responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 653

عمل به ولا ينقص أولئك من أوزارهم شيئا. ليس من أخلاق المؤمن الملق والحسد الا في طلب العلم. أ لا أنبئكم بشئ إذا فعلتموه يبعد السلطان والشيطان منكم فقال أبو حمزة بلى فقال عليكم بالصدقة فبكروا بها فإنها تسود وجه إبليس وتكسر شرة السلطان الظالم عنكم في يومكم ذلك وعليكم بالحب في الله والتودد والمؤازرة على العمل الصالح فإنه يقطع دابرهما يعني السلطان والشيطان وألحوا في الاستغفار فإنه ممحاة للذنوب. ان هذا اللسان مفتاح كل خير وشر فينبغي للمؤمن ان يختم على لسانه كما يختم على ذهبه وفضته فان رسول الله ص قال: رحم الله مؤمنا أمسك لسانه من كل شر فان ذلك صدقة منه على نفسه ثم قال لا يسلم أحد من الذنوب حتى يحزن لسانه، من الغيبة ان تقول في أخيك ما ستره الله عليه وأن البهتان ان تقول في أخيك ما ليس فيه. ان أشد الناس حسرة يوم القيامة عبد وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره. عليكم بالورع والاجتهاد وصدق الحديث وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم عليها برا كان أو فاجرا فلو أن قاتل علي بن أبي طالب ائتمنني على أمانة لأديتها إليه. صلة الأرحام تزكي الأعمال وتنمي الأموال وتدفع البلوى وتيسر الحساب وتنسئ في الاجل، وقال أيها الناس انكم في هذه الدنيا أغراض تنتضل فيكم المنايا لن يستقبل أحد منكم يوما جديدا من عمره الا بانقضاء آخر من اجله فأية اكلة ليس فيها غصص أم اي شربة ليس فيها شرق استصلحوا ما تقدمون عليه بما تظعنون عنه فان اليوم غنيمة وغدا لا تدري لمن هو أهل الدنيا سفر يحلون عقد رحالهم في غيرها قد خلت منا أصول نحن فروعها فما بقاء الفرع بعد أصله أين الذين كانوا أطول أعمارا منكم وابعد آمالا. آتيك يا ابن آدم ما لا ترده وذهب عنك ما لا يعود فلا تعدن عيشا منصرفا عيشا ما لك منه الا لذة تزدلف بك إلى حمامك وتقربك من اجلك فكانك قد صرت الحبيب المفقود واسواد المخترم فعليك بذات نفسك دع ما سواها واستعن بالله يعنك. وقال: من صنع مثلما صنع إليه فقد كافا ومن أضعف كان شكورا ومن شكر كان كريما. ومن علم أن ما صنع كان إلى نفسه لم يستبطئ الناس في شكرهم ولم يستردهم في مودتهم فلا تلتمس من غيرك شكر ما أتيته إلى نفسك ووقيت به عرضك واعلم أن طالب الحاجة لم يكرم وجهه عن مسألتك فأكرم وجهك عن رده. وقال إن الله يتعهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعهد الغائب أهله بالهدية ويحميه عن الدنيا كما يحمي الطبيب المريض. وقال انما شيعة علي المتباذلون في ولايتنا المتحابون في مودتنا المتزاورون لأحياء الدين إذا غضبوا لم يظلموا وإذا رضوا لم يسرفوا بركة على من جاوروا سلم لمن خالطوا. وقال: الكسل يضر بالدين والدنيا، لو يعلم السائل ما في المسألة ما سال أحد أحدا ولو يعلم المسؤول ما في المنع ما منع أحد أحدا وقال: ان لله عبادا ميامين مياسير يعيشون ويعيش الناس في أكنافهم وهم في عباده مثل القطر ولله عباد ملاعين مناكيد لا يعيشون ولا يعيش الناس في أكنافهم وهم في عباد الله مثل الجراد لا يقعون على شئ الا اتوا عليه وقال: قولوا للناس أحسن ما تحبون ان يقال لكم فان الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين الفاحش المتفحش السائل الملحف ويحب الحليم العفيف المتعفف. وقال: ان الله يحب إفشاء السلام.
وقال يوما لمن حضره ما المروءة؟ فتكلموا فقال المروءة ان لا تطمع فتذل ولا تسأل فتقل ولا تبخل فتشتم ولا تجهل فتخصم فقيل ومن يقدر على ذلك فقال من أحب ان يكون كالناظر في الحدقة والمسك في الطيب وكالخليفة في يومكم هذا في القدر وقال يوما رجل عنده: اللهم أغننا عن جميع خلقك فقال أبو جعفر ع لا تقل هكذا ولكن قل اللهم أغننا عن شرار خلقك فان المؤمن لا يستغني عن أخيه. وقال ع:
ما عرف الله من عصاه وانشد:
- تعصي الآله وأنت تظهر حبه * هذا لعمرك في الفعال بديع - - لو كان حبك صادقا لأطعته * ان المحب لمن أحب مطيع - اه تحف العقول.
من كتاب نثر الدرر للآبي قال محمد بن علي الباقر لابنه جعفر ع: ان الله خبا ثلاثة أشياء في ثلاثة أشياء خبا رضاه في طاعته فلا تحقرن من الطاعة شيئا فلعل رضاه فيه، وخبا سخطه في معصيته فلا تحقرن من المعصية شيئا فلعل سخطه فيه، وخبا أولياءه في خلقه فلا تحقرن أحدا فلعله ذلك الولي. وسئل لم فرض الله الصوم على عباده؟ قال: ليجد الغني مس الجوع فيحنو على الفقير! قال: إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، وان قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وان قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار [1]. وقال أبو عثمان الجاحظ في كتاب البيان والتبيين: جمع محمد بن علي الباقر صلاح شأن الدنيا بحذافيرها في كلمتين فقال: صلاح شأن المعاش والتعاشر ملء مكيال ثلثان فطنة وثلث تغافل.
من مطالب السؤول نقل عنه ع أنه قال: ما من عبادة أفضل من عفة بطن وفرج.
بعض ما أثر عنه من الأدعية روى أبو نعيم في الحلية بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه ع انه كان في جوف الليل يقول: أمرتني فلم أئتمر وزجرتني فلم أزدجر ها أنا ذا عبدك بين يديك ولا اعتذر. وقال الآبي في نثر الدرر كان يقول: اللهم أعني على الدنيا بالغنى وعلى الآخرة بالعفو، وقال لابنه: يا بني إذا أنعم الله عليك بنعمة فقل الحمد لله، وإذا أحزنك أمر فقل: لا حول ولا قوة الا بالله، وإذا أبطا عنك الرزق فقل استغفر الله.
دعاءه ع بعد الطعام وفيه من تعداد نعم الله تعالى العظام بأوجز عبارة ما يقصر عنه البيان:
روى الكليني في الكافي بسنده عن الصادق ع كان أبي يقول:
الحمد لله الذي أشبعنا في جائعين وأروانا في ظامين وآوانا في ضاحين وحملنا في راجلين وآمننا في خائفين وأخدمنا في عانين.
ما أثر عنه من الشعر في كشف الغمة: نقلت من كتاب جمعه الوزير السعيد مؤيد الدين أبو طالب محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن العلقمي قال ذكر الأجل أبو الفتح يحيى بن محمد بن حياء الكاتب قال حدث بعضهم وذكر خبرا في


[1] تقدم رواية مثل هذا عن أبيه زين العابدين عليهما السلام.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 653
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست