responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 226

يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به فلما وضعته تناول رسول الله ص جذبة من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال خذوا باسم الله فاكل القوم حتى ما لهم بشئ حاجة ثم قال اسق القوم فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا جميعا فلما أراد رسول الله ص ان يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال لشد ما سحركم صاحبكم فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله ص. فقال الغد يا علي أن هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم فعدلنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم إلى ففعلت ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا حتى ما لهم بشئ حاجة ثم قال أسقهم فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا ثم تكلم رسول الله ص فقال يا بني عبد المطلب اني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به اني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه فأيكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم قال فأحجم القوم عنها جميعا وقلت واني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا انا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فاخذ برقبتي ثم قال إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع اه‌.
رواه الطبري في تفسيره مثله سندا ومتنا إلا أن الطابعين جريا على الشنشنة الأخزمية حربوه فابدلوا قوله على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم بلفظ على أن يكون أخي وكذا وكذا وأبدلوا قوله أن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم بلفظ أن هذا أخي وكذا وكذا وابقوا قوله فاسمعوا له وأطيعوا وفيه كفاية: وما حذفوه وأبدلوه هو إشارة إلى ما صرح به في التاريخ يقينا لاتحاد السند والمتن فيهما إلا في كلمتي وكذا وكذا.
وعلمت أن الدكتور محمد حسين هيكل المصري أثبته في كتابه حياة محمد في الطبعة الأولى وحذفه في الطبعة الثانية نزولا عند إرادة من ضغط عليه فانظر واعجب [1].
ولما كان تصحيح هذا الحديث من الأهمية بمكان فلا باس بالإشارة إلى جملة ممن رواه من أجلاء علماء المسلمين ليعلم بذلك اشتهاره واستفاضته بينهم فرواه من مشاهير علماء أهل السنة محمد بن جرير الطبري في تاريخه وتفسيره كما سمعت ورواه منهم البغوي كما ستسمع.
ورواه منهم الثعلبي في تفسيره قال: اخبرني الحسين بن محمد بن الحسين حدثنا موسى بن محمد حدثنا الحسن بن علي بن شعيب العمري حدثنا عبد الله بن يعقوب حدثنا علي بن هاشم عن صباح بن يحيى المزني عن زكريا بن ميسرة عن أبي إسحاق عن البراء قال: لما نزلت وانذر عشيرتك الأقربين جمع رسول الله ص بني عبد المطلب وهم أربعون رجلا فامر عليا برجل شاة فأدمها ثم قال أدنوا بسم الله فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا ثم دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة ثم قال اشربوا باسم الله فشربوا حتى رووا فبدرهم أبو لهب فقال هذا ما سحركم به الرجل فسكت رسول الله ص ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب ثم أنذرهم فقال يا بني عبد المطلب اني انا النذير إليكم من الله عز وجل والبشير فاسلموا وأطيعوني تهتدوا ثم قال من يواخيني ويوازرني ويكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي في أهلي ويقضي ديني فسكت القوم فأعادها ثلاثا كل ذلك يسكت القوم ويقول علي ع أنا فقال في المرة الثالثة أنت فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب أطع ابنك فقد أمر عليك اه‌.
وأورد هذا الحديث النسائي في الخصائص قال: أخبرنا الفضل بن سهل حدثني ابن عفان بن مسلم حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ماجد أن رجلا قال لعلي بن أبي طالب: يا أمير المؤمنين لم ورثت دون أعمامك قال جمع رسول الله ص أو قال دعا رسول الله بني عبد المطلب فصنع لهم مدا من الطعام فأكلوا حتى شبعوا ثم دعا بعس فشربوا حتى رووا فقال يا بني عبد المطلب اني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامة أيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي فلم يقم إليه أحد فقمت إليه وكنت أصغر القوم فقال أجلس ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول اجلس حتى إذا كان في الثالثة ضرب بيده على يدي. ثم قال فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي أقول هذا التعليل في الميراث لا يصح أن أريد أرث المال أما عندنا فلأن الميراث للبنت بالفرض والرد وأما عند غيرنا فلأن الأنبياء لا تورث إلا أن يراد ارث العلم ولكن ظاهر السياق خلافه.
وأورد هذا الحديث صاحب السيرة الحلبية بنحو ما مر عن الطبري إلى أن قال يا بني عبد المطلب أن الله قد بعثني إلى الخلق كافة وبعثني إليكم خاصة فقال وأنذر عشيرتك الأقربين وأنا أدعوكم إلى كلمتين خفيفتين على اللسان ثقيلتين في الميزان شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فمن يجيبني إلى هذا الأمر ويؤازرني على القيام به؟ قال علي أنا يا رسول الله قال وزاد بعضهم في الرواية يكن أخي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي فلم يجبه أحد منهم فقام علي وقال أنا يا رسول الله قال أجلس ثم أعاد القول على القوم ثانيا فصمتوا فقام علي وقال أنا يا رسول الله فقال أجلس ثم أعاد القول ثالثا فلم يجبه أحد منهم فقام علي فقال أنا يا رسول الله فقال أجلس فأنت أخي ووزيري ووصيي ووارثي وخليفتي من بعدي. ثم حكى عن ابن تيمية أنه قال في الزيادة المذكورة أنها كذب وحديث موضوع من له أدنى معرفة في الحديث يعلم ذلك وقد رواه مع زيادته المذكورة ابن جرير والبغوي باسناد فيه أبو مريم الكوفي وهو مجمع على تركه وقال أحمد أنه ليس بثقة عامة أحاديثه بواطيل وقال ابن المديني كان يضع الحديث اه‌ أقول لا شئ أعجب من قدح ابن تيمية المجسم بشهادة ابن بطوطة مشاهدة والذي مات سجينا بيد أهل نحلته على الأقوال والعقائد المنافية لملة الاسلام في الأحاديث المستفيضة عند جميع المسلمين بالهوى والغرض وقوله أن من له أدنى معرفة بالحديث يعلم ذلك مع أن من عنده أدنى معرفة يعلم أن قدح ابن تيمية فيه لم يستند إلى معرفة بل إلى التحامل على علي وأهل بيته والنصب فقد سمعت سند هذا الحديث في رواية الطبري في تاريخه وتفسيره ورواية الثعلبي له في تفسيره وليس فيه أبو مريم الكوفي على فرض صحة ما قاله في رواية البغوي وأن في سندها أبو مريم الكوفي وأنه ضعيف


[1] نشر الدكتور كتابه أول ما نشره فصولا في جريدته السياسية الإسبوعية ونشر هذا الحديث كاملا كما هو. ولما اعترض عليه معترض أجاب باني لست انا الذي أقول هذا القول ولكنه التاريخ. ثم ذكر الحديث في الطبعة الأولى من الكتاب، ولكن شوهه وأفسده في الطبعة الثانية وما جاء بعدها. ولما بحث الباحثون عن السبب عرف ان الدكتور هيكل طلب من جهة من الجهات أن تساهم بشراء الف نسخة من كتابه فابت أن تفعل الا إذا شوه الحديث فنزل عند رغبتها وبتره وأفسده.
الناشر -

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست