responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 10  صفحة : 434

حسن الأمين وعبد المطلب الأمين نجلي الامام الفقيد تغمده الله بواسع رحمته وجعل في حياته نبراسا يهتدي به المسلمون في الظلمات الداجية التي يدرجون تحتها الآن.
هذا وقد حمل إلينا البرق البرقية الآتية من دمشق:
جريدة النبأ بغداد:
ننعي إلى العالم الاسلامي والعربي آية الله العلامة السيد محسن الأمين إنا لله وإنا إليه راجعون.
لجنة التشييع وقالت جريدة الأمة البغدادية:
آية الله العلامة السيد محسن الأمين في ذمة الخلود روع العالم العربي والإسلامي يوم أمس بنعي ركن وطيد من أركان العروبة والاسلام وعلم من اعلام الجهاد الحق ذلكم هو المغفور له المرحوم آية الله العلامة الكبير السيد محسن الأمين العاملي، فقد دعاه الله إلى جواره فاستجاب راضيا مرضيا ومضى إلى رضوانه تعالى نقي الصفحة طاهر الذيل محمود الذكر، تاركا وراءه تاريخا حيا حفلت صفحاته المشرقة بأرفع الأمجاد والمثل العليا.
ولئن تحسس العرب والمسلمون اليوم فداحة الخطب وعظم الخسارة بانطواء صفحة السيد الأمين. ولئن بكوا بدم لا بدمع تعبيرا عما تحسسوا به، فذلك جزء يسير مما يمكن ان يقابل به نعي رجل وهب نفسه وما يملك في سبيل أمته وبلاده وافنى حياته في خدمة دينه وابتغاء مرضاة ربه وكان الشهاب الذي شع بالهداية في آفاق العالم العربي والإسلامي فأنار للجيل الذي عاصره مسالك العمل الصالح وفتح للأجيال المقبلة طرق الجهاد والتضحية وظل كذلك نيرا حتى وافاه الأجل المحتوم.
والتاريخ اليوم إذ يحتضن صفحة السيد الأمين ويحلها الصدارة بين صفحات اولي الفضل والعلم والتقوى من رجال الاسلام، فإنه سيظل دائما وابدا يذكر أيادي السيد البيضاء وماثره الخالدة وتضحياته الغالية في سبيل العروبة والاسلام، فقد كان عطر الله ثراه حركة متواصلة لا تهدأ ولا تستقر وكان على رغم شيخوخته المضنية لا يفتا يواصل الجهد والمسعى لأداء رسالته السامية، فكان يعقب ويؤلف ويؤرخ ويمد الجيل بالرأي الصائب والموعظة الحسنة والتوجيه السليم، وكان إلى جانب كل ذلك شعلة وطنية تحدو الركب العربي والإسلامي إلى حيث المستقبل الحافل بالرفعة والعظمة وحسن المصير.
انها والله لنكبة كبرى ان يفتقد العرب والمسلمون السيد الأمين في مثل هذه الظروف الحالكة، وانها لمصيبة تدمي النفوس وتحز في الأفئدة ان ينهار من الاسلام هذا الركن الشامخ فيترك فراغا كبيرا يستحيل ان يملأ وانها لكارثة ان يحم القضاء ويعز العزاء، فإلى جنات الله أيها الفقيد الغالي وفي أعلى عليين في الخالدين إلى يوم الدين، وعزاء للعروبة والاسلام على هذا الخطب الفادح والنازلة الأليمة، وانا لله وانا إليه راجعون.
صدى الوفاة في المهاجر إما صحف المهاجر العربية، فلم تكن أقل اهتماما من صحف العالم العربي ذاتها بوفاة الفقيد، فقد كتب الكثير في هذا الموضوع، ونذكر من ذلك ما كتبته جريدته العلم العربي الصادرة في مدينة بونس ايرس عاصمة الأرجنتين، في افتتاحية عددها يوم الخميس 23 رجب 1371 ه الموافق 17 نيسان 1952 م تحت عنوان:
مات السيد محسن الأمين بهذه الكلمات الأربع ننعي إلى قراء العلم المدرة الكبير، والمؤلف الشهير، والحبر الشريف، والسيد الغطريف السيد محسن الأمين الحسيني العاملي تغمده الله برضوانه بهذه الكلمات الوجيزة ننعي علما من اعلام هذه الأمة لم يمد يدا، ولا راحة الا إلى الأقلام والمهارق.
مات امام جمع إلى فضيلة العلم شرف النسب والحسب، شرف ناطح السحاب، ونسب كالشمس رأد الضحى، ينتمي إلى أشرف سلالة وأزكى شجرة في الاسلام الشجرة الزكية العلوية، والدوحة المقدسة الفاطمية.
مات من حرر الدين من آفاته وشوائبه، ومحا البدع في الاسلام، وهاجم الرجعية والخزعبلات الدينية ونشر ألوية العلم في ربوع الوطن، واخرج من كنوز العلم كل دفين.
مات من حارب دعاة السوء المتحذلقين وحرر العلم من الجهل المطبق، وأطلق حرية الاجتهاد وسار في مواكب الحضارة والمدنية، تاركا مجدا لا يزول وهو مجد العلماء العاملين.
جاهد السيد محسن الأمين من مهده إلى لحده، من عشه إلى نعشه لاتحاد الطوائف الاسلامية وإزالة ما بينها من فوارق تاركا خلفه جيشا من التلامذة، والأساتذة يبكون أستاذهم الفيلسوف والعالم والمؤلف والناظم والناثر، والامام المرشد، المصلح والوالد الروحاني للجميع.
كان استاذنا الراحل الكريم قائدا من قادة الوطنية، قبل ان يكون قائدا دينيا إذ في كل وثبة من وثباته الوطنية في الظروف الماضية ألف دليل على أن الدعوة الوطنية كانت دعوته المثلى وانه كان فارسها المعلم اننا نقر بالعجز عن التحدث عن شخصية من أبرز الشخصيات لها علينا وعلى الآلاف مثلنا فضل التربية والعلم.
وبعد ان نشرت وصفا ضافيا للتشييع قالت:
وقد حدثنا صديقنا الأستاذ ناظم ضبيان الكيلاني الذي شاهد حفلة تشييع الجثمان فقال:
لم تر عيني ولم تسمع أذني شعبا من شعوب العالم شيع رجلا كما شيع الشعبان السوري واللبناني حكومة وشعبا جثمان الفقيد السيد محسن الأمين.
وقالت مجلة الرفيق الصادرة في بونس ايرس:
الحفلة التذكارية الخالدة لأربعين فقيد العروبة والاسلام الإمام الحجة السيد محسن الأمين بجلال الروعة ورهبة الذكرى أقيمت الحفلة التذكارية الكبرى

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 10  صفحة : 434
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست