responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 19

يتقصى منها ويعرضها على علي بن موسى وعلي بن موسى يرفضها ويأباها.
قال: وذكر جماعة من أصحاب الاخبار ورواة السير والآثار وأيام الخلفاء ان المأمون لما أراد العقد للرضا علي بن موسى ع وحدث نفسه بذلك أحضر الفضل بن سهل فاعلمه بما قد عزم عليه من ذلك وأمره بالاجتماع مع أخيه الحسن بن سهل على ذلك ففعل واجتمعا بحضرته فجعل الحسن يعظم ذلك عليه ويعرفه ما في إخراج الامر من أهله عليه فقال له المأمون اني عاهدت الله على انني ان ظفرت بالمخلوع أخرجت الخلافة إلى أفضل آل أبي طالب وما أعلم أحدا أفضل من هذا الرجل على وجه الأرض، فلما رأى الحسن والفضل عزيمته على ذلك أمسكا عن معارضته فيه فارسلهما إلى الرضا ع فعرضا ذلك عليه فامتنع منه فلم يزالا به حتى أجاب ورجعا إلى المأمون فعرفاه اجابته فسر بذلك.
وذكر نحوه أبو الفرج في تتمة كلامه السابق إلا أنه قال فارسلهما إلى علي بن موسى فعرضا ذلك عليه فابى فلم يزالا به وهو يأبى ذلك ويمتنع منه إلى أن قال له أحدهما ان فعلت وإلا فعلنا بك وصنعنا تهدداه ثم قال له أحدهما والله امرني بضرب عنقك إذا خالفت ما يريد.
أقول: سيأتي ان الحسن بن سهل قبل بيعة الرضا وبعدها كان في العراق في بغداد والمدائن فالظاهر أن المأمون استدعاه إلى خراسان حين أراد البيعة للرضا ع فلما تم أمر البيعة عاد إلى العراق. قال المفيد: وجلس المأمون للخاصة في يوم خميس وخرج الفضل بن سهل فاعلم الناس برأي المأمون في علي بن موسى الرضا ع وانه قد ولاه عهده وسماه الرضا وأمرهم بلبس الخضرة والعود لبيعته في الخميس الآخر على أن يأخذوا رزق سنة فلما كان ذلك اليوم ركب الناس على طبقاتهم من القواد والحجاب والقضاة وغيرهم في الخضرة وجلس المأمون ووضع للرضا وسادتين عظيمتين حتى لحق بمجلسه وفراشه وأجلس الرضا عليهما في الخضرة وعليه عمامة وسيف ثم أمر ابنه العباس بن المأمون ان يبايع له أول الناس فرفع الرضا ع يده فتلقى بظهرها وجه نفسه وببطنها وجوههم، فقال له المأمون: أبسط يدك للبيعة، فقال الرضا ع ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هكذا كان يبايع، فبايعه الناس ووضعت البدر وقامت الخطباء والشعراء فجعلوا يذكرون فضل الرضا ع وما كان المأمون في امره، ثم دعا أبو عباد وهو أحد وزراء المأمون وكاتب سره بالعباس بن المأمون فوثب فدنا من أبيه فقبل يده وأمره بالجلوس، ثم نودي محمد بن جعفر بن محمد، فقال له الفضل بن سهل قم فقام فمشى حتى قرب من المأمون فوقف ولم يقبل يده فقيل له امض فخذ جائزتك وناداه المأمون ارجع يا أبا جعفر إلى مجلسك فرجع، ثم جعل أبو عباد يدعو بعلوي وعباسي يقبضان جوائزهما حتى نفدت الأموال. ثم قال المأمون للرضا ع أخطب الناس وتكلم فيهم فحمد الله وأثنى عليه وقال: ان لنا عليكم حقا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكم علينا حقا به فإذا أنتم أديتم إلينا ذلك وجب علينا الحق لكم. ولم يذكر عنه غير هذا في ذلك المجلس. وروى الصدوق في العيون والأمالي عن الحسين ابن احمد البيهقي عن محمد بن يحيى الصولي عن الحسين بن الجهم عن أبيه قال: صعد المأمون المنبر ليبايع علي بن موسى الرضا ع فقال: أيها الناس جاءتكم بيعة علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب والله لو قرئت هذه الأسماء على الصم والبكم لبرئوا بإذن الله عز وجل. وقال الطبري: جعل المأمون علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ولي عهد المسلمين والخليفة من بعده وسماه الرضا من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأمر جنده بطرح السواد ولبس ثياب الخضرة وكتب بذلك إلى الآفاق وذلك يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة 201.
وروى الصدوق في العيون عن البيهقي عن أبي بكر الصولي عن أبي ذكوان عن إبراهيم بن العباس الصولي قال: كانت البيعة للرضا ع لخمس خلون من شهر رمضان سنة 201.
وقال المفيد وأبو الفرج: وامر المأمون فضربت له الدراهم وطبع عليها اسم الرضا ع وزوج إسحاق بن موسى بن جعفر بنت عمه إسحاق بن جعفر بن محمد وأمره فحج بالناس وخطب للرضا ع في كل بلد بولاية العهد. قال أبو الفرج: فحدثني أحمد بن محمد بن سعيد وقال المفيد:
روى أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثني يحيى بن الحسن العلوي قال حدثني من سمع عبد الحميد بن سعيد يخطب في تلك السنة على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة فقال في الدعاء له: اللهم وأصلح ولي عهد المسلمين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع:
ستة آباء هم ما هم أفضل من يشرب صوب الغمام وكان فيمن ورد عليه من الشعراء دعبل بن علي الخزاعي رحمه الله فلما دخل عليه قال: اني قد قلت قصيدة وجعلت على نفسي ان لا انشدها أحدا قبلك فامره بالجلوس حتى خف مجلسه ثم قال فانشده قصيدته التي أولها:
مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات حتى اتى على آخرها فلما فرع من انشادها قام الرضا ع فدخل إلى حجرته وبعث إليه خادما بخرقة خز فيها ستمائة دينار وقال لخادمه قل له استعن بهذه على سفرك واعذرنا فقال له دعبل لا والله ما هذا أردت ولا له خرجت ولكن قل له ألبسني ثوبا من أثوابك وردها عليه فردها الرضا ع إليه وقال له خذها وبعث إليه بجبة من ثيابه فخرج دعبل حتى ورد قم فلما رأوا الجبة معه اعطوه فيها ألف دينار فابى عليهم وقال لا والله ولا خرقة منها بألف دينار ثم خرج من قم فاتبعوه وقطعوا عليه الطريق واخذوا الجبة فرجع إلى قم وكلمهم فيها فقالوا ليس إليها سبيل ولكن إن شئت فهذه ألف دينار خذها قال لهم وخرقة منها فاعطوه ألف دينار وخرقة من الجبة اه الارشاد. وقال عبد الله بن المعتز كما في مناقب ابن شهرآشوب:
وأعطاكم المأمون حق خلافة لنا حقها لكنه جاد بالدنيا فمات الرضا من بعد ما قد علمتم ولاذت بنا من بعده مرة أخرى صورة العهد الذي كتبه المأمون بخطه بولاية العهد للرضا ع.
كتب المأمون بخطه ومن إنشائه عهدا للرضا ع بولاية العهد وأشهد عليه، وكتب عليه الرضا ع بخطه الشريف وذكره عامة المؤرخين. قال علي بن عيسى الأربلي في كشف الغمة: في سنة 670 وصل من مشهده الشريف أحد قوامه ومعه العهد الذي كتبه المأمون بخط يده وبين سطوره وفي ظهره بخط الامام ع وما هو مسطور فقبلت مواقع أقلامه وسرحت طرفي في رياض كلامه وعددت الوقوف عليه من منن الله وإنعامه ونقلته حرفا حرفا وهو بخط المأمون:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب كتبه عبد الله بن هارون الرشيد أمير المؤمنين لعلي بن موسى بن جعفر ولي عهده اما بعد فان الله عز وجل اصطفى الاسلام دينا واصطفى له من عباده رسلا دالين عليه وهادين إليه

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست