responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 22

ومشيت مشية خاشع متواضع لله لا يزهى ولا يتكبر ولو أن مشتاقا تكلف فوق ما في وسعه لسعى إليك المنبر بقية أخباره مع المأمون أدخل رجل إلى المأمون أراد ضرب رقبته والرضا ع حاضر فقال المأمون ما تقول فيه يا أبا الحسن فقال أقول إن الله لا يزيدك بحسن العفو الا عزا، فعفا عنه.
وروى الآبي في نثر الدرر أن المأمون قال للرضا ع يا أبا الحسن أخبرني عن جدك علي بن أبي طالب بأي وجه هو قسيم الجنة والنار فقال يا أمير المؤمنين أ لم ترو عن أبيك عن آبائه عن عبد الله بن عباس أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول حب علي ايمان وبغضه كفر قال بلى قال الرضا ع فهو قسيم الجنة والنار، فقال المأمون: لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن أشهد أنك وارث علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
مجلس للرضا ع عند المأمون أجاب فيه عن الآيات الموهمة عدم عصمة الأنبياء في عيون أخبار الرضا: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي حدثني أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى ع فقال له المأمون يا ابن رسول الله أ ليس من قولك أن الأنبياء معصومون قال بلى قال فما معنى قول الله عز وجل فعصى آدم ربه فغوى فقال ع إن الله تبارك وتعالى قال لآدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة وأشار لهما إلى شجرة الحنطة فتكونا من الظالمين ولم يقل لهما لا تاكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من جنسها فلم يقربا تلك الشجرة وانما أكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان إليهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة وانما نهاكما أن تقربا غيرها ولم ينهكما عن الأكل منها الا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما اني لكما من الناصحين ولم يكن آدم وحواء شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا فدلاهما بغرور فأكلا منها ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخول النار وانما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة قال الله عز وجل وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه فهدى وقال عز وجل إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين. فقال له المأمون فما معنى قول الله عز وجل فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فقال له الرضا ع إن حواء ولدت لآدم وإن آدم ع وحواء عاهدا الله عز وجل ودعواه وقالا لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما آتاهما صالحا من النسل خلقا سويا بريئا من الزمانة والعاهة وكان ما آتاهما صنفين صنفا ذكرانا وصنفا إناثا فجعل الصنفان لله تعالى ذكره شركاء فيما آتاهما ولم يشكراه كشكر أبويهما له عز وجل قال الله تبارك وتعالى فتعالى الله عما يشركون، فقال المأمون أشهد انك ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حقا فأخبرني عن قول الله عز وجل في حق إبراهيم ع فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فقال الرضا ع إن إبراهيم ع وقع إلى ثلاثة أصناف صنف يعبد الزهرة وصنف يعبد القمر وصنف يعبد الشمس وذلك حين خرج من السرب الذي اختفى فيه فلما جن عليه الليل فرأى الزهرة قال هذا ربي على الإنكار والاستخبار فلما أفل الكوكب قال لا أحب الآفلين لأن الأفول من صفات المحدث لا من صفات القديم فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي على الإنكار والاستخبار فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين يقول لو لم يهدني ربي لكنت من القوم الضالين فلما أصبح ورأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر من الزهرة والقمر على الإنكار والاستخبار لا على الأخبار والاقرار فلما أفلت قال للأصناف الثلاثة من عبدة الزهرة والقمر والشمس يا قوم اني برئ مما تشركون اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما انا من المشركين وانما أراد إبراهيم ع بما قال أن يبين لهم بطلان دينهم ويثبت عندهم أن العبادة لا تحق لمن كان بصفة الزهرة والقمر والشمس وانما تحق العبادة لخالقها وخالق السماوات والأرض وكان ما احتج به على قومه مما ألهمه الله تعالى وآتاه كما قال الله عز وجل وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه.
قال المأمون بارك الله فيك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله عز وجل فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان قال الرضا ع إن موسى دخل مدينة من مدائن فرعون على حين غفلة من أهلها وذلك بين المغرب والعشاء فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فقضى موسى على العدو بحكم الله تعالى ذكره فوكزه فمات فقال هذا من عمل الشيطان يعني الاقتتال الذي كان وقع بين الرجلين لا ما فعله موسى ع من قتله انه يعني الشيطان عدو مضل مبين. فقال المأمون فما معنى قول موسى رب اني ظلمت نفسي فاغفر لي قال يقول اني وضعت نفسي غير موضعها بدخولي هذه المدينة فاغفر لي اي استرني من أعدائك لئلا يظفروا بي فيقتلوني فغفر له انه هو الغفور الرحيم قال موسى رب بما أنعمت علي من القوة حتى قتلت رجلا بوكزة فلن أكون ظهيرا للمجرمين بل أجاهد في سبيلك بهذه القوة حتى ترضى فأصبح موسى ع في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه على آخر فقال له يا موسى انك لغوي مبين قاتلت رجلا بالأمس وتقاتل هذا اليوم لأؤدبنك وأراد أن يبطش به فلما أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما وهو من شيعته قال يا موسى أ تريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد الا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين. قال المأمون جزاك الله عن أنبيائه خيرا يا أبا الحسن فما معنى قول موسى لفرعون فعلتها إذا وانا من الضالين قال الرضا ع إن فرعون قال لموسى لما اتاه وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين قال موسى فعلتها إذا وانا من الضالين عن الطريق بوقوعي إلى مدينة من مدائنك ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين وقد قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم أ لم يجدك يتيما فاوى يقول أ لم يجدك وحيدا فاوى إليك الناس ووجدك ضالا يعني عند قومك فهدى أي هداهم إلى معرفتك ووجدك عائلا فاغنى يقول أغناك بان جعل دعاءك مستجابا قال المأمون بارك الله فيك يا ابن رسول الله فما معنى قول الله عز وجل فلما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني انظر إليك قال لن تراني ولكن الآية كيف يجوز أن يكون كليم الله موسى بن عمران ع لا يعلم أن الله تعالى ذكره لا يجوز عليه الرؤية حتى يسأله هذا السؤال فقال الرضا ع ان كليم الله موسى بن عمران علم أن الله تعالى غني عن أن يرى بالأبصار ولكنه لما كلمه الله عز وجل وقربه نجيا رجع إلى قومه فأخبرهم أن الله عز وجل كلمه وقربه وناجاه فقالوا لن نؤمن لك حتى نسمع كلامه كما سمعت وكان القوم سبعمائة ألف رجل فاختار

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست