اسم الکتاب : نافذة على الفلسفة المؤلف : الساعدي، صادق الجزء : 1 صفحة : 97
التناسب بين العلة
والمعلول (السنخية)
ومفاد هذه القاعدة أن للعلل معاليل
تناسبها وتسانخها ، كما أن للمعلولات عللاً تناسبها وتسانخها ، فلا تصلح كل علة
لكل معلول ولا يصلح كل معلول لكل علة ، فالحرارة لا تصدر عن الثلج ، والبرودة لا
تنبعث من الحرارة ، والجاهل لا يكون مصدراً للعلم كما أن العلم لا يصدر عن جاهل ، لأن
فاقد الشيء لا يعطيه ، والعطاء لا يصدر من لا شيء ، وبذلك يتضح بداهة قاعدة
التناسب والسنخية بين العلة والمعلول.
وبفضل هذه القاعدة يمكن تعميم القوانين
العلمية في مختلف حقول المعرفة الإنسانية ، فكل حكم يستحيل تعميمه كقانون علمي
شامل لجميع موارده المفترضة إلا بالاعتماد على قاعدة السنخية والتناسب بين العلة
والمعلول ، [١]
لأنّ مفادها : أن كل مجموعة من الأشياء إذا كانت متفقة في حقيقتها ، يلزم انسجامها
في أسبابها ونتائجها وعللها ومعلولاتها.
(فعلى ضوء قانون التناسب نستطيع ـ مثلاً
ـ أن نعمم ظاهرة الإشعاع المنبثق عن ذرة الراديوم لجميع ذرات الراديوم ، فنقول؛ ما
دامت جميع ذرات هذا العنصر متفقة في الحقيقة فيجب أن تتفق في أسبابها ونتائجها). [٢]
[١]ـ وهو قانون عقلي
كما تقدمت الإشارة إليه في الدرس الثاني.
[٢]ـ محمد باقر الصدر
، فلسفتنا ، ص ٢٦٣ ، المجمع العلمي للشهيد الصدر قدس سره ، محرم الحرام ١٤١٨ ه ق.
اسم الکتاب : نافذة على الفلسفة المؤلف : الساعدي، صادق الجزء : 1 صفحة : 97