responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 12

وروى المفيد في الارشاد والشيخ في كتاب الغيبة بعدة أسانيد بما لا يخرج عما ورد في رواية الصدوق الا في بعض التفاصيل ثم قالوا: وخرج الرشيد في تلك السنة إلى الحج وبدأ بالمدينة فقبض فيها على أبي الحسن موسى ع ويقال انه لما ورد المدينة استقبله موسى ع في جماعة من الاشراف وانصرفوا من استقباله فمضى أبو الحسن ع إلى المسجد على رسمه فأقام الرشيد إلى الليل فصار إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله اني اعتذر إليك من شئ أريد ان أفعله أريد ان احبس موسى بن جعفر فإنه يريد التشتيت بين أمتك وسفك دمائها ثم أمر به فاخذ من المسجد فادخل عليه فقيده واستدعى قبتين جعله في إحداهما على بغل وجعل القبة الأخرى على بغل آخر وأخرج البغلين من داره عليهما القبتان مستورتان ومع كل واحدة منهما خيل فافترقت الخيل فمضى بعضها مع إحدى القبتين على طريق البصرة والاخرى على طريق الكوفة وكان أبو الحسن ع في القبة التي مضي بها على طريق البصرة وانما فعل ذلك الرشيد ليعمي على الناس الامر في باب أبي الحسن ع وامر القوم الذين كانوا مع قبة أبي الحسن ان يسلموه إلى عيسى بن جعفر بن المنصور وكان على البصرة حينئذ فسلم إليه فحبسه عنده سنة وكتب إليه الرشيد في دمه فاستدعى عيسى بن جعفر بعض خاصته وثقاته فاستشارهم فيما كتب إليه الرشيد فأشار عليه خاصته بالتوقف عن ذلك والاستعفاء منه فكتب عيسى بن جعفر إلى الرشيد يقول له: لقد طال أمر موسى بن جعفر ومقامه في حبسي وقد اختبرت حاله ووضعت عليه العيون طول هذه المدة فما وجدته يفتر عن العبادة ووضعت من يسمع منه ما يقوله في دعائه فما دعى عليك ولا علي ولا ذكرنا بسوء وما يدعو لنفسه الا بالمغفرة والرحمة فان أنت انفذت إلي من يتسلمه مني والا خليت سبيله فاني متحرج من حبسه، وروي ان بعض عيون عيسى بن جعفر رفع إليه أن يسمعه كثيرا يقول في دعائه وهو محبوس عنده اللهم انك تعلم أني كنت أسألك ان تفرغني لعبادتك اللهم وقد فعلت فلك الحمد، قال فوجه الرشيد من تسلمه من عيسى بن جعفر المنصور وصير به إلى بغداد فسلم إلى الفضل بن الربيع فبقي عنده مدة طويلة.
قال المفيد: وأراد الرشيد الفضل بن الربيع على شئ من امره فابى فكتب إليه بتسليمه إلى الفضل بن يحيى فتسلمه منه وجعله في بعض حجر دوره ووضع عليه الرصد وكان ع مشغولا بالعبادة يحيي الليل كله صلاة وقراءة للقرآن ودعاء و اجتهادا ويصوم النهار في أكثر الأيام ولا يصرف وجهه عن المحراب فوسع عليه الفضل بن يحيى وأكرمه فاتصل ذلك بالرشيد وهو في الرقة فكتب إليه ينكر عليه توسعته على موسى ع ويأمره بقتله فتوقف عن ذلك ولم يقدم عليه فاغتاظ الرشيد لذلك ودعا مسرور الخادم فقال له اخرج على البريد في هذا الوقت إلى بغداد وادخل من فورك على موسى بن جعفر فان وجدته في دعة ورفاهية فاوصل هذا الكتاب إلى العباس بن محمد وأمره بامتثال ما فيه وسلم إليه كتابا آخر إلى السندي بن شاهك يأمره فيه بطاعة العباس، فقدم مسرور فنزل دار الفضل بن يحيى لا يدري أحد ما يريد ثم دخل على موسى ع فوجده على ما أبلغ الرشيد فمضى من فوره إلى العباس بن محمد والسندي بن شاهك فاوصل الكتابين إليهما فلم يلبث الناس أن خرج الرسول يركض ركضا إلى الفضل بن يحيى فركب معه وخرج مدهوشا دهشا حتى دخل على العباس بن محمد فدعى العباس بسياط وعقابين وامر بالفضل فجرد وضربه السندي بين يديه مائة سوط وخرج متغير اللون خلاف ما دخل وجعل يسلم على الناس يمينا وشمالا وكتب مسرور بالخبر إلى الرشيد فامر بتسليم موسى إلى السندي بن شاهك وجلس الرشيد مجلسا حافلا وقال أيها الناس ان الفضل بن يحيى قد عصاني وخالف طاعتي ورأيت أن ألعنه فالعنوه فلعنه الناس من كل ناحية حتى ارتج البيت والدار بلعنه وبلغ يحيى بن خالد الخبر فركب إلى الرشيد فدخل من غير الباب الذي يدخل الناس منه حتى جاء من خلفه وهو لا يشعر به ثم قال له التفت يا أمير المؤمنين إلي فاصغى إليه فزعا فقال إن الفضل حدث وانا أكفيك ما تريد فانطلق وجهه وسر واقبل على الناس فقال إن الفضل كان قد عصاني في شئ فلعنته وقد تاب وأناب إلى طاعتي فتولوه فقالوا نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت وقد توليناه، ثم خرج يحيى بن خالد على البريد حتى وافى بغداد فماج الناس وارجفوا بكل شئ وأظهر انه ورد لتعديل السواد والنظر في أمر العمال وتشاغل ببعض ذلك أياما ثم دعا السندي بن شاهك فامره فيه بأمره فأمتثله وكان الذي تولى به السندي قتله ع سما جعله في طعام قدمه إليه ويقال انه جعله في رطب فاكل منه فأحس بالسم ولبث ثلاثا بعده موعوكا منه ثم مات في اليوم الثالث. ولما مات موسى ع ادخل السندي بن شاهك عليه الفقهاء ووجوه أهل بغداد وفيهم الهيثم بن عدي وغيره فنظروا إليه لا اثر به من جراح ولا خمش وأشهدهم على أنه مات حتف انفه فشهدوا على ذلك واخرج ووضع على الجسر ببغداد ونودي هذا موسى بن جعفر قد مات فانظروا إليه فجعل الناس يتفرسون في وجهه وهو ميت وقد كان قوم زعموا في أيام موسى ع انه هو القائم المنتظر وجعلوا حبسه هو الغيبة المذكورة للقائم فامر يحيى بن خالد ان ينادى عليه عند موته هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة انه لا يموت فانظروا إليه فنظر الناس إليه ميتا ثم حمله فدفن في مقابر قريش في باب التبن وكانت هذه المقبرة لبني هاشم والاشراف من الناس قديما. وروي انه لما حضرته الوفاة سال السندي بن شاهك ان يحضره مولى له مدني ينزل عند دار العباس بن محمد في مشرعة القصب ليتولى غسله وتكفينه ففعل ذلك، قال السندي فكنت سألته في الاذن لي ان أكفنه فابى وقال إنا أهل بيت مهور نسائنا وحج صرورتنا وأكفان موتانا من طاهر أموالنا وعندي كفن أريد ان يتولى غسلي وجهازي مولاي فلان فتولى ذلك منه.
أبو الحسن علي الرضا ابن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين ابن علي بن أبي طالب ع ثامن أئمة أهل البيت الطاهر صلوات الله عليهم أجمعين مولده ووفاته ومدة عمره ومدفنه ولد بالمدينة يوم الجمعة أو يوم الخميس 11 ذي الحجة أو ذي القعدة أو ربيع الأول سنة 153 أو 148 للهجرة سنة وفاة جده الصادق ع أو بعدها بخمس سنين.
وتوفي يوم الجمعة أو الاثنين آخر صفر أو 17 أو 21 من شهر رمضان أو 18 جمادى الأولى أو 23 من ذي القعدة أو آخره سنة 203 أو 206 أو 202 قال الصدوق في العيون: الصحيح أنه توفي في شهر رمضان لتسع بقين منه يوم الجمعة سنة 203 وكانت وفاته بطوس من أرض خراسان في قرية يقال لها سنا آباد من رستاق نوقان من نوقان على دعوة.
وعمره 48 أو 47 أو 50 أو 51 أو 57 سنة و 49 يوما أو 79 يوما أو بزيادة 9 أشهر عليها أو 6 أشهر و 10 أيام على حسب الاختلاف في تاريخ

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست