responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 217

وجهه وأغلقت أسواق المدينة خوفا منه فركب جواده وخرج ووقعت جمرة من النارجيلة على يد أحدهم ولعله المير سلمان فلم يرمها وصبر حتى جاء الخادم وأخذها عن يده. وكانوا شيعة اثني عشرية يكرمون العلماء والاشراف وبنوا المساجد في بعلبك وغيرها وجامع النهر في بعلبك بناه الأمير يونس وسكنوا قلعة بعلبك وبنوا فيها وفي المدينة الأبنية الفاخرة ودار الأمير يونس بجانب القلعة لا تزال قائمة وهي مثال القوة والعظمة والاتقان ولهم في بعلبك مقبرة عليها قبة شامخة باقية إلى اليوم والتجأ إليهم جماعة من أهل جبل عامل حين فروا من الجزار وتفرقوا في البلاد منهم جد والد المؤلف السيد محمد الأمين الأول ابن السيد أبي الحسن موسى وبعض علماء آل الحر وغيرهم فحموهم وأكرموا وفادتهم وأرسل الجزار مرة إلى الأمير الحرفوشي ولعله بعد ما ملك الشام يطلب منه الأموال المقررة على امارته للسلطنة فملأ أكياسا من نعال الخيل من الحديد وحملها على البغال فظنها نقودا فلما فتح الأكياس وجد نعال الخيل إشارة إلى أنه ليس عنده الا الحرب فاغتاظ الجزار وعزم على حربه فلم يتهيأ له ذلك وقد كان فيهم الأمراء والعلماء والشعراء فمن علمائهم صاحب الترجمة ووالده الشيخ محمد وكان شاعرا أيضا ومن أمرائهم وشعرائهم الأمير موسى بن علي ومن عظماء أمرائهم الأمير يونس ومنهم ولده الأمير أحمد والأمير جهجاه والأمير شلهوم والأمير سلمان والأمير محمد وغيرهم ويأتي ذكر كل في بابه وأخيرا فتكت بهم الدولة العثمانية ونفتهم إلى الروم ايلي في حدود سنة 1286 ه وعينت لهم معاشات ثم سكنوا اسلامبول ودخلوا في وظائف الدولة العالية حتى صار منهم رئيس شورى الدولة صفوت باشا وغيره لكنهم فقدوا بذلك مميزات قوميتهم واخلاقهم العربية وصاروا أتراكا لا يعرفون شيئا من اللسان العربي. ولا تزال منهم بقية في قرى تمنين وسرعين وشعث وحربتا والنبي رشادي من بلاد بعلبك.
388: إبراهيم بن محمد بن علي بن مطهر بن نوفل التعلبي الأدفوي المصري ينعت بقطب الدين توفي سنة 737.
الأدفوي نسبة إلى أدفو بفتح الهمزة وسكون الدال المهملة وضم الفاء وسكون الواو بلدة بصعيد مصر.
ذكره صاحب الطالع السعيد في فضلاء الصعيد فقال كان لطيف الذات حسن الصفات شاعرا ناثرا وكان في شبابه يتعاطى الغناء ثم عكف على حفظ كتاب الله العزيز فاستحق به التمييز واستمر إلى آخر عمره على قراءة القرآن والانقطاع عن تلك الاقران ملازما للصلاة والتلاوة والعبادة وسلوك الطريق الشاهد لسالكها بالسعادة وهو كل يوم من الخير في زيادة مع صدق لهجة وصيانة وأمانة وديانة إلا أنه كان من اتباع الشيعة أصحاب تلك البدع الشنيعة شاهدته لما حضر داود الذي يدعي انه ابن سليمان بن العاضد إلى أدفو سنة 697 وهو بين يديه وقد اخذ العهد عليه وهو ينشده قصيدة نظمها لم يعلق بذهني منها الا أولها:
ظهر النور عند رفع الحجاب فاستنار الوجود من كل باب واتانا البشير يخبر عنهم ناطقا عنهم بفصل الخطاب وما اعلم هل تاب أو سبق عليه الكتاب توفي ببلده بعد أن كف بصره من سنين كثيرة وهو صابر شاكر على طريقة حسنة وكانت وفاته في يوم عرفة فيرجى له الخير انتهى وقد ذكرنا من سخافات هذا المؤلف في غير هذه الترجمة شيئا كافيا ونقلنا من أقواله أمثال ما سمعت ما يدل على أنه كان من النصاب الذين سبق عليهم الكتاب.
389: جمال الدين إبراهيم بن ناصر الدين محمد بن كمال الدين عمر بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن هارون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة صاحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه وآله وسلم واسم أبي جرادة عامر بن ربيعة بن خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل أبي القبيلة بن كعب بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر هوازن بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان العقيلي الحلبي هكذا ساق النسب ياقوت في معجم الأدباء في ترجمة كمال الدين أبي القاسم عمر بن أحمد بن العديم وفي تاج العروس: أبو جرادة عامر بن ربيعة بن خويلد بن عوف بن عامر أخي عبادة وعمرو والد خفاجة بن عقيل أخي قشير وجعدة والحريش أولاد كعب أخي كلاب ابني ربيعة بن عامر بن صعصعة صاحب علي رضي الله عنه وهو جد بني جرادة بحلب انتهى.
وآل أبي جرادة طائفة كبيرة مشهورة بحلب وهم شيعة وفيهم العلماء والفضلاء والشعراء والكتاب والقضاة الكثيري العدد نذكرهم في هذا الكتاب كلا في بابه إن شاء الله ويظهر أنهم كانوا أصحاب عشرة حسنة مع الناس في الدين والدنيا وألسنة نظيفة ومداراة ولذلك تراهم قد ذكروا في كتب التراجم لأهل السنة بكل ثناء جميل وتوقير وتعظيم ووصفوا بدماثة الأخلاق وحسن العشرة كما ستطلع عليه مع ظهور تشيعهم غالبا ويدل على تشيعهم ما ذكره ياقوت في معجم الأدباء في ترجمة علي بن عبد الله بن محمد بن عبد الباقي بن أبي جرادة منهم كما يأتي في بابه حيث قال: قال ابن السمعاني قرأت عليه بحلب وخرجت يوما من عنده فرآني بعض الصالحين فقال لي أين كنت قلت عند أبي الحسن بن أبي جرادة قرأت عليه شيئا من الحديث فأنكر علي قال ذاك يقرأ عليه الحديث قلت ولم هل هو الا متشيع يرى رأي الحلبيين فقال لي ليته اقتصر على هذا بل يقول بالنجوم ويرى رأي الأوائل وسمعت بعض الحلبيين يتهمه بذلك انتهى وقوله يقول بالنجوم أي بتأثيرها في الكائنات كما كان يراه أهل الجاهلية وهذا معنى قوله يرى رأي الأوائل ولا يبعد أن يكون الذي ساق إليه هذه التهمة هو التشيع فكثيرا ما ساق التشيع تهما باطلة وافتراءات كاذبة. وأهل حلب كان الغالب عليهم التشيع إلى القرن الثامن، وبنو أبي جرادة حلبيون. ويدل عليه قول ابن السمعاني: متشيع يرى رأي الحلبيين. ووجدنا لأحدهم وهو القاضي أبو المكارم محمد بن عبد الملك بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة الحلبي شرحا مخطوطا على قصيدة أبي فراس الحمداني الميمية المسماة بالشافية في مدح أهل البيت والرد على ابن سكرة الهاشمي لا يشك المطلع عليه في تشيعه مع أنه ترجم في كتب أهل السنة بكل وصف جميل ولم يشر أحد إلى تشيعه فدل على أن باقي أهل بيته كذلك ولم يذكر أحد أن هذا وعليا المتقدم ذكره متشيعون من بين أهل بيتهم كما ذكروا أن الامام الناصر شيعي من بين أهل بيته وناصر الدولة بن حمدان سني من بين أهل بيته قال ياقوت في معجم الأدباء في ترجمة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المعروف بابن العديم: بيت أبي جرادة بيت مشهور من أهل حلب أدباء شعراء فقهاء عباد زهاد قضاة

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 217
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست