responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 10  صفحة : 363

كتاب لواعج الأشجان في مقتل الحسين ع وانتقيته من الكتب المعتمدة ورتبته بأحسن ترتيب وأردفته بكتاب أصدق الاخبار في قصة الاخذ بالثار وبكتاب الدر النضيد في مراثي السبط الشهيد وبالنعي للشيخ محمد بن نصار وطبعته فراج ذلك رواجا تاما.
ورأينا ان تدريب القراء على قراءة الصحيح لا يتم الا بوضع كتاب فألفنا كتاب المجالس السنية في مناقب ومصائب النبي والعترة النبوية في خمسة اجزاء الأربعة الأولى خاصة بالحسين ع وبعضها يزيد على مائة مجلس وطبعناها مرارا والخامس خاص بالنبي والزهراء وباقي الأئمة الأحد عشر وقد نفدت نسخه كلها.
ومن جهات الخلل في إقامة العزاء جرح الرؤوس بالمدى والسيوف ولبس الأكفان وضرب الطبول والنفخ في البوقات وغير ذلك من الأعمال وكان هذا محرم بنص الشرع وحكم العقل فجرح الرؤوس ايذاء للنفس محرم عقلا وشرعا لا يترتب عليه فائدة دينية ولا دنيوية بل يترتب عليه زيادة على أنه ايذاء للنفس الضرر الديني وهو ابراز شيعة أهل البيت بصورة الوحشية والسخرية وكل ذلك كلبس الأكفان وباقي الأعمال مزر بفاعله وبطائفته لا يرضاه الله ولا رسوله ولا أهل بيته فهو من عمل الشيطان وتسويل النفس الامارة بالسوء سواء اسمي بالمواكب الحسينية أم بإقامة العشائر أم بأي اسم كان فالأسماء لا تغير حقائق الأشياء وعادات الطغام من العوام لا تكون دليلا للأحكام. وكانت هذه الأعمال تعمل في المشهد المنسوب إلى السيدة زينب بقرب دمشق أحدثه بعض قناصل إيران ولم احضره ابدا ونهيت عنه حتى بطل، وقد عملت في ذلك رسالة التنزيه طبعت وترجمت إلى الفارسية وقام لها بعض الناس وقعدوا وأبرقوا وارعدوا وجاشوا وأزبدوا وهيجوا طغام العوام والقشريين ممن ينسب للدين فذهب زبدهم جفاء ومكث ما ينفع الناس في الأرض.
لقد أشاعوا في العوام ان فلانا حرم إقامة العزاء بل زادوا على ذلك ان نسبونا إلى الخروج من الدين واستغلوا بذلك بعض الجامدين من المعممين فقيل لهم ان فلانا هو الذي شيد المجالس في دمشق فقالوا قد كان هذا في أول امره لكنه بعد ذلك خرج من دين الاسلام وعمدوا إلى شخص من الذاكرين يسمى السيد صالح الحلي بذلوا له مالا على أن يقرأ في مجلس انشؤوه كمسجد الضرار ليقرأ فيه السيد صالح ويقدح فينا ورهن بعضهم لذلك داره وأنفق المال الذي رهنها به في ذلك السبيل. [1] السفر للحج في سنة 1321 عزمنا على الذهاب إلى حج بيت الله الحرام من دمشق الشام ومعنا العيال وليس معنا من النفقة غير خمس ليرات ذهبية فاستدنا لاكمالها ووفق الله بمنه وفضله لذلك وكان ذلك في امارة الشريف عون.
في مصر فذهبنا من طريق مصر بحرا من بيروت إلى بورسعيد فالإسماعيلية فالقاهرة وزرنا مشهد رأس الحسين ع فخلنا أنفسنا في كربلاء لأن ما يفعله المصريون في ذلك المشهد لا ينقص عما يفعله العراقيون الشيعة في كربلاء. وهو مشهد مبني بناء متقنا ورأينا فيها مدرسا معمما جالسا على منبر صغير وحوله تلاميذ يستمعون إلى درسه وزرنا مشهد السيدة زينب وهو مشهد معظم مبني بناء غاية في الاتقان وقد ذكر في حرف الزاي من أعيان الشيعة من هي صاحبة هذا المشهد وزرنا قبر محمد بن أبي بكر والإمام الشافعي إما مشهد السيدة نفيسة فلم نوفق لزيارته ومشهد مالك الأشتر هو خارج القاهرة لذلك لم نوفق لزيارته وذهبنا إلى القناطر الخيرية وهي على النيل وقضينا نهارا كاملا هناك بضيافة بعض الدمشقيين الأكارم وذهبنا إلى جنينة الحيوانات وفيها من كل حيوان يمشي على أربع أو يطير بجناحيه منها الأسد ولبوته وهو في مكان منفرد لا يدنو إليه أحد رابض على سرير من الخشب كجلوس الملك على سرير الملك والزرافة والقنغر وحمار الوحش وبقر الوحش والفيل وغيرها من الطيور وحيوانات البر والبحر والى الأهرام وأبو الهول والكنيسة وغيرها وهذه الأسماء والأمور التي مرت مذكورة مفصلة في الرحلة الحجازية الأولى في الجزء الثاني من معادن الجواهر المطبوع.
زيارة الأزهر وكان ذلك أيام تعطيل الدروس الرسمية فذهبنا إلى الجامع فوجدنا شيخا يلقي درسا على الحاضرين كان قد فرع منه فجلست انا ورفاقي الشاميين فالتمس أحد التلاميذ من الشيخ ان يعيد لهم الدرس وهو في قصة الحكمين وكان قصده تبكيتنا ونحن بزي أهل الشام بما كان يتلاعب به معاوية وعمرو بن العاص باهل الشام فقال له الشيخ لعل بعض الجالسين لا يروق لهم ما اشتمل عليه الدرس يعنينا فاصر عليه فأعاده وكلما وصل الشيخ إلى شئ يعاب على الشاميين التفت ذلك التلميذ إلينا حتى وصل إلى تلاعب عمرو بأبي موسى فقال التلميذ تشرفنا بأبي موسى.
إلى الحجاز ثم ركبنا القطار إلى بورتوفيق ومنها ركبنا في سفينة مصرية ونذرنا الإحرام قبل الركوب واحرمنا ولما حادينا الجحفة صفرت السفينة صفيرا عاليا اعلاما بالمحاذاة لأنه وضعت في البحر علامات تدل على ذلك فجددنا نية الاحرام والتلبية ولم نزل سائرين حتى وردنا جدة ومنها إلى مكة المكرمة فأكملنا اعمال عمرة التمتع وذهبنا إلى منى وعرفات وأتممنا فروض الحج ثم توجهنا إلى المدينة المنورة على ظهور الجمال.
العودة فاستأجرنا من مكة المكرمة إلى الشام الخشب بأربعين ليرة عثمانية وهو مركب طويل له شقتان يركب فيه اثنان على بعير واحد والجمال قطاران تحيط بهما العساكر السلطانية يمينا وشمالا ففي أحد الجانبين عسكر شاهاني على بغال وفي الجانب الآخر جندرمة على خيل ذكور وبين كل واحد واخر مرمى حجر وأمام الكل قائد معه مدفع على جمل فإذا وصل الحاج إلى المنزل أقام قسم من هذا العسكر بالتناوب حول الحاج ببنادقهم وبين الواحد

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 10  صفحة : 363
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست