responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 336

الثاني عشر الفصاحة والبلاغة قال ابن أبي الحديد: اما الفصاحة فهو ع امام الفصحاء وسيد البلغاء وعن كلامه قيل: دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين ومنه تعلم الناس الخطابة والكتابة قال عبد الحميد بن يحيى حفظت سبعين خطبة من خطب الأصلع فغاضت ثم فاضت وقال ابن نباتة حفظت من الخطابة كنزا لا يزيده الإنفاق الا سعة وكثرة حفظت مائة فصل من مواعظ علي بن أبي طالب ولما قال محفن بن أبي محفن لمعاوية جئتك من عند أعيا الناس قال له ويحك كيف يكون أعيا الناس فوالله ما سن الفصاحة لقريش غيره. ويكفي نهج البلاغة دلالة على أنه لا يجارى في الفصاحة ولا يبارى في البلاغة وحسبك انه لم يدون لأحد من فصحاء الصحابة العشر ولا نصف العشر مما دون له وكفاك في هذا ما يقوله أبو عثمان الجاحظ في مدحه في كتاب البيان والطبيين وفي غيره من كتبه " اه‌ " قال الجاحظ في الكتاب المذكور: قال علي بن أبي طالب: قيمة كل امرئ ما يحسن ثم قال: فلو لم نقف من هذا الكتاب الا على هذه الكلمة لوجدناها كافية شافية ومجزية مغنية بل لوجدناها فاضلة على الكفاية وغير مقصرة عن الغاية اه وقال ابن عائشة: ما اعرف كلمة بعد كلام الله ورسوله أخصر لفظا ولا أعم نفعا من قول علي قيمة كل امرئ ما يحسن اه وفي البيان والتبيين قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: كم بين السماء إلى الأرض قال دعوة مستجابة فقالوا كم بين المشرق إلى المغرب قال مسيرة يوم للشمس ومن قال غير هذا فقد كذب ويأتي عن المسعودي انه حفظ الناس عنه أربعمائة ونيف وثمانون خطبة يوردها على البديهة وقال الشريف الرضي في خطبة نهج البلاغة: كان أمير المؤمنين ع مشرع الفصاحة وموردها ومنشأ البلاغة ومولدها ومنه ظهر مكنونها وعنه أخذت قوانينها وعلى أمثلة حذا كل قائل خطيب وبكلامه استعان كل واعظ بليغ ومع ذلك فقد سبق وقصروا وتقدم وتأخروا لأن كلامه الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي وفيه عبقة من الكلام النبوي إلى أن قال إن هذه الفضيلة انفرد ببلوغ غايتها من جميع السلف الأولين الذين انما يؤثر عنهم منها القليل النادر والشاذ الشارد فاما كلامه ع فهو البحر الذي لا يساجل والجم الذي لا يحافل اه وحسبك بنهج البلاغة الذي جمعه الشريف الرضي الذي يعرف نفسه بنفسه وله منه عليه شواهد والذي تداولته العلماء والخطباء والبلغاء في كل عصر وزمان وبلغت الشروح عليه عددا وافرا لم يوجد مثله لكتاب وطبع مرات عديدة في بلاد إيران وطبع في الشام ومصر وبيروت وطبع شرح الشيخ ميثم البحراني عليه في إيران وهو قريب من شرح ابن أبي الحديد الذي طبع في إيران مرتين وفي مصر. كل ذلك رغم ما يقوله من لا يوافق بعض ما فيه مشربهم تارة انه من كلام الشريف الرضي وتارة انه ادخل فيه ما ليس منه وتارة انه منقطع السند وتارة وتارة إلى غير ذلك مما يعتاده أمثال ضرائر الحسناء فلم يؤثر عليه ذلك ولو بمقدار شعرة ولم يزدد الا ظهورا وانتشارا ولم يزده تعاقب السنين وتطاول الدهور الا اعظاما واكبارا وما هو الا الذهب الأبريز يزداد حسنا بقدمه ويغلو ثمنه كلما تطاول به الأمد. وجمع الشيخ عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد الآمدي التيمي كتابا من حكمه ع القصيرة يقارب نهج البلاغة سماه غرر الحكم ودرر الكلم ورتبه على حروف المعجم طبع في الهند ومصر وصيدا قال إن الذي دعاه إلى جمعه ما تبجح به أبو عثمان الجاحظ من المائة الكلمة التي جمعها عن أمير المؤمنين ع فقلت يا لله العجب من هذا الرجل وهو علامة زمانه مع تقدمه في العلم وقربه من الصدر الأول كيف رضي عن الكثير باليسير وهل ذلك الا بعض من كل وقل من جل وطل من وبل إلى أن قال جمعت يسيرا من قصير حكمه يخرس البلغاء عن مساجلته وما انا في ذلك علم الله لا كالمغترف من البحر بكفه كيف لا وهو ع الشارب من الينبوع النبوي والحاوي بين جنبيه العلم اللاهوتي إذ يقول ص وقوله الحق وكلامه الصدق على ما أدته إلينا أئمة النقل: ان بين جنبي لعلما لو أصبت له حملة اه. ومما جمع من كلامه ع كتاب دستور معالم الحكم جمع القاضي القضاعي طبع في مصر وجمع الشيخ أبو علي الطبرسي صاحب مجمع البيان كتابا من حكمه ع القصيرة مرتبا على حروف المعجم سماه نثر اللآلئ ذكرناه في ضمن الجزء الأول من معادن الجواهر المطبوع. وجمع الشيخ المفيد من كلامه وخطبه ع قدرا وافيا في كتاب الارشاد واحتوى كتاب صفين لنصر بن مزاحم جل خطبه التي خطبها في تلك الحرب أو كلها وكتبه إلى معاوية وغيره. وجمع أبو إسحاق الوطواط الأنصاري المتوفي سنة 578 كتابا من كلامه ع سماه مطلوب كل طالب من كلام علي بن أبي طالب جمع فيه مائة من الحكم المنسوبة إليه طبع في ليبسك وبولاق وترجم إلى الفارسية والألمانية. وذكره صاحب كشف الظنون. وجمع القاضي الإمام أبو يوسف يعقوب بن سليمان الإسفرائي كتابا من كلامه ع سماه قلائد الحكم وفرائد الكلم ذكره صاحب كشف الظنون وألف بعضهم كتابا فارسيا أسماه معميات علي ع مذكور في كشف الظنون وكان المراد بها الأمور الغامضة في كلامه ع وفي فهرست دار الكتب المصرية ج 3 ص 24 أمثال الإمام علي بن أبي طالب مرتبة على حروف المعجم طبع الجوائب.
الثالث عشر العلم في الاستيعاب بسنده عن ابن عباس أنه قال والله لقد أعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم وأيم الله لقد شارككم أو شاركهم في العشر العاشر وكفى في ذلك قوله ص أنا مدينة العلم أو مدينة الحكمة وعلي بابها وسيأتي ومعرفته بالقضاء وسيأتي أيضا وفي الاستيعاب قال أحمد بن زهير أخبرنا يحيى بن معين عن عبدة بن سليمان عن عبد الملك بن أبي سليمان قلت لعطاء أ كان في أصحاب محمد أعلم من علي قال لا والله ما أعلمه وفيه بسنده عن عائشة أنها قالت في علي إما إنه لاعلم الناس بالسنة. وفي حلية الأولياء: ثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا أبو الحسن بن أبي مقاتل ثنا محمد بن عبد الله بن عتبة ثنا محمد بن علي الوهبي الكوفي ثنا أحمد بن عمران بن سلمة وكان ثقة عدلا مرضيا ثنا سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله كنت عند النبي ص فسئل عن علي فقال قسمت الحكمة عشرة أجزاء فاعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءا واحدا. أحمد بن عمران ذكره الذهبي في الميزان وقال لا يدري من هو ثم ضعفه بهذا الحديث وتعقبه الحافظ في اللسان بما تقدم في السند من قول الوهبي أنه كان ثقة عدلا مرضيا قال وفي هذا مخالفة لما ذكره الذهبي هكذا ذكره السيد أحمد بن محمد بن الصديق الحسيني المغربي المعاصر نزيل القاهرة في كتاب فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ثم قال قلت لو وثقه الناس كلهم لقال الذهبي في حديثه انه كذب كما فعل في عدة أحاديث أخرجها الحاكم بسند الشيخين وأدعى هو دفعا بالصدر وبدون دليل أنها موضوعة وما علتها في نظره إلا كونها في فضل علي بن أبي طالب فالله المستعان.
وروى أبو نعيم في الحلية بسنده عن علي قال رسول الله ص ليهنك العلم أبا الحسن لقد شربت العلم شربا ونهلته نهلا. وفي

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 336
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست