responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 68

الصادق وبقية أئمة أهل البيت ع كاتباع غيرهم لفتاوى المفتين على مذاهب الأئمة الأربعة. والمجتهدون ليسوا هم الذين أوتوا حق تفسير القرآن بل حق تفسير القرآن ثابت لكل من له أهلية التفسير فلينظر هذا الرجل إن شاء إلى تفسير مجمع البيان المطبوع مرتين في إيران وثالثة في صيدا ليرى هل فيه مخالفة لطريقة المفسرين من جميع علماء الاسلام حتى يكون له حق التشدق بمثل هذا الكلام، والأئمة إن فسروا القرآن فلا يفسرونه إلا بما طابق اللغة والعقل وسنة جدهم الرسول ص وهم أعلم بتفسيره من كل أحد فعليهم نزلت آياته وفي بيوتهم نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين وتفسيرهم أقرب التفاسير إلى الصواب عند اختلاف المفسرين.
قال: ولعل تعصبهم الشديد راجع إلى خضوعهم طوال السنين الغابرة لسلطان الأجنبي من غير دينهم فهم أبدا ضد كل حكومة.
وأقول: إن كان تعصبهم الشديد راجعا إلى ذلك بزعمه فتعصبه هو الخفيف الذي دعاه إلى كل هذه التقولات والافتراءات وتعصب أكثر أهل نحلته الذي بلغ في الشدة أقصى حد إلى أي شئ يرجع.
والشيعة في العراق في عهد الدولة العثمانية لم يكونوا خاضعين لحكمها الخضوع التام وهي التي ينبغي أن تكون مرادة بقوله لسلطان الأجنبي لكنه أخطأ بقوله من غير دينهم فدينهم الاسلام ودينها الاسلام ولو قال من غير مذهبهم لكان لكلامه وجه وقوله فهم أبدا ضد كل حكومة فيه أنهم لا يزيدون عن أهل مصر الذين كانوا ابدا ضد حكومة الأتراك كما يعرفه من يطلع على تاريخ الجبرتي وغيره، ولا عن غير أهل مصر في كرههم لحكم غيرهم. ولكن العراقيين أهل شمم وإباء وعزة نفس ولعله رأى شيئا من ذلك فسماه تعصبا.
قال: ويرون كل السلطان والنفوذ في طائفة مجتهديهم ليس غير.
وأقول: نفوذ مجتهديهم لا يزيد عن نفوذ شيخ الأزهر أو علماء مصر كالشيخ الدواخلي والشيخ محمد الأمير في عصره وغيرهم وسلطان العلم والدين فوق كل سلطان عند جميع الأمم لا عند الشيعة خاصة ولا عند المسلمين خاصة.
قال: وجل أولئك المجتهدين يرجعون إلى أصل فارسي ويطمحون إلى ضم العراق لحظيرة فارس يوما وحينذاك تتولاهم حكومة شيعية.
وأقول: لا شك إن هذه الأقوال استقاها من أقوال أعداء الشيعة في العراق الذين يرومون وصمهم بكل باطل وجلهم من أصل تركي فلا المجتهدون يطمحون إلى ضم العراق لحظيرة فارس سواء أ كانوا من أصل فارسي أم عربي ولا يخطر ذلك لهم ببال ولا يدور في خيال. ولكن شياطين الأنس يصورون للناس هذه الأساليب الشيطانية الباطلة لينفروهم عن الشيعة، والشيعة العراقيون عرب لا يميلون بطبيعتهم إلى الفرس والعراقيون اليوم من شيعيين وغيرهم على أتم ألفة ووفاق يسعون جميعا لخدمة وطنهم رغم من يريد التفريق بينهم من المفسدين.
قال: وقد بلغ شكهم في الغير أنهم يحتمون غسل كل شئ دخل بيتهم ثلاث مرات خشية أن يكون قد لمسه غير شيعي وهم يغيرون ملابسهم قبل الصلاة.
وأقول: من القواعد المسلمة عند الشيعة التي لا يجهلها صغار الأطفال كل شئ طاهر حتى تعلم أنه نجس فقوله انهم يحتمون غسل كل شئ دخل بيتهم ثلاث مرات كذب وافتراء معطوف على الافتراءات السابقة واللاحقة. وأفحش كذبا من ذلك قوله خشية ان يكون قد لمسه غير شيعي فالسكر الذي يجئ من مصر قد لمسه غير شيعي فهل رآهم يغسلونه ثلاث مرات والسكر الذي يجئ من بلاد الإفرنج قد لمسه غير شيعي فهل يغسلونه أيضا ثلاث مرات وهم يغيرون ملابسهم قبل الصلاة إن كانت نجسة ولا يغيرونها إن كانت طاهرة فهل يرى في ذلك نقصا وعيبا.
قال: وقد حدث اني لما قمت من خراسان عائدا إلى العراق كان يرافقني شيخان شيعيان من العراق وكان معي بعض الحلوى والفطير قدمها إلي صديق مسيحي فدعوتهما أن يأكلا منه شيئا فابتعدا لأنه من يد كافر.
وأقول: إن كانا لا يأكلان منه لأنه من يد كافر فلما ذا يأكلان السكر وهو من يد كافر وهل فتش قلوبهما فاطلع على أن علة عدم أكلهما ذلك ولعل له علة أخرى لم يطلع عليها أقلها عدم شهوة الطعام خوف ضرره ولا يطلع على ما في القلوب إلا علام الغيوب.
في كربلاء قال ص 113: عند ذكر كربلاء وهي ثانية معاقل الشيعة فان قلنا إن النجف هي الرأس المفكرة للشيعة فكربلاء قلب الشيعة النابض فهي أكثر قدسية لديهم من النجف.
وأقول: لا ينبغي أن تكون النجف وكربلاء من معاقل الشيعة وحدهم بل من معاقل جميع المسلمين. والمكانة العظيمة التي هي لمن دفن فيها ثابتة عند جميع المسلمين. لا عند الشيعة وحدهم وزعمه إن كربلاء أكثر قدسية لدى الشيعة من النجف زعم فاسد فشرف المكان وقدسيته بشرف المكين وعلي أفضل من ولديه ع.
قال: هنا يبكي القوم نساء ورجالا وأطفالا موت الحسين الذي تثير ذكرى فاجعته لديهم حماسة فائقة أشبه بحماسة أهل بابل وبكائهم على موت تموز.
وأقول: إن ذكرى فاجعة قتل الحسين ع يجب أن تثير الأشجان في قلب كل مسلم صادق الحب والولاء لمحمد وأهل بيته عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام لا في قلوب الشيعة خاصة وعلى كل مسلم صادق في إسلامه أن يواسي نبيه في حزنه ومصابه في قتل ولده وسبطه بأفظع صورة من أشقى شقي، وتشبيهه ذلك بحماسة أهل بابل وبكائهم على موت تموز قد كنا نربا به عن مثله ولا نرضى له أن يشبه المسلمين بالكفار وسبط رسول المسلمين بتموز وان لا يكون تشيعه بمبادئ الفرنجة يقوده لمثل ذلك وان لا يكون وصفه لأحوال المسلمين كوصف الفرنجة لها.
قال: هنا زرت مدفن الحسين تحت قبة من ذهب يسمونها الحضرة الكبيرة يؤمها خلق كثير وبخاصة في محرم شهر الحج.
وأقول: يؤمها خلق كثير في كل وقت وقوله وبخاصة في محرم غير صواب لا لفظا ولا معنى أما لفظا فلأن المحرم لا يستعمل بغير الألف واللام وأما معنى فلان قصدها في المحرم ليس بأكثر من غيره إن لم يكن أقل وقوله شهر الحج: جهل معوج فشهور الحج عند الشيعة كسائر المسلمين هي ذو القعدة وذو الحجة والحج لا يكون إلا لمكة المكرمة. ولله

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست