responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 636

21: وأما حق الرحم فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحدا وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحدا وأنها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها مستبشرة فرحة محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمها حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الأرض فرضيت ان تشبع وتجوع هي وتكسوك وتعرى وترويك وتظمى وتظلك وتضحي وتنعمك ببؤسها وتلذذك بالنوم بارقها وكان بطنها لك وعاء وحجرها لك حواء وثديها لك سقاء ونفسها لك وقاء تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك فتشكرها على قدر ذلك ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه.
وفي الخصال: وأما حق أمك فان تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحدا وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحدا ووقتك بجميع جوارحها ولم تبال ان تجوع وتطعمك وتعطش وتسقيك وتعرى وتكسوك وتضحي وتظلك وتهجر النوم لأجلك ووقتك الحر والبرد لتكون لها فإنك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه 22: وأما حق أبيك فان تعلم أنه أصلك وانك فرعه وانك لولاه لم تكن فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه وأحمد الله وأشكره على قدر ذلك ولا قوة إلا بالله.
23: وأما حق ولدك فان تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره وأنك مسؤول عما وليته من حسن الأدب والدلالة على ربه والمعونة له على طاعته فيك وفي نفسه فمثاب على ذلك ومعاقب فاعمل في أمره عمل المتزين بحسن أثره عليه في عاجل الدنيا المعذر إلى ربه فيما بينك وبينه بحسن القيام عليه والاخذ له منه ولا قوة إلا بالله. وفي الخصال: فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الاحسان إليه معاقب على الإساءة إليه.
24: وأما حق أخيك فان تعلم أنه يدك التي تبسطها وظهرك الذي تلتجي إليه وعزك الذي تعتمد عليه وقوتك التي تصول بها فلا تتخذه سلاحا على معصية الله ولا عدة للظلم لخلق الله ولا تدع نصرته على نفسه ومعونته على عدوه والحول بينه وبين شياطينه وتأدية النصيحة إليه والاقبال عليه في الله فان انقاد لربه وأحسن الإجابة له وإلا فليكن الله آثر عندك وأكرم عليك منه. وفي الخصال: ولا تدع نصرته على عدوه والنصيحة له فان أطاع الله وإلا فليكن الله أكرم عليك منه ولا قوة إلا بالله.
25: وأما حق المنعم عليك بالولاء فان تعلم أنه أنفق ماله وأخرجك من ذل الرق ووحشته إلى عز الحرية وأنسها وأطلقك من أسر الملكة وفك عنك حلق العبودية وأوجدك رائحة العز وأخرجك من سجن القهر ودفع عنك العسر وبسط لك لسان الإنصاف وأباحك الدنيا كلها فملكك نفسك وحل أسرك وفرغك لعبادة ربك واحتمل بذلك التقصير في ماله فتعلم أنه أولى الخلق بك بعد أولي رحمك في حياتك وموتك وأحق الخلق بنصرك ومعونتك ومكانفتك في ذات الله فلا تؤثر عليه نفسك ما احتاج إليك. وفي الخصال: وإن نصرته عليك واجبة بنفسك وما احتاج إليه منك ولا قوة إلا بالله.
26: وأما حق مولاك الجارية عليك نعمته فان تعلم أن الله جعلك حامية عليه وواقية وناصرا ومعقلا وجعله لك وسيلة وسببا بينك وبينه فبالحري أن يحجبك عن النار فيكون في ذلك ثواب منه في الآجل ويحكم لك بميراثه في العاجل إذا لم يكن له رحم مكافاة لما أنفقته من مالك عليه وقمت به من حقه بعد انفاق مالك فإن لم تقم بحقه خيف عليك أن لا يطيب لك ميراثه ولا قوة إلا بالله. وفي الخصال: وأما حق مولاك الذي أنعمت عليه فان تعلم أن الله عز وجل جعل عتقك له وسيلة إليه وحجابا لك من النار وإن ثوابك في العاجل ميراثه إذا لم يكن له رحم مكافاة بما أنفقت من مالك وفي الآجل الجنة.
27: وأما حق ذي المعروف عليك فان تشكره وتذكره معروفة وتنشر له المقالة الحسنة وتكسبه القالة الحسنة خصال وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله سبحانه فإنك إذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلانية ثم إن أمكن مكافاته بالفعل كافأته وإلا كنت مرصدا له موطنا نفسك عليها. وفي الخصال: ثم أن قدرت على مكافاته يوما كافأته.
28: وأما حق المؤذن فان تعلم أنه مذكرك بربك وداعيك إلى حظك وأفضل أعوانك على قضاء الفريضة التي افترضها الله عليك فتشكره على ذلك شكرك للمحسن إليك وإن كنت في بيتك متهما كذا وعلمت أنه نعمة من الله عليك لا شك فيها فاحسن صحبة نعمة الله بحمد الله عليها على كل حال ولا قوة إلا بالله.
29: وأما حق أمامك في صلواتك فان تعلم أنه قد تقلد السفارة فيما بينك وبين الله والوفادة إلى ربك وتكلم عنك ولم تتكلم عنه دعا لك ولم تدع له وطلب فيك ولم تطلب فيه وكفاك هم المقام بين يدي الله والمسألة له فيك ولم تكفه ذلك فإن كان في شئ من ذلك تقصير كان به دونك وإن كان إثما لم تكن شريكه فيه ولم يكن لك عليه فضل فوقى نفسك بنفسه ووقى صلاتك بصلاته فتشكر له على ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله. وفي الخصال: فإن كان نقص كان به دونك وإن كان تماما كنت شريكه ولم يكن له عليك فضل [1] فتشكر له على قدر ذلك.
30: وأما حق الجليس فان تلين له كنفك وتطيب له جانبك وتنصفه في مجاراة اللفظ ولا تغرق في نزع اللحظ إذا لحظت وتقصد في اللفظ إلى افهامه إذا لفظت وإن كنت الجليس إليه كنت في القيام عنه بالخيار وإن كان الجالس إليك كان بالخيار ولا تقوم إلا باذنه ولا قوة إلا بالله. وفي الخصال: ولا تقوم من مجلسك إلا باذنه ومن يجلس إليك يجوز له القيام عنك بغير إذنك وتنسى زلاته وتحفظ خيراته ولا تسمعه خيرا.


[1] اي زيادة).

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 636
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست