responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 406

الله ص من القضاء والحكم بين المسلمين رفع إليه رجلان الخ فهذا صريح في أن بعثه كان للقضاء والحكم وقد رويت عنه قضايا كثيرة قضاها باليمن وذلك يدل على بقائه باليمن مدة طويلة كان يتعاطى فيها القضاء لا أنه جاء غازيا ولم يذكروا تاريخ هذا البعث ويمكن كونه بين سنة ثمان وتسع فإنه بعد فتحها يناسب أن يبعث إليها من يعلمهم احكام الاسلام ويقضي بينهم اما سنة عشر فقد خرج إليها غازيا ومحاربا ثم عاد إليها في حجة الوداع ثم حصلت وفاة النبي ص وسيأتي الكلام على بعثه إلى اليمن سنة عشر من الهجرة في اخبار تلك السنة.
قضاياه واحكامه ومسائله العجيبة لأمير المؤمنين ع قضايا واحكام وأجوبة مسائل عجيبة منها ما وقع في حياة الرسول ص ومنها في عهد الخلفاء الثلاثة ومنها في خلافته هو وقد ألفت في ذلك عدة كتب سوى ما ذكر في مضامين الكتب وهذا ما وصل إلينا من أسمائها أو اطلعنا عليه منها 1 كتاب ضخم ذكره البهائي في أربعينه وقال إنه اطلع عليه بخراسان 2 كتاب محمد بن قيس البجلي من أصحاب الصادقين ع رواه عنه النجاشي والشيخ الطوسي بسنديهما 3 كتاب المعلى بن محمد البصري ذكره النجاشي 4 كتاب الترمذي صاحب الصحيح 5 عجائب احكامه رواية محمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن جده عندنا منه نسخة كتبت بين سنة 410 و 420 في ضمن مجموعة ومرت الإشارة إليه عند ذكر مناقبه وفضائله عند ذكر علمه كما مر هناك أيضا جملة من قضاياه واحكامه 6 ما اشتمل عليه كتاب الارشاد للشيخ المفيد من قضاياه واحكامه في زمن النبي ص وزمن الخلفاء الثلاثة وزمن خلافته 7 ما اشتمل عليه كتاب المناقب لابن شهرآشوب 8 عجائب احكامه الذي جمعناه وأدرجنا فيه كتاب علي بن إبراهيم المقدم ذكره موزعا وهو مطبوع.
وقد اشتملت كتب السير والتواريخ والكتب المؤلفة في الصحابة وغيرها على الكثير من ذلك قال المفيد في الارشاد: فاما الأخبار التي جاءت بالباهر من قضاياه في الدين واحكامه التي افتقر إليه في علمها كافة المؤمنين بعد الذي أثبتناه من جملة الوارد في تقدمه في العلم وتبريزه على الجماعة بالمعرفة والفهم ونزع علماء الصحابة إليه فيما أعضل من ذلك والتجائهم إليه فيه وتسليمهم له القضاء به فهي أكثر من أن تحصى وأجل من أن تتعاطى فمن ذلك ما رواه نقلة الآثار من العامة والخاصة في قضاياه ورسول الله ص حي فصوبه فيها وحكم له بالحق فيما قضاه ودعا له بخير وأثنى عليه وابانه بالفضل في ذلك من الكافة ودل به على استحقاقه الأمر من بعده ووجوب تقدمه على من سواه في مقام الإمامة كما تضمن ذلك القرآن حيث يقول الله عز وجل أ فمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي الا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون وقوله قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر أولو الألباب وقوله عز وجل في قصة آدم وقد قالت الملائكة أ تجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني اعلم ما لا تعلمون وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبؤني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنباهم بأسمائهم قال أ لم أقل لكم اني اعلم غيب السماوات والأرض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون فنبه الله جل جلاله الملائكة على أن آدم أحق بالخلافة منهم لأنه اعلم منهم بالأسماء وأفضلهم في علم الأنباء وقال تقدست أسماؤه في قصة طالوت وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا انى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم فجعل جهة حقه في التقدم عليهم ما زاده الله من البسطة في العلم والجسم واصطفاؤه إياه على كافتهم بذلك وكانت هذه الآيات موافقة لدلائل العقول في أن الأعلم هو أحق بالتقدم في محل الإمامة ممن لا يساويه في العلم ودلت على وجوب تقدم أمير المؤمنين على كافة المسلمين في خلافة الرسول وامامة الأمة لتقديمه في العلم والحكمة اه ونحن ذاكرون بعون الله باختصار جملة من قضاياه واحكامه وأجوبة مسائله في عهد الرسالة والخلفاء الأربعة موزعة على السنين.
قضاياه واحكامه في عهد الرسول ص وهو باليمن 1 ما رواه المفيد في جارية وطأها شريكان في طهر واحد جهلا بالتحريم فاقرع بينهما وألحق الولد بمن خرجت القرعة باسمه وألزمه نصف قيمته لشريكه إن لو كان عبدا وبلغ ذلك رسول الله ص فأمضاه وأقر الحكم به في الاسلام وقال الحمد لله الذي جعل فينا أهل البيت من يقضي على سنن داود ع وسبيله في القضاء يعني به القضاء بالالهام اه.
وحكى ابن شهرآشوب في المناقب عن سنن أبي داود وابن ماجة وابن بطة في الإبانة واحمد في فضائل الصحابة وابن مردويه بطرق كثيرة عن زيد بن أرقم أن عليا اتاه وهو باليمن ثلاثة يختصمون في ولد كلهم يزعم أنه وقع على امه في طهر واحد في الجاهلية فاقرع بينهم والزم من خرجت له القرعة ثلثي الدية لصاحبه فبلغ ذلك النبي ص فقال الحمد لله الذي جعل فينا أهل البيت من يقضي على سنن داود.
2 ما رواه المفيد وحكاه ابن شهرآشوب عن أحمد في مسنده وأحمد بن منيع في أماليه بسندهما إلى حماد بن سلمة عن سماك عن حبيش بن المعتمر قال ورواه محمد بن قيس عن أبي جعفر ع أنه رفع إليه وهو باليمن خبر زبية حفرت للأسد فوقع فيها فوقف على شفير الزبية رجل فزلت قدمه فتعلق باخر وتعلق الآخر بثلث وتعلق الثالث برابع فافترسهم الأسد فقضى أن الأول فريسة الأسد وعلى أهله ثلث الدية للثاني وعلى أهل الثاني ثلثا الدية للثالث وعلى أهل الثالث الدية الكاملة للرابع فبلغ ذلك رسول الله ص فقال لقد قضى أبو الحسن فيهم بقضاء الله عز وجل فوق عرشه. وروى إبراهيم بن هاشم في كتاب عجائب احكام أمير المؤمنين ع بسنده عن الصادق ع أن الزبية لما وقع فيها الأسد أصبح الناس ينظرون إليه ويتزاحمون ويتدافعون حول الزبية فسقط فيها رجل وتعلق بالذي يليه وتعلق الآخر بالآخر حتى وقع فيها أربعة فقتلهم الأسد فأمرهم أمير المؤمنين ع أن يجمعوا دية تامة من القبائل الذين شهدوا الزبية ونصف دية وثلث دية وربع دية فأعطى أهل الأول ربع الدية من أجل أنه هلك فوقه ثلاثة واعطى أهل الثاني ثلث الدية من أجل أنه هلك فوقه اثنان واعطى أهل الثالث النصف من أجل أنه هلك فوقه واحد واعطى أهل الرابع الدية تامة لأنه لم يهلك فوقه أحد فأخبروا رسول الله ص فقال هو كما قضى والظاهر أنهما واقعتان ففي الرواية الأولى أن الأول زلت قدمه فوقع ولم يرمه أحد وفي الرواية الثانية أن المجتمعين تزاحموا وتدافعوا فيكون سقوط الأول بسببهم ولذلك اختلف الحكم فيهما.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 406
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست