responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 368

فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله إذا خرجت فاخرجني معك فخرج معه فتعرض له الصبيان كعادتهم فحمل عليهم علي ع وكان يقضمهم في وجوههم وآنافهم وآذانهم فكان الصبيان يرجعون باكين إلى آبائهم ويقولون قضمنا علي فسمي لذلك القضيم، وفي ذلك يقول المؤلف من قصيدة علوية:
- أبوك حمى الهادي فأصبح جهدهم * لصبيانهم بالمصطفى الطهر أن يغروا - - حملت على صبيانهم فقضمتهم * فعادوا إلى الاهلين باكين قد فروا - - لذلك سموك القضيم وانما * لأعناقهم من حد صارمك البتر - فداؤه النبي ص بنفسه في صغره وكان علي ع يفدي النبي ص بنفسه وينيمه أبوه أبو طالب في مرقد رسول الله ص خوفا على النبي من البيات ويعرضه للقتل والاغتيال ويوطن علي نفسه على ذلك، قال ابن أبي الحديد: قرأت في أمالي أبي جعفر محمد بن حبيب قال كان أبو طالب كثيرا ما يخاف على رسول الله ص البيات إذا عرف مضجعه وكان يقيمه ليلا من منامه ويضجع ابنه عليا مكانه، فقال له علي ليلة يا أبت اني مقتول فقال له أبو طالب:
- اصبرن يا بني فالصبر أحجى * كل حي مصيره لشعوب - - قد بذلناك والبلاء شديد * لفداء الحبيب وابن الحبيب - - لفداء الأغر ذي الحسب الثاقب * والباع والكريم النجيب - - ان تصبك المنون فالنبل تبرى * فمصيب منها وغير مصيب - - كل حي وان تملى بعمر * آخذ من مذاقها بنصيب [1] - إسلامه كان علي ع أول من آمن بالنبي ص وأتبعه من جميع الخلق، بعث النبي ص يوم الاثنين وأسلم علي يوم الثلاثاء ثم أسلمت خديجة، وبعضهم يروي أن خديجة أسلمت قبل علي، وأصحابنا يروون أن عليا أسلم قبل خديجة ويدل عليه قول أمير المؤمنين ع في بعض خطب النهج: اللهم إني أول من أناب وسمع وأجاب لم يسبقني إلا رسول الله ص بالصلاة، وهو الموافق للاعتبار فان الرسول ص مع حاله المعلومة مع علي لم يكن ليقدم في الدعوة إلى الاسلام أحدا على علي حتى خديجة مع مكانتها منه. وكيف كان فلا ريب في أن إسلامهما في زمان متقارب كما لا ريب في أن أول الناس إسلاما من الذكور علي ومن النساء خديجة، ولا شك أنه لما كان النبي ص يتحنث أي يختلي للعبادة في غار حراء كان علي ع يحمل إليه الزاد والماء من بيت خديجة إن لم تحمله الخادم. وفي الاستيعاب عن عفيف الكندي قال: كنت امرأ تاجرا فقدمت للحج فاتيت العباس بن عبد المطلب لأبتاع منه بعض التجارة وكان امرأ تاجرا فاني لعنده بمنى إذ خرج رجل من خباء قريب منه فنظر إلى الشمس فلما رآها قد مالت قام يصلي ثم خرجت امرأة من ذلك الخباء الذي خرج منه ذلك الرجل فقامت خلفه تصلي ثم خرج غلام قد راهق الحلم من ذلك الخباء فقام معهما يصلي فقلت للعباس من هذا يا عباس قال هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي، قلت من هذه المرأة قال هذه امرأته خديجة بنت خويلد، قلت من هذا الفتى قال علي بن أبي طالب ابن عمه، قلت ما هذا الذي يصنع قال يصلي، وهو يزعم أنه نبي ولم يتبعه فيما ادعى إلا امرأته وابن عمه هذا الغلام، وهو يزعم أنه ستفتح عليه كنوز كسرى وقيصر، وكان عفيف يقول وقد أسلم بعد ذلك لو كان الله رزقني الاسلام يومئذ فأكون ثانيا مع علي، قال وقد ذكرنا هذا الحديث من طرق في باب عفيف الكندي اه. ورواه النسائي في الخصائص بسنده عن عفيف قال: جئت في الجاهلية إلى مكة وانا أريد أن ابتاع لأهلي من ثيابها وعطرها فاتيت العباس بن عبد المطلب وذكر نحوه إلا أنه قال فانا عنده جالس حيث أنظر إلى الكعبة وقال فقلت يا عباس أمر عظيم قال العباس أمر عظيم تدري من هذا الشاب الخ ثم قال أن ابن أخي هذا أخبرني أن ربه رب السماء والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه ولا والله ما على الأرض كلها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة اه. ومر في مناقبه وفضائله زيادة شرح لهذا.
مبلغ سنه وقت إسلامه قيل أسلم وهو ابن عشر سنين رواه الحاكم في المستدرك بسنده عن محمد بن إسحاق وهو المطابق لقول من قال أنه ولد بعد مولد النبي ص بثلاثين سنة وقبل البعثة بعشر سنين فان النبي ص كان عمره يوم بعث أربعين سنة ومطابق للقول بأنه عاش ثلاثا وستين سنة فإنه استشهد سنة أربعين وتوفي النبي ص سنة عشر أو إحدى عشرة وعاش هو بعد النبي ثلاثين سنة فإذا أضيفت إلى ثلاث وعشرين سنة أقامها بمكة والمدينة بعد البعثة كانت ثلاثا وخمسين فإذا أضيف إليها عشر قبل البعثة كانت ثلاثا وستين. وقال المفيد في الارشاد: أقام بعد البعثة ثلاثا وعشرين سنة منها ثلاث عشرة سنة بمكة قبل الهجرة وعشر سنين بعد الهجرة بالمدينة وتوفي النبي ولأمير المؤمنين ثلاث وثلاثين سنة اه. فعلى هذا يكون عمره يوم أسلم عشر سنين وقيل أسلم وهو ابن إحدى عشرة سنة وهو الذي صححه أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين وهو المروي عن مجاهد وقيل اثنتي عشرة سنة بناء على أنه عاش خمسا وستين سنة كما سيأتي، اثنتي عشرة قبل البعثة وثلاثا وعشرين بعد البعثة إلى وفاة النبي ص وثلاثين بعد وفاة النبي ص وقيل ثلاث عشرة سنة، في الاستيعاب هو أصح ما قيل وقد روي عن ابن عمر من وجهين جيدين اه وقيل خمس عشرة سنة رواه الحاكم في المستدرك بسنده عن قتادة عن الحسن ثم قال وهذا الاسناد أولى من الاسناد الأول. يعني الذي رواه عن محمد بن إسحاق. ورواه في أسد الغابة بسنده عن الحسن وغيره قال أول من أسلم علي بعد خديجة وهو ابن خمس عشرة سنة اه. وقيل ابن ست عشرة سنة حكاه الحاكم في المستدرك ثم روى بسنده عن ابن عباس وقال صحيح على شرط الشيخين أن رسول الله ص دفع الراية إلى علي يوم بدر وهو ابن عشرين سنة. قال الذهبي في تلخيص المستدرك: هذا نص على أنه أسلم وله أقل من عشر سنين بل نص في أنه أسلم وهو ابن سبع سنين أو ثمان وهو قول عروة اه أقول بل يلزم كونه ابن خمس سنين ونصف تقريبا لأن النبي ص أقام بمكة بعد البعثة نحو ثلاث عشرة سنة وكانت بدر على رأس تسعة عشر شهرا من مهاجره فهذه نحو أربع عشر سنة ونصف فإذا أضيف إليها خمس سنين ونصف كانت عشرين. وروى ابن عبد البر في الاستيعاب عن السراج في تاريخه بسنده عن ابن عباس قال دفع رسول الله ص الراية يوم


[1] في نسخة الأبيات الثلاثة هكذا:
- قد بذلناك والبلاء شديد * لفداء النجيب وابن النجيب - - لفداء الأغر ذي الحسب الثاقب * والباع والفناء الرحيب - - كل حي وان تطاول عمرا * آخذ من سهامه بنصيب -

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 368
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست