responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 75

فإلى متى أيها الاخوان تهيجون الأضغان وتنبشون الدفائن وتثيرون الحفائظ وتوغرون الصدور وتفرقون الكلمة بنشر مثل هذه الأباطيل في المجامع والصحف بلا مبرر ولا مسوع في نفس الوقت الذي يسعى المخلصون فيه لتحقيق الوحدة ويعقدون المجتمعات لذلك ونحن وأنتم اليوم أحوج إلى الألفة والمحبة وجمع الكلمة وتوحيد الهدف منا إلى أمثال هذه السفاسف والله الهادي إلى سواء السبيل.
وختاما ما كان أجدر بالأستاذ الجندي المحتفل بذكرى المعري ان يهتدي بقوله قبل أكثر من ألف عام:
- سلام هو الإسلام زار بلادكم * ففاض على السني والمتشيع - مناقشة مع مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق ذكرنا في القسم الأول من هذا المجلد جملة من المتحاملين على الشيعة بغير حق ورددنا أقوالهم بأجلى بيان. ومرادنا هنا المناقشة مع بعض من وصموا الشيعة بما هم براء منه حيث فاتنا ذكره هناك. فنقول في آخر صفحة 395 والتي بعدها من المجلد 22 من مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق ما لفظه: ولشيعية المسعودي مدخل كبير في آرائه لأن من جوزوا الكذب على مخالفيهم وغلوا في حب الطالبيين حتى جعلوهم فوق البشر وجعلوا لهم الكمال المطلق وإن المعاصي حلال لهم حرام على غيرهم لا يؤتمنون على التاريخ والمتعصب لفئة يجب الاحتياط في الاخذ عنه بخلاف المتسامح الذي لا ضلع له مع أحد وما خدم به المسعودي التشيع لم يرض به الشيعة [1] فهو مخالف للاماميين والخاصيين وكل فريق يريده ان يكون له وحده وأن يقبل مذهبه بحذافيره ويدافع عنه بالحق والباطل والتشيع ما كان بادئ ذي بدء إلا بتفضيل علي بالإمامة على الشيخين حتى أن الشريف الرضي من أكبر أئمتهم كان يترضى عن الشيخين ويشمئز ممن ينالهما بسوء ويقول إنهما وليا وعدلا وكذلك شأن جده الأعلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كان يقول إنهما ما ظلماني ذرة وإن اولهما أسلم وأنا جذعة أقول فلا يسمع لقولي فكيف أكون أحق بمقامه عفا الله عن قوم أعمتهم السياسة فأنشأوا من حزب سياسي مذهبا دينيا وكفروا كل من لم يوافقهم على هواهم وجاء متأخروهم فأدخلوا في معتقداتهم ما لم يقل به متقدموهم فيمن أخلص الناس لدعوتهم وفرقوا بين اجزاء القلوب. وأشد ما يرمض النفوس في هذا الباب أن يعبث بالتاريخ من أجل المذهب ويموه على السخفاء ليصوروا الاحداث على ما يشاؤون لتأييد مذهبهم.
وفي الهامش ما صورته: ومن سفهائهم رجل اسمه شهرآشوب من أهل القرن السادس كتب كتابا في مناقب آل أبي طالب حشاه كذبا واختلاقا ما نظن عاقلا في الأرض وافقه عليه وكتابه من أسخف ما اثر من سلسلة تلك السخافات شتم فيه الصحابة الكرام كلهم ما عدا بضعة منهم كانوا مع علي واختلق كل قبيح ألصقه برجال لا يدين الاسلام لغيرهم في انتشاره وأورد فيه من الشعر لاثبات أباطيله ما هو سبة على قائله وناقله على وجه الدهر اه.
ونقول: الأستاذ رئيس المجمع مشغوف بحب الأمويين ونشر فضائلهم ومدائحهم. ولسنا نريد تحويله عن عقيدته هذه فالانسان في هذه الحياة يختار ما يشاء إذا لم يكن له رادع من نفسه ومجنون ليلى لا يرجع عن حبها ولو كانت سوداء غير ذات منظر حسن ولكننا نلومه على حمله الناس على حبهم وعلى أن يروا مقابحهم محاسن فهو ينتقد صاحب كتاب عصر المأمون على ذكره الأمويين بصورة باهتة. ولكنه لم يتعرض لأعمالهم الفظيعة في الاسلام ولم يعتذر عنها ليجعلها منيرة وضاءة وهل باستطاعة غيره ان يبدي لها عذرا ونلومه على رمي شيعة أهل البيت ومحبيهم بالعظائم بغير حجة ولا برهان كما سيتضح لك من جواباتنا عما جاء في المجلة.
المسعودي صاحب مروج الذهب وما نظن الأستاذ أطلع على غيره من مؤلفاته، قد ملأت شهرته الخافقين، وكتابه مروج الذهب مرجع كل مؤلف وناقل من السنيين أكثر من الشيعيين ذلك لأنه لم يتحزب في كتابه لفريق دون فريق وهو ينافي قول الأستاذ إنه لم يرض الفريقين وكيف يقال إنه لم يرض الفريقين ولم يبق مؤلف ولا مؤرخ من الفريقين لم ينقل أقواله ويعتمد على نقله وكتابه كتاب تاريخ لا كتاب مذاهب وآراء فكيف كان لشيعيته مدخل كبير في آرائه ولم يذكر ذلك الأستاذ إلا ليربط به قوله ومن جوزوا الكذب على مخالفيهم الخ الذين لا ربط بينهما وهل رأى الأستاذ في كتاب المسعودي أو غيره من كتب الشيعة إنها تجوز الكذب على مخالفيها سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم وفقهاؤنا جميعا يجعلون الكذب من الكبائر الناقضة للعدالة سواء أ كان على المخالف أو الموافق وكتبنا في الفقه والحديث والأخلاق المنتشرة في كل مكان ناطقة بذلك وعندنا أن الكذب في الحديث الشريف من المفطرات ولم يبين الأستاذ مستنده في هذه الدعوى لنعلم موقفنا منها اللهم إنا نشهدك إنها دعوى كاذبة مفتراة علينا.
أما الغلو في الطالبيين وجعلهم فوق البشر وجعل الكمال المطلق لهم فالشيعة لا تعدو في الطالبيين قوله تعالى إن أكرمكم عند الله أتقاكم.
وقول الحديث الشريف إن أحد خير من أحد الا بالتقوى ولا تجعلهم فوق البشر أنى وجدهم الرسول ص الذي تشرفوا بالانتساب إليه يقول له الله تعالى قل إنما أنا بشر مثلكم. والعبد الحبشي إذا كان مطيعا لله خير من الشريف العلوي إذا كان عاصيا لله والكمال المطلق عندهم ليس إلا لله تعالى فنسبة هذا إليهم كسابقه نسبة باطلة لا نصيب لها من الصحة إنما يقولون بلزوم مودة قربى النبي ص عملا بقوله تعالى قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى. وامتياز علي وفاطمة والحسنين ع بان الله تعالى أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا للأخبار الكثيرة التي لا يتسع المقام لنقلها الواردة من طريق أهل السنة الناصة على أن الآية نزلت فيهم لا في الأزواج وإن كان ما قبلها وما بعدها نازلا فيهن لأن الانتقال من أمر إلى آخر بدون مناسبة في القرآن الكريم غير عزيز ولتذكير الضمير المانع عن تخصيص الآية بالأزواج. كما يقولون بان الأئمة الاثني عشر معصومون عن الذنوب كعصمة الأنبياء بالدليل الذي دل على عصمة الأنبياء وإنهم خلفاء رسول الله ص واحدا بعد واحد ولهم على ذلك الأدلة القاطعة والبراهين الجلية التي لا يتسع لها المقام ومحلها كتب الكلام وإن من أخرجهم عن صفة العبودية والبشرية أو نسب إليهم شيئا من صفات الربوبية فهو كافر خارج عن ملة الاسلام. كما يقولون بان المطيع ممن ينتسب إلى هذا النسب الشريف له زيادة أجر الطاعة وعاصيهم عليه زيادة عقاب العصاة وإن تعظيمهم واحترامهم لأزم بشرط إطاعة الله تعالى تعظيما للرسول الأكرم

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست