اسم الکتاب : نافذة على الفلسفة المؤلف : الساعدي، صادق الجزء : 1 صفحة : 82
العلاقة بين العلة
والمعلول
لا شك في وجود علاقة بين المعلول وعلته
المفيضة له بالوجود والتحقق ، وإنما المهم في هذا المجال معرفة نمط هذه العلاقة
وسرّها ، وعلى هذا الصعيد ذُكرت نظريات مختلفة ، إليك بيانها :
١ ـ نظرية الوجود
وقد ذهب إلى هذه النظرية جمع من
الفلاسفة الماديين حيث أكدوا على أنَّ سرَّ العلاقة بين المعلول والعلّة يكمن في
كونه موجوداً ، فكل موجود محكوم عليه بالارتباط بعلة وجوده ، ولأجله أكّدوا على أن
لكل موْجودٍ موجداً ، وفات هؤلاء أن الموجود إذا كان في وجوده غنياً فلا معنى
لارتباطه بعلة تفيض عليه الوجود وتمنحه الغنى ، وإنما يحتاج الشيء إلى علة الوجود
إذا كان في ذاته مفتقرا إلى الوجود ، كما سنتحدّث عنه في نظرية الإمكان ، بعد
قليل.
ومن هنا ذهب الإلهيون إلى القول
باستغناء الله عن علة الوجود ، إذ إنه غني فلا معنى لفرض ارتباطه بعلة توجده
وتمنحه الغنى إذ هو تحصيل للحاصل ، وتحصيل الحاصل باطل كما يقولون.
٢ ـ نظرية الحدوث :
وهذه النظرية منسوبة إلى علماء الكلام ،
ومفادها هو أن سرّ ارتباط المعلول بعلته حدوثه ، فكل حادث محتاج في حدوثه إلى علة
الحدوث ، وهذه النظرية لا تخلو من نظر ، لأنّ لازمها استغناء الحادث بعد حدوثه عن
علته المُحْدِثة له وهو باطل كما سيأتي بعد لحظات.
اسم الکتاب : نافذة على الفلسفة المؤلف : الساعدي، صادق الجزء : 1 صفحة : 82