما أحببت شخصت ومن اخترت من أهل بيتك ومواليك وحشمك على مهلة وطمأنينة ترحل إذا شئت وتنزل إذا شئت وتسير إذا شئت كيف شئت وإن أحببت ان يكون يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين ومن معه من الجند يرحلون برحيلك ويسيرون بسيرك فالامر في ذلك إليك وقد تقدمنا إليه بطاعتك فاستخر الله حتى توافي أمير المؤمنين فما أحد من اخوانه وولده وأهل بيته وخاصته ألطف منك منزلة ولا أحمد له اثرة ولا هو لهم انظر ولا عليهم أشفق وبهم أبر ولا هو إليهم أسكن منه إليك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. وكتب إبراهيم بن العباس في شهر جمادي الآخرة من سنة 243. فلما وصل الكتاب إلى أبي الحسن ع تجهز للرحيل وخرج معه يحيى بن هرثمة.
قال المسعودي: واتبعه بريحة مشيعا فلما صار في بعض الطريق قال له بريحة قد علمت وقوفك على اني كنت السبب في حملك وعلي حلف بايمان مغلظة لئن شكوتني إلى أمير المؤمنين أو أحد من خاصته لأجمرن نخلك ولأقتلن مواليك ولأغورن عيون ضيعتك ولأفعلن ولأصنعن، فقال له أبو الحسن ان أقرب عرضي إياك على الله البارحة ما كنت لأعرضك عليه ثم أشكوك إلى غيره من خلقه فانكب إليه بريحة وضرع إليه واستعفاه فقال قد عفوت عنك. وسار حتى وصل بغداد. قال المسعودي فخرج إسحاق بن إبراهيم وجملة القواد فتلقوه. قال سبط ابن الجوزي قال يحيى لما قدمت به بغداد بدأت بإسحاق بن إبراهيم الطاهري وكان واليا على بغداد فقال لي يا يحيى ان هذا الرجل قد ولده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والمتوكل من تعلم فان حرضته عليه قتله وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خصمك يوم القيامة فقلت له والله ما وقفت منه إلا على كل أمر جميل ثم سرت إلى سر من رأى فبدأت بوصيف التركي فأخبرته بوصوله فقال والله لئن سقط منه شعرة لا يطالب بها سواك فعجبت كيف وافق قوله قول إسحاق فلما دخلت على المتوكل سألني عنه فأخبرته بحسن سيرته وسلامة طريقته وورعه وزهادته واني فتشت داره فلم أجد فيها غير المصاحف وكتب العلم وان أهل المدينة خافوا عليه فأكرمه المتوكل وأحسن جائزته. قال المسعودي: لما خرج الهادي إلى سر من رأى تلقاه جملة أصحاب المتوكل حتى دخل عليه فأعظمه وأكرمه ثم انصرف عنه إلى دار قد أعدت له، قال المفيد: خرج معه يحيى بن هرثمة حتى وصل إلى سر من رأى فلما وصل إليها تقدم المتوكل بان يحجب عنه في يومه منزل في خان يعرف بخان الصعاليك وأقام يومه ثم تقدم المتوكل بافراد دار له فانتقل إليها. وأقام أبو الحسن ع مدة مقامه بسر من رأى مكرما في ظاهر حاله، فجهد المتوكل في إيقاع حيلة به فلا يتمكن من ذلك اه.
اخباره مع المتوكل قال المسعودي في مروج الذهب: سعي إلى المتوكل بعلي بن محمد الجواد ع ان في منزله كتبا وسلاحا من شيعته من أهل قم وانه عازم على الوثوب بالدولة فبعث إليه جماعة من الأتراك فهجموا داره ليلا فلم يجدوا فيها شيئا ووجدوه في بيت مغلق عليه، وعليه مدرعة من صوف وفي رواية من شعر وهو جالس على الرمل والحصا وهو متوجه إلى الله تعالى يتلو آيات من القرآن وفي رواية يصلي وهو يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد فحمل على حاله تلك إلى المتوكل وقالوا له لم نجد في بيته شيئا ووجدناه يقرأ القرآن مستقبل القبلة وكان المتوكل في مجلس الشرب فدخل عليه والكاس في يد المتوكل فلما رآه هابه وعظمه واجلسه إلى جانبه وناوله الكاس التي كانت في يده فقال والله ما يخامر لحمي ودمي قط فاعفني فأعفاه فقال أنشدني شعرا فقال ع اني قليل الرواية للشعر فقال لا بد فانشده ع وهو جالس عنده:
باتوا على قلل الاجبال تحرسهم * غلب الرجال فلم تنفعهم القلل واستنزلوا بعد عز عن معاقلهم * وأسكنوا حفرا يا بئس ما نزلوا ناداهم صارخ من بعد دفنهم * أين الأساور والتيجان والحلل أين الوجوه التي كانت منعمة * من دونها تضرب الأستار والكلل فافصح القبر عنهم حين ساءلهم * تلك الوجوه عليها الدود يقتتل قد طالما اكلوا دهرا وقد شربوا * فأصبحوا اليوم بعد الأكل قد أكلوا وطالما عمروا دورا لتسكنهم * ففارقوا الدور والاهلين وانتقلوا وطالما كنزوا الأموال وادخروا * ففرقوها على الأعداء وارتحلوا أضحت منازلهم قفرا معطلة * وساكنوها إلى الاحداث قد نزلوا قال فبكى المتوكل حتى بلت لحيته دموع عينيه وبكى الحاضرون ودفع إلى علي ع أربعة آلاف دينار ثم رده إلى منزله مكرما.
وروى ابن شهرآشوب في المناقب عن أبي محمد الفحام قال: سال المتوكل ابن الجهم من أشعر الناس؟ فذكر الشعراء في الجاهلية والاسلام ثم إنه سال أبا الحسن ع فقال الحماني حيث يقول:
لقد فاخرتنا من قريش عصابة * بمط خدود وامتداد أصابع فلما تنازعنا المقال قضى لنا * عليهم بما نهوى نداء الصوامع ترانا سكوتا والشهيد بفضلنا * عليهم جهير الصوت في كل جامع فان رسول الله احمد جدنا * ونحن بنوه كالنجوم الطوالع قال وما نداء الصوامع يا أبا الحسن قال أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
الرواة عن الهادي ع قال ابن شهرآشوب في المناقب: بوابه محمد بن عثمان العمري ومن ثقاته أحمد بن حمزة بن اليسع وصالح بن محمد الهمداني ومحمد بن جوك الجمال ويعقوب بن يزيد الكاتب وأبو الحسين بن هلال وإبراهيم بن إسحاق وخيران الخادم والنضر بن محمد الهمداني. ومن وكلائه جعفر بن سهيل الصيقل ومن أصحابه داود بن زيد وأبو سليمان زنكان والحسين بن محمد المدائني

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست