responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 14

أفضل من أبي الحسن الرضا وشهدت منه ما لم أشاهد من أحد وما رأيته جفا أحدا بكلام قط ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرع منه وما رد أحدا عن حاجة قدر عليها ولا مد رجليه بين يدي جليس له قط ولا اتكأ بين يدي جليس له قط ولا رأيته يشتم أحدا من مواليه ومماليكه ولا رأيته تفل قط ولا رأيته يقهقه في ضحكه بل كان ضحكه التبسم وكان إذا خلا ونصبت الموائد اجلس على مائدته مماليكه ومواليه حتى البواب والسائس وكان قليل النوم بالليل كثير الصوم لا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر ويقول إن ذلك يعدل صيام الدهر وكان كثير المعروف والصدقة في السر وأكثر ذلك منه لا يكون إلا في الليالي المظلمة فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدقوه. قال: وعن محمد بن أبي عياد: كان جلوس الرضا ع على حصير في الصيف وعلى مسح في الشتاء ولبسه الغليظ من الثياب حتى إذا برز للناس تزين لهم، وقال الصدوق في العيون: كان ع خفيف الأكل قليل الطعام اه وفي خلاصة تذهيب الكمال عن سنن ابن ماجة: كان سيد بني هاشم وكان المأمون يعظمه ويجله وعهد له بالخلافة واخذ له العهد اه وقال الحاكم في تاريخ نيسابور كان يفتي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن نيف وعشرين سنة اه وفي تهذيب التهذيب: كان الرضا من أهل العلم والفضل مع شرف النسب اه.
وروى الصدوق في عيون أخبار الرضا بسنده عن رجاء بن أبي الضحاك وكان بعثه المأمون لأشخاص الرضا ع قال: والله ما رأيت رجلا كان أتقى لله منه ولا أكثر ذكرا له في جميع أوقاته منه ولا أشد خوفا لله عزل وجل إلى أن قال: وكان لا ينزل بلدا إلا قصده الناس يستفتونه في معالم دينهم فيجيبهم ويحدثهم الكثير عن أبيه عن آبائه عن علي ع عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما وردت به على المأمون سألني عن حاله في طريقه فأخبرته بما شاهدت منه في ليله ونهاره وظعنه وإقامته فقال بلى يا ابن أبي الضحاك هذا خير أهل الأرض وأعلمهم وأعبدهم الحديث.
وفي أنساب السمعاني: قال أبو حاتم بن حبان البستي يروي عن أبيه العجائب روى عنه أبو الصلت وغيره كان يهم ويخطئ قلت والرضا كان من أهل العلم والفضل مع شرف النسب، والخلل في روايته من رواته فإنه ما روى عنه ثقة الا متروك، والمشهور من رواياته الصحيفة وراويها عليه مطعون فيه اه الأنساب: وكتب بعض من كانت عنده نسخة الأنساب على هامشها كما في النسخة المطبوعة بالتصوير الشمسي ما صورته: أنظر إلى هذه الجرأة العظيمة من هذا المغرور كيف يوهم ويخطئ ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووارث علمه أحد علماء العترة النبوية وامامهم المجمع على غزارة علمه وشرفه وليت شعري كيف ظهر لهذا الناصبي الذي أفنى عمره في علم الرسوم لأجل الدنيا حتى نال بها قضاء بلخ وغيرها وهم علي بن موسى الرضا وخطؤه وبينهما نحو مائة وخمسين عاما لولا بغض القربى النبوية التي أمر الله بحبها ومودتها وأمر رسوله ع بالتمسك بها قاتلهم الله أنى يؤفكون اه ويظهر أن بعض قارئيها ممن لم ترق في عينه ضرب بيده عليها بقصد طمسها لكنها بقيت واضحة جلية.
فضائله ومناقبه وهي كثيرة وقد تكلفت بها كتب الأخبار والتاريخ. قال اليافعي في مرآة الجنان: فيها أي سنة 203 توفي الامام الجليل المعظم سلالة السادة الأكارم أبو الحسن علي بن موسى الكاظم أحد الأئمة الاثني عشر ولي المناقب الذين انتسبت الامامية إليهم وقصروا بناء مذهبهم عليهم اه ولا بد من ملاحظة ما مر في سيرة الصادق ع من اشتراك الكل في أنهم أكمل أهل زمانهم ونحن نذكر هنا طرفا من مناقبه وفضائله لتعسر استقصائها.
أحدها: العلم مر عن إبراهيم بن العباس الصولي أنه قال: ما رأيت الرضا ع سئل عن شئ الا علمه ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقته وعصره وان المأمون كان يمتحنه بالسؤال عن كل شئ فيجيب عنه وان جوابه كله كان انتزاعات من القرآن المجيد. وفي إعلام الورى عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا ولا رآه عالم الا شهد له بمثل شهادتي ولقد جمع المأمون في مجلس له عددا من علماء الأديان وفقهاء الشريعة والمتكلمين فغلبهم عن آخرهم حتى ما بقي منهم أحد الا أقر له بالفضل وأقر على نفسه بالقصور ولقد سمعته يقول كنت أجلس في الروضة والعلماء بالمدينة متوافرون فإذا أعيا الواحد منهم عن مسالة أشاروا إلى بأجمعهم وبعثوا إلي المسائل فأجبت عنها قال أبو الصلت ولقد حدثني محمد بن إسحاق بن موسى بن جعفر عن أبيه ان موسى بن جعفر كان يقول لبنيه هذا أخوكم علي بن موسى عالم آل محمد فسلوه عن أديانكم واحفظوا ما يقول لكم.
وفي مناقب ابن شهرآشوب عن كتاب الجلاء والشفاء قال محمد بن عيسى اليقطيني: لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن الرضا ع جمعت من مسائله مما سئل عنه وأجاب فيه ثمانية عشر ألف مسالة. وروى الشيخ في كتاب الغيبة عن الحميري عن اليقطيني مثله الا أنه قال خمسة عشر ألف مسالة، وفي المناقب ذكر أبو جعفر القمي في عيون أخبار الرضا أن المأمون جمع علماء سائر الملل مثل الجاثليق ورأس الجالوت ورؤساء الصابئين منهم عمران الصابي والهربذ الأكبر وأصحاب زردشت ونطاس الرومي والمتكلمين منهم سليمان المروزي ثم أحضر الرضا ع فسألوه فقطع الرضا واحدا بعد واحد كان المأمون اعلم خلفاء بني العباس وهو مع ذلك كله انقاد له اضطرارا حتى جعله ولي عهده وزوج ابنته اه.
أجوبة المسائل روى الصدوق في العيون بسنده عن الحسين بن خالد أنه قال للرضا: يا ابن رسول الله ان الناس يروون ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إن الله خلق آدم على صورته فقال قاتلهم الله لقد حذفوا أول الحديث، ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر برجلين يتسابان فسمع أحدهما يقول لصاحبه قبح الله وجهك ووجه من يشبهك فقال له يا عبد الله لا تقل هذا لأخيك فان الله عز وجل خلق آدم على صورته.
وسئل عن رجل قال كل مملوك قديم في ملكي فهو حر فقال يعتق من مضى له في ملكه ستة أشهر لقوله تعالى والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم وبين العرجون القديم والعرجون الحديث ستة أشهر.
وعن كتاب نثر الدرر سال الفضل بن سهل علي بن موسى الرضا ع في مجلس المأمون فقال يا أبا الحسن الناس مجبرون فقال الله أعدل من أن يجبر ثم يعذب قال فمطلقون قال الله أحكم من أن يهمل عبده ويكله إلى نفسه.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست