responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 396

الخبر قريشا فاجمع رأيهم على صده وعسكروا وأرسلوا خالد بن الوليد في مائتي فارس إلى كراع الغميم ودخل بسر بن سفيان الخزاعي الكعبي مكة فعرف ما يريدون وجاء حتى لقيه وراء عسفان وقدم رسول الله ص عباد بن بشر أمامه في عشرين فارسا ودنا خالد فقام عباد بازائه وصلى رسول الله ص بأصحابه الظهر صلاة الخوف وتيامن بأصحابه في طريق تخرجهم على مهبط الحديبية من أسفل مكة من ناحية جدة فرجعت خيل قريش إليهم راكضين ينذرونهم فخرجوا حتى نزلوا مياه الحديبية وترددت الرسل بينهم وبينه فأبوا إلا منعه من دخول مكة فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة قال المفيد في الارشاد وكان من بلاء علي ع في ذلك اليوم عند صف القوم في الحرب والقتال ما ظهر خبره واستفاض ذكره وذلك بعد البيعة التي أخذها النبي ص على أصحابه والعهود عليهم في الصبر وكان علي ع المبايع للنساء عن النبي ص فكانت بيعته لهن يومئذ أن اطرح ثوبا بينهن وبينه ثم مسحه بيده فكانت مبايعتهن للنبي ص مسح الثوب ورسول الله ص يمسح ثوب علي مما يليه ثم اتفقوا على الصلح والموادعة فأرسلت قريش سهيل بن عمرو وجماعة فدعا رسول الله ص علي بن أبي طالب ليكتب كتاب الصلح فقال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل لا أعرف هذا ولكن اكتب باسمك اللهم فكتبها ثم قال اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو فقال سهيل لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال رسول الله ص اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو فجعل علي يتلكأ ويأبى أن يكتب إلا محمد رسول الله فقال له اكتب فان لك مثلها تعطيها وأنت مضطهد وفي رواية ستدعى إلى مثلها فتجيب وأنت على مضض. إشارة إلى ما وقع يوم الحكمين وهذا يدل على أن ذلك وقع قبل أن يكتب علي محمد رسول الله وفي رواية أنه جرى ذلك بعد ما كتبها وإن رسول الله ص قال لعلي امح رسول الله فقال علي والله لا أمحوه أبدا فقال أرنيه فأراه إياه فمحاه بيده وقال أنا والله رسول الله وإن كذبتموني وفي إرشاد المفيد فقال له علي انه والله لرسول الله على رغم انفك فقال سهيل اكتب اسمه يمض الشرط فقال له علي ويلك يا سهيل كف عن عنادك فكتب علي هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو واصطلحا على وضع الحرب عشر سنين إلى أن قال وانك ترجع عنا عامك هذا فلا تدخل علينا مكة وأنه إذا كان عام قابل خرجنا عنك فدخلتها بأصحابك فأقمت بها ثلاثا معك سلاح الراكب السيوف في القرب لا تدخلها بغيرها وكتب الكتاب نسختين إحداهما عند النبي ص والأخرى عند سهيل بن عمرو ونحر رسول الله ص هديه وحلق ونحر أصحابه وحلق عامتهم وقصر الآخرون قال المفيد في الارشاد فكان نظام تدبير هذه الغزاة متعلقا بعلي ع وكان ما جرى فيها من البيعة وصف الناس للحرب ثم الهدنة والكتاب كله لأمير المؤمنين ع وكان فيما هياه الله من ذلك حقن الدماء وإصلاح أمر الاسلام اه وكان صلح الحديبية سببا لكثرة المسلمين وإن أجحفت بحقهم.
وقد يسال سائل فيقول ما كان الغرض من عمرة الحديبية والنبي ص يعلم أو يظن ظنا قريبا من العلم أن قريشا لا تمكنه من دخول مكة وقد تكون الحكمة فيها التمهيد لعقد الهدنة التي كان فيها تقوية المسلمين بعد الحروب التي مضت عليهم والتي صارت سببا لفتح مكة بغير حرب فان قريشا لما خالفت شروط الهدنة بمعاونتها على خزاعة سرا حق للنبي ص أن يغزو مكة ويفتحها وقريش آمنة غير مستعدة لحربه ولولا الهدنة لكانت دائما في حذر واستعداد والله أعلم. وقد تكون الحكمة أن يظهر للناس ظلم قريش وجورها بصدها عن بيت الله المعظم عند الجميع وقد نقم عليهم ذلك الحليس بن علقمة كما مر في الجزء الثاني قال المفيد. وقد روى الناس لأمير المؤمنين علي في غزاة الحديبية بعد الذي ذكرنا فضيلتين اختص بهما وانضافا إلى فضائله العظام ومناقبه الجسام فروى إبراهيم بن عمرو عن رجاله عن فائد مولى عبد الله بن سالم قال لما خرج رسول الله ص في غزوة الحديبية نزل الجحفة فلم يجد فيها ماء فبعث سعد بن مالك حتى إذا كان غير بعيد رجع سعد بالروايا وقال يا رسول الله ما أستطيع أن أمضي لقد وقفت قدماي رعبا من القوم فقال له النبي ص أجلس ثم بعث رجلا آخر فخرج بالروايا حتى إذا كان بالمكان الذي انتهى إليه الأول رجع فقال رسول الله ص لم رجعت قال والذي بعثك بالحق نبيا ما استطعت أن أمضي رعبا فدعا رسول الله ص عليا ع فأرسله بالروايا وخرج السقاة وهم لا يشكون في رجوعه لما رأوا من جزع من تقدمه فخرج علي بالروايا حتى ورد الحرار واستقى ثم أقبل بها إلى النبي ص ولها زجل فلما دخل كبر النبي ص ودعا له بخير. قال وفي هذه الغزاة أقبل سهيل بن عمرو إلى النبي ص فقال يا محمد ان أرقاءنا لحقوا بك فارددهم علينا فغضب رسول الله ص حتى تبين الغضب في وجهه ثم قال لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه بالايمان يضرب رقابكم على الدين فقال بعض من حضر يا رسول الله فلان ذلك الرجل قال لا قال ففلان قال لا ولكنه خاصف النعل في الحجرة فسار الناس إلى الحجرة ينظرون من الرجل فإذا هو علي ع.
قال وقد روى هذا الحديث جماعة عن علي ع وقالوا فيه ان عليا قص هذه القصة ثم قال سمعت رسول الله ص يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. وكان الذي أصلحه علي ع من نعل النبي ص شسعها فإنه كان انقطع فخصف موضعه وأصلحه اه.
سنة سبع من الهجرة أخباره في غزوة خيبر وكانت في جمادي الأولى أو المحرم سنة سبع من الهجرة ومرت مفصلة في الجزء الثاني ونعيد هنا ما له تعلق بسيرة أمير المؤمنين ع كما فعلنا في غيرها وكان يهود خيبر مظاهرين لغطفان على رسول الله ص وكان المسلمون في هذه الغزاة ألفا وأربعمائة والخيل مائتي فرس. وكان علي في هذه الغزاة أرمد فلذلك بعث النبي ص بالراية غيره فعاد منهزما ولحقه علي وهو أرمد ولم يتخلف عنه وأصابه الرمد هناك فدعا له وتفل في عينيه فبرئتا وأعطاه الراية فكان الفتح على يده قال ابن هشام قال ابن إسحاق: حدثني بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي عن أبيه سفيان عن سلمة بن عمرو الأكوع قال بعث رسول الله ص أبا بكر الصديق برايته وكانت بيضاء إلى بعض حصون خيبر يقاتل فرجع ولم يك فتح وقد جهد فقال رسول الله لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار وفي السيرة الحلبية في لفظ كرار غير فرار وفيها عن الامتاع وقد دفع ص لواءه لرجل من المهاجرين فرجع ولم يصنع شيئا فدفعه إلى آخر من المهاجرين فرجع ولم يصنع شيئا وخرجت كتائب اليهود يقدمهم ياسر أو ناشر فكشف الأنصار حتى انتهى إلى رسول الله ص في موقفه فاشتد ذلك على رسول الله ص وأمسى مهموما قال ابن هشام يقول سلمة فدعا رسول

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 396
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست