responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 122

136: الشيخ إبراهيم الحر العاملي الصوري قال لنا بعض الفضلاء انه ليس من آل الحر أسرة صاحب الوسائل فأولائك مسكنهم مشغرى وجبع وهذا من أهل صور انتهى والصوري نسبة إلى صور المدينة المشهورة على ساحل بحر الشام ولها ذكر في التاريخ وفي الحروب الصليبية وكانت عظيمة العمران إلى ما بعد الفتوحات الاسلامية وفيها إلى اليوم آثار كثيرة تدل على عظمتها وكانت دار العلم واليها الهجرة لأخذ العلم وسماع الحديث وممن هاجر إليها لطلب العلم الخطيب التبريزي شارح الحماسة ونسب إليها جماعة من العلماء والشعراء والمحدثين وذكرها ابن جبير في رحلته ووصف عمرانها وذكرها ناصر خسرو في رحلته أيضا وكثير من الرحالين ثم تضاءل امرها وخربت ثم عمرها الأمير عباس من آل علي الصغير وبنى جامعها وبنى فيها حماما وسكنها واتخذها دار امارته وهي اليوم أشبه بقرية منها بمدينة. والمترجم ذكر له الأمير حيدر الشهابي في تاريخه قصيدة يرد بها على قصيدة للشيخ عبد الغني النابلسي ويظهر انه كان معاصرا للشيخ عبد الغني ولكن كلامه ليس صريحا في ذلك فيحتمل انه رد عليه بعد مدة طويلة فان الأمير حيدر بعد ان اورد قصيدة الشيخ عبد الغني النابلسي الذي قال عنه انه كان في الشام سنة 1136 قال: فرد عليه الشيخ إبراهيم الحر الشيعي من مدينة صور بقوله الخ ونحن نورد القصيدتين كما اوردهما اما قصيدة الشيخ عبد الغني التي هي في التصوف وشطحات الصوفية ووحدة الوجود فهي هذه:
وجودي جل عن جسمي * وعن روحي وعن عقلي وعن شرعي وتكليفي * وعن حكمي وعن نقلي وامري مطلق حتى * عن الاطلاق يستعلي وعن ذات وعن وصف * وعن بعض وعن كل وعلمي ليس يدركه * سوى من لم يزل مثلي ولو زال الغطا عن * علم أهل العقد والحل لأضحى علمهم في * بحر علمي قطرة الطل وعلم الجفر من علمي * وموسى رشحة البل واني هدهد الاخبار * للقوم الأولى قبلي وعن قولي انا أعني * واني فوق ما املي علي الله قيوم * بلا شبه ولا مثل واني ذلك القيوم * لما قمت عن حملي وقد جردت عن ملكي * وعن علمي وعن جهلي ووجهي قد غسلت الكون * عنه أيما غسل واني لست مخلوقا * ولا شربي ولا اكلي ولا اني انا الخلاق * ذو صنع وذو فعل ولا من أنبياء الله * اني أو من الرسل واني ما انا عيسى * ولا المهدي إلى السبل انا بي حارت الافهام * ما يدرون من أصلي انا الشامي انا الهندي * انا الرومي انا الصقلي انا الأكوان بي قامت * انا الأفلاك من أجلي انا الأملاك بي تدري * ومني ترتجي وصلي انا المعروف في الدنيا * وفي الأخرى بذي الفضل واني لست انسانا * ولا من ذلك النسل ولا قوم يرى قومي * ولا أهل ترى أهلي ولا اني جنين أو * بمولود ولا طفل واني مطلق والكل * في قيد وفي غل وما في عالمي غيري * فخفض عنك يا خلي وما عبد الغني اسمي * وهذا مقتضى شكلي ولكن عالم الأوهام * يمشي بي على مهل فيا من رام في الدنيا * يراني طالبا وصلي تجرد وانتزح واخرج * عن الأكوان بالعقل وكن خمرا بلا كأس * وكن شمسا بلا ظل وحقق واقطع الاحبال * وامسك دونها حبلي وصابر واصطبر واعلم * فليس المسك كالزمل ولا حق اليقين الصرف * في الأقساط كالعدل كعين أو كعلم لليقين * الصائب النبل وسد الباب عن غيري * وعالج وافتتح قفلي صلاة الله من قبلي * على قلبي بلا فصل كذلك أنبياء الله * نور الفضل والنقل مدى الأيام ماسحت * سحاب الجود بالهطل قال فرد عليه الشيخ إبراهيم الحر الصوري الشيعي بقوله:
رويدا يا أخا الفضل * مزجت الشهد بالخل أذعت السر يا هذا * شريت الجور بالعدل فتحت القفل يا شامي * فقدت العلم بالجهل تعالى الله ذو الفضل * عن الأشباه والمثل وعن كيف وعن أين * وعن ادراك ذي عقل وعن قبل وعن بعد * وعن بعض وعن كل وعن كم وعن لم * وعن جنس وعن فصل وعن تمثيل ذي وصف * وعن تشبيه ذي بطل وهذا الخطب قد أعيا * جنود العقل والجهل فنوح لا يدانيه * وموسى خالع النعل وإبراهيم مع لوط * وعيسى صاحب الفضل وإسماعيل مع يحيى * ولا كل من الرسل أيا عبد الغني مهلا * فليس القول كالفعل لقد أكثرت من هذر * يضاهي صبوة الطفل دعا ولا يدانيها سوى * عار من العقل فما هذا الذي تهذي * رويدا يا أبا الجهل حلول واتحاد ثم * تشبيه مع البطل وقد أردفت يا هذا * مجاز القول بالفعل فليس الدر كالحصبا * وليس المسك كالزبل فيا عبد الغني الشامي * تفطن واستمع نقلي فما المشكاة يا رومي * وما المصباح يا صقلي وما الزيتون يا هندي * فقل يا فاتح القفل وما ذا الكوكب الدري * وما النور الذي يجلي وما علم اليقين الصرف * فأخبر يا أخا النبل ألا يا هدهد الاخبار * خبر بالورى وأجل فكم من هدهد اضحى * كفرخ البوم يا خلي

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست