responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 10  صفحة : 365

أيضا راجلون لأننا لم نجد دوابا نكتريها والفصل شتاء والأرض دهسة لا يصعب المشي عليها والمسافة قريبة وصادف ان الشيخ محمد علي الهاجوج الذي جئنا لزيارته جاء في ذلك اليوم لزيارتنا إلى المدينة واختلفنا في الطريق فجئنا إلى محله وجلسنا في ظل شجرة على حصير فسألنا عنه فأخبرنا انه ذهب للمدينة لزيارتنا وقد قرب وقت الظهر فجاءوا لنا بتمر ولبن حليب وقد مسنا الجوع فأكلنا حتى شبعنا بعض الشبع ورفعنا أيدينا وسال هو عنا في المدينة فأخبر بمجيئنا إليه فعاد ووصل إلينا ثم دعا أباه وناجاه فقام وعلمت أنه قال له يصنع لنا طعاما فقلت له اننا مدعوون على العشاء الليلة عند السيد عمران الحبوبي ولا يمكننا التأخر فقال كيف يمكن ان تزورونا ولا تأكلوا زادنا فأقسمت عليه ان يرسل إلى أبيه ان لا يصنع شيئا فأرسل إليه فعاد الرسول قائلا قد ذبح خروفا وحضر أبوه فقال بعض رفقائنا الشاميين دعوا الذبيحة إلى غد واصنعوا لنا منها غداء فصاح به أبو الشيخ محمد غاضبا اخمجها فقلت للشامي إعطنا شكوتك ودعني انا أكلمه فهذا ليس من شغلك وقلت لهم ذبيحتكم مأكولة فاصنعوا لنا منها غداء اليوم فقالوا هذا لا يمكن حتى نطبخ الأرز وتتعشوا عندنا الليلة فقلت للشيخ محمد علي أنت عربي وقد سكنت النجف أ ليس من كان مدعوا عند أحد ولم يحضر فعليه حسم اي ان يعمل دعوة لصاحب الدعوة والمدعوين معه وقد أخبرتكم اننا مدعوون الليلة على العشاء عند السيد عمران الحبوبي فرضوا بعد جهد ان يقتصروا على الغداء. وهم عندما يرحبون بالضيف يقولون يا هلا ومرحبا زارنا الغيث زارنا الغيث.
ومما حدثنا به والد الشيخ محمد علي الهاجوج وهو شيخ كبير لكن عينيه كالسراجين وكذلك جميع أولئك الأعراب انه في سنة من السنين طلب المغاربة والبخارية المجاورين بالمدينة وأهل المدينة وغيرهم إلى حاكم المدينة العثماني واسمه سعيد باشا ان يجرد حملة على أهل العوالي ويعطي المغاربة والبخارية والمدنيين أسلحة ليكونوا مجاهدين مع الجيش فوافقهم على ذلك وخرجوا لضرب العوالي وقتل أهلها واستئصالهم وأخرجوا معهم مدفعا وأول ما فعلوه قبل الخروج للحرب ان قطعوا الميرة على أهل العوالي ووكلوا بالأبواب جنودا كلما وجدوا شيئا مع أهل العوالي من ماكل وملبوس سلبوهم إياه قال الهاجوج وكنت اشتريت من المدينة شيئا من الأرز لطبخه فاخذه مني ضابط في بعض الأبواب فقلت له هذا شريته لغذائنا فقال كلوا برسيم وهو الذي يسمى في العراق قت وفي سورية فصه يستعمل لعلف الدواب حال كونه أخضر ثم توجهت الحملة إلى العوالي فجعلت تقطع النخيل الذي في طريقها لأهل العوالي لئلا يعوقها عن الحرب ونصبوا المدفع على ربوة وبلغ الخبر أهل العوالي ولم يكن لهم سابق علم بذلك وكانوا متفرقين في أعمالهم فلم يجتمع منهم سوى ثلاثين رجلا منهم والد الشيخ محمد علي الهاجوج وبينهم عبد فهجموا ببنادقهم على المدفع وهو يقذف وهو يقذف بقنابله وصعدوا الربوة فقتل العبد وسلم الباقون فاسروا المدفعي وهو الذي اخذ الأرز بباب المدينة وقال كلوا برسيم فخاف كثيرا لما كان سلف منه من الإساءة فقالوا له كن مطمئنا فانا لا نقتل الأسير بل نكرمه وانهزم العدو وجعل يلقي سلاحه في الأرض وهم وراءه يقتلون منه ولم يزالوا يتبعونهم حتى دخلوا المدينة وأغلقوا أبوابها ولم يجسروا على الخروج لدفن قتلاهم فكانوا يعطون النخاولة عن كل قتيل خمس ليرات عثمانية ذهبية لينقلوه لهم إلى المدينة فيدفنوه. والنخاولة حلف مع حرب الممتدة من مكة إلى المدينة وفي كل عشرين سنة يكتبون بينهم كتابا بهذا الحلف تبقى نسخة منه عند النخاولة واخرى عند حرب ويتضمن هذا الكتاب المتضمن لهذا الحلف ان على حرب ان ينصروا النخاولة إذا تعدى عليهم عدو وليس على النخاولة ان يحاربوا مع حرب فكان الركب من النخاولة وفيه ستة اشخاص أو أقل يأتي للحج ويعود آمنا مطمئنا لأنه حلف مع حرب في حين لا يقدر الحاج الشامي ولا غيره ومعه عسكر الدولة ان يسافر بين مكة والمدينة الا بخاوة يدفعها لرؤساء القبائل. وفي حجتنا الثانية سافر ركب الحاج من مكة للمدينة فما زالوا يدفعون الخاوة حتى قاربوا المدينة ورأوا القبة الشريفة وكان هناك رئيس يلقب بالأحمدي فطلب منهم خاوة وكان قد نفد ما معهم فمنعهم من دخول المدينة وعادوا إلى مكة لذلك لم نتمكن نحن في تلك السنة من زيارة المدينة المنورة. أما أهل العوالي فبينهم وبين حرب محالفة الند للند وحرب يعدونهم فرقة منهم فلما وقعت هذه الواقعة اركب أهل العوالي رجلا على قاعدة اعراب تلك البلاد ناقة قد شحروها اي طلوها بالسواد ووجهه إلى مؤخرها وقد شق قميصه وأرسلوه إلى احياء حرب والعادة انه متى رآه الأعراب بتلك الحالة علموا انه مستنجد فهبت حرب حينئذ إلى سلاحها وذهبوا سراعا إلى الطريق التي بين ينبع والمدينة التي تأتي منها البضائع بحرا وتنقل على ظهور الجمال إلى المدينة فاستولوا على ما وجدوه منها في الطريق وكلما خرجت بضاعة من البحر استولوا عليها فضاق الخناق بسعيد باشا وباهل المدينة فطلبوا الصلح فاصطلحوا على أن يكون ما قتله أهل العوالي هدرا وما اخذوه من السلاح وما أخذته حرب من البضائع لأخذيه لا يطالبون بشئ منه وانتهى الأمر على ذلك وقال بعض أهل العوالي شعرا زجليا يذكر فيه هذه الوقعة علق بذاكرتي هذان البيتان:
عينيك يا من صاح في قصور العوالي * حنا حمى رأسك الياجاك الدهوم سعيد باشا ما فيه لا صلح وموالي * واللوم يغشى شارب المايتوم ثم إن الشريف علي بن بديري عاد بنا من طريق من جهة الشرق غير الطريق التي جئنا منها وكانت من جهة الغرب لأن هذه أقرب فكان يمر على أهل العوالي وهم مضطجعون على السطوح فيسلم عليهم فيردون عليه السلام ويقولون يا علي تفضلوا تقهووا فيقول لا بالله متقهوين حتى دخلنا المدينة من شرقها فلما قربنا منها قال لنا أسرعوا فالطريق هنا غير مأمون والسكان هنا ليسوا من أهل العوالي. ورأينا هناك الحنظل وفسيل النخل.
زيارة بيت المقدس وفي هذه السنة أي سنة 1321 ذهبنا من دمشق لزيارة بيت المقدس ومشاهد الأنبياء فيه على نبينا وآله وعليهم أفضل الصلاة والسلام ونزلنا في تكية النبي داود ع وهذه التكية أنشأها السلطان سليم العثماني ووقف لها أوقافا ينزلها الزائرون ويؤتى بالطعام وزارنا فيها الشيخ حسن متولي التكية ومعه رجل مثر من أهل يافا قيل لنا ان عنده 14 بيارة لزرع البرتقال والليمون والحمضيات وغيرها وفي يافا من عنده بيارة واحدة يعد غنيا ودعانا اليافي إلى ضيافته عند الرجوع لكنا لم نتمكن من ذلك وقال لنا الشيخ حسن في حديثه انني ذهبت مرة لدمشق فاستخرت الله ان انزل عند فلان أو فلان وعدد اشخاصا فلم تكن الاستخارة جيدة فاستخرت الله ان انزل عند الشيخ عطا الكسم فجاءت جيدة فنزلت عنده، وأمر الشيخ حسن ابن أخته الشاب الشيخ احمد ان يصحبنا طيلة اقامتنا في القدس ونزلنا إلى أسفلها رأينا عمودين صغيرين فوقهما قوس صغير مقرنص فسألنا الخادم عنه

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 10  صفحة : 365
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست