اسم الکتاب : نافذة على الفلسفة المؤلف : الساعدي، صادق الجزء : 1 صفحة : 68
حيوانية ، والأخيرة
بدورها تغيرت إلى صورة معدنية .... وهكذا ، فالجوهر المادي أشبه ما يكون بالطين
الذي يتخذ أشكالاً مختلفة حين استخدامه في البناء ، فإنه واحد لم يتغيّر وإنما
صوره الطارئة عليه تتغير.
٥ ـ الجوهر الصوري
وهو منشأ آثار أنواع الموجودات المادية
الجسمانية وله أنواع مختلفة ، فمن جملتها الصورة الجسمية التي تلازم الهيولى ولا
تنفك عنها؛ لأن الهيولى ـ وكما تقدّم ـ لا فعليّة ولا تشخص فيها سوى استعدادها
لتقبل الصور النوعية المختلفة ، فلابدّ من صورة تتلبس بها وتحقق عن طريقها فعليتها
، وهذِهِ الصورة هي الصورة الجسمية. وحيث إنه لا يوجد في دنيا الوجود صورة جسمية مطلقة
تُظهِرُ الهيولى ، كان المظهر لها صور الأشياء المادية المختلفة ، كالصورة
الترابية والنباتية والحيوانية والمعدنية.
وهكذا فإن صور الأنواع المادية الأخرى
تتوالى على الهيولى كالصورة الحديدية والخشبية والزئبقية ، والأوكسجينية مع بقاء
الهيولى ثابتة على حالها بلا تغيير ، فالمتغير والمتبدِّل هنا الصور النوعية
للمادة دون مادتها المشتركة المسماة بالهيولى.
ولا يخفى أن كل صورة من الصور النوعية
المتوالية على الهيولى تصلح أن تكون مادة لما بعدها ، فالحيوان مادة للصورة
النوعية النباتية ، والنبات مادة للصورة النوعية الحيوانية والحيوان مادة للصورة
النوعية الإنسانية ... ، وتسمى هذه المواد بالمادة الثانية تميزاً لها عن المادة
الأولى والهيولى المتقدم ذكرها [١].
[١]ـ ويظهر مما تقدم
أن كل مادة ما خلا المادة الأولى تسمى بالمادة الثانية ، فلا توجد من بينها مادة
ثالثة أَو رابعة أو خامسة ....
اسم الکتاب : نافذة على الفلسفة المؤلف : الساعدي، صادق الجزء : 1 صفحة : 68