responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 25

المسلمين مثل العمود في وسط الفسطاط من اراده اخذه، قال المأمون يا سيدي فما ترى؟ قال ارى ان تخرج من هذه البلاد وتتحول إلى موضع آبائك وأجدادك وتنظر في أمور المسلمين ولا تكلهم إلى غيرك فان الله عز وجل سائلك عما ولاك فقام المأمون فقال نعم ما قلت يا سيدي هذا هو الرأي، فخرج وامر ان تقدم النوائب وبلغ ذلك ذا الرياستين فغمه غما شديدا وقد كان غلب على الأمر ولم يكن للمأمون عنده رأي فلم يجسر ان يكاشفه ثم قوي بالرضا ع جدا، فجاء ذو الرياستين إلى المأمون وقال له يا أمير المؤمنين ما هذا الرأي الذي امرت به؟ فقال امرني سيدي أبو الحسن بذلك وهو الصواب، فقال يا أمير المؤمنين ما هذا بصواب قتلت بالأمس أخاك وأزلت الخلافة عنه وبنو أبيك معادون لك وجميع أهل العراق وأهل بيتك ثم أحدثت هذا الحدث الثاني انك جعلت ولاية العهد لأبي الحسن وأخرجتها من بني أبيك والعامة والفقهاء والعلماء وآل عباس لا يرضون بذلك وقلوبهم متنافرة عنك، والرأي ان تقيم بخراسان حتى تسكن قلوب الناس على هذا ويتناسوا ما كان من أمر محمد أخيك، وهاهنا يا أمير المؤمنين مشايخ قد خدموا الرشيد وعرفوا الامر فاستشرهم في ذلك فان أشاروا به فامضه، فقال المأمون: مثل من؟ قال مثل علي بن أبي عمران وابن مؤنس والجلودي، وهؤلاء هم الذين نقموا بيعة أبي الحسن ع ولم يرضوا به فحبسهم المأمون، فلما كان من الغد جاء أبو الحسن ع فدخل على المأمون فقال يا أمير المؤمنين ما صنعت؟ فحكى له ما قاله ذو الرياستين ودعا المأمون بهؤلاء النفر فاخرجهم من الحبس وأول من أدخل عليه علي بن أبي عمران فنظر إلى الرضا ع بجنب المأمون فقال أعيذك بالله يا أمير المؤمنين ان تخرج هذا الأمر الذي جعله الله لكم وخصكم به وتجعله في أيدي أعدائكم ومن كان آباؤك يقتلونهم ويشردونهم في البلاد فقال المأمون له يا ابن الزانية وأنت بعد على هذا قدمه يا حرسي فاضرب عنقه فضرب عنقه. وأدخل ابن مؤنس فلما نظر إلى الرضا ع بجنب المأمون قال يا أمير المؤمنين هذا الذي بجنبك والله صنم يعبد من دون الله فقال له المأمون يا ابن الزانية وأنت بعد على هذا يا حرسي قدمه فاضرب عنقه فضربت عنقه. ثم أدخل الجلودي وكان الجلودي في خلافة الرشيد لما خرج محمد بن جعفر بن محمد بالمدينة بعثه الرشيد وأمره ان ظفر به ان يضرب عنقه وان يغير على دور آل أبي طالب ع وان يسلب نساءهم ولا يدع على واحدة منهن الا ثوبا واحدا ففعل الجلودي ذلك وقد كان مضى أبو الحسن موسى ع فصار الجلودي إلى باب أبي الحسن ع فانهجم على داره مع خيله فلما نظر الرضا ع إليه جعل النساء كلهن في بيت واحد ووقف على باب البيت فقال الجلودي لأبي الحسن لا بد من أن ادخل البيت فاسلبهن كما امرني أمير المؤمنين فقال الرضا انا أسلبهن لك وأحلف اني لا أدع عليهن شيئا الا أخذته فلم يزل يطلب إليه ويحلف له حتى سكن فدخل أبو الحسن ع فلم يدع عليهن شيئا حتى أقراطهن وخلاخيلهن وأزرهن الا اخذه منهن وجميع ما كان في الدار من قليل وكثير.
فلما كان في هذا اليوم وأدخل الجلودي على المأمون قال الرضا ع يا أمير المؤمنين هب لي هذا الشيخ فقال المأمون يا سيدي هذا الذي فعل ببنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما فعل من سلبهن فنظر الجلودي إلى الرضا ع وهو يكلم المأمون ويسأله ان يعفو عنه ويهبه له فظن أنه يعين عليه لما كان الجلودي فعله فقال يا أمير المؤمنين أسألك بالله وبخدمتي للرشيد ان لا تقبل قول هذا في فقال المأمون يا أبا الحسن قد استعفى ونحن نبر قسمه ثم قال لا والله لا اقبل قوله فيك ألحقوه بصاحبيه فقدم فضربت عنقه. ورجع ذو الرياستين إلى أبيه سهل وقد كان المأمون أمر ان تقدم النوائب فردها ذو الرياستين فلما قتل المأمون هؤلاء علم ذو الرياستين انه قد عزم على الخروج فقال الرضا ع ما صنعت يا أمير المؤمنين بتقديم النوائب فقال المأمون يا سيدي مرهم أنت بذلك قال فخرج أبو الحسن ع فصاح بالناس قدموا النوائب قال فكانما وقعت فيهم النيران وأقبلت فيهم النوائب تتقدم وتخرج وقعد ذو الرياستين في منزله فبعث إليه المأمون فاتاه فقال له ما لك قعدت في بيتك فقال يا أمير المؤمنين ان ذنبي عظيم عند أهل بيتك وعند العامة والناس يلومونني بقتل أخيك المخلوع وبيعة الرضا ع ولا آمن السعاة والحساد وأهل البغي ان يسعوا بي فدعني أخلفك بخراسان فقال له المأمون لا يستغني عنك واما ما قلت إنه يسعى بك وتبغى لك الغوائل فليس أنت عندنا الا الثقة المأمون الناصح المشفق فاكتب لنفسك ما تثق به من الضمان والأمان وأكد لنفسك ما تكون به مطمئنا فذهب وكتب لنفسه كتابا وجمع عليه العلماء واتى به المأمون فقرأه وأعطاه كل ما أحب وكتب خطه فيه وكتب له بخطه كتاب الحياء اني قد حبوتك بكذا وكذا من الأموال والضياع والسلطان وبسط له من الدنيا امله فقال ذو الرياستين يا أمير المؤمنين يجب ان يكون خط أبي الحسن ع في هذا الأمان يعطينا ما أعطيت فإنه ولي عهدك فقال المأمون قد علمت أن أبا الحسن قد شرط علينا ان لا يعمل من ذلك شيئا ولا يحدث حدثا ولا نسأله ما يكرهه فاساله أنت فإنه لا يأبى عليك في هذا فجاء واستاذن على أبي الحسن ع قال ياسر فقال لنا الرضا ع قوموا تنحوا فتنحينا فدخل فوقف بين يديه ساعة فرفع أبو الحسن رأسه فقال ما حاجتك يا فضل؟ قال يا سيدي هذا أمان كتبه لي أمير المؤمنين وأنت أولى ان تعطينا ما أعطانا أمير المؤمنين إذ أنت ولي عهد المسلمين فقال له الرضا ع أقرأه وكان كتابا في أكبر جلد فلم يزل قائما حتى قرأه فلما فرع قال له أبو الحسن ع يا فضل لك علينا هذا ما اتقيت الله عز وجل قال ياسر فنقض عليه امره في كلمة واحدة فخرج من عنده.
خروج المأمون والرضا ع من مرو روى المفيد في الارشاد بسنده عن ياسر الخادم قال: لما عزم المأمون على الخروج من خراسان إلى بغداد خرج وخرج معه الفضل بن سهل ذو الرياستين وخرجنا مع أبي الحسن الرضا ع.
وصول المأمون والرضا إلى سرخس وقتل الفضل بن سهل وقال ياسر الخادم في تتمة رواية الصدوق المتقدمة: فلما كان بعد ذلك بأيام ونحن في بعض المنازل إلى أن قال: فإذا بالمأمون قد دخل من الباب الذي كان إلى داره من دار أبي الحسن ع يقول يا سيدي يا أبا الحسن آجرك الله في الفضل وكان دخل الحمام فدخل عليه قوم بالسيوف فقتلوه وأخذ من دخل عليه في الحمام وكانوا ثلاثة نفر أحدهم ابن خالة الفضل ذي العلمين فجئ بهم إلى المأمون فقال لهم لم قتلتموه؟ قالوا اتق الله يا أمير المؤمنين قتلناه بامرك، فلم يلتفت إلى كلامهم وقتلهم. وكان ذلك في شعبان سنة 203 قال الطبري: وكان الذين قتلوا الفضل من حشم المأمون وهم أربعة: غالب المسعودي الأسود وقسطنطين الرومي وفرج الديلمي وموفق الصقلبي فقالوا للمأمون أنت امرتنا بقتله فامر بهم فضربت أعناقهم وبعث برؤوسهم إلى الحسن بن سهل اه قال الصدوق والسلامي كما يأتي: كان ذلك في شعبان سنة 203 وقال الطبري كان ذلك يوم الجمعة لليلتين خلتا من شعبان سنة 202 ولعل رواية الصدوق أقرب إلى الصواب.
وحكى الصدوق في العيون عن أبي علي الحسين بن أحمد السلامي في

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست