اسم الکتاب : نافذة على الفلسفة المؤلف : الساعدي، صادق الجزء : 1 صفحة : 35
بداهة مفهوم الوجود
تقدم في الدرس الثاني أن موضوع الفلسفة
هو : الموجود بما هو موجود. والموجود هو الشيء الذي ثبت له الوجود ، سواء كان ذلك
الشيء نفس الوجود أو شيئاً آخر متصفا به ، وأما الوجود فمفهومه بديهي مستغنٍ عن
التعريف ، وما قد يُقال في تعريفه : «أنه الثابت العين» أو «الذي يمكن أن يُخبر
عنه» فهي تعاريف لفظية ، [١]
تُستخدم للتنبيه والإشارة إلى ما في الذهن من المفهوم البديهي وليست بتعاريف
حقيقية ، إذ ليست بأعرف من الوجود بل لا شيء أجلى من الوجود.
معنى الماهية
وأما الماهية فقد قيل في تعريفها بأنها
: الواقعة في جواب ما هي أو ما هو؛ فإذا قلت : ما هو زيدٌ؟ وجاءك الجواب بأنه
إنسان ، أو قلت : ما هو الإنسان؟ وجاءك الجواب بأنه حيوان ناطق ، كان الجواب على
هذا السؤال بذاته ماهية الإنسان. وبعبارة أخرى : أن الماهية بيان لحقيقة الشيء
وذاته التي تميزه عمّا سواه.
[١]. والتعريف اللفظي
ليس تعريفاً حقيقياً؛ لأن المعنى الدال عليه اللفظ واضح ، ولم يؤدِ اللفظ
المُعرِّف من دورٍ سوى دور الإيضاح للفظ آخر استعمل في ذلك المعنى ، كما لو قيل : الغضنفر
ما هو؟ فيقال : أسد ، فمعنى الأسد لا يحتاج السامع إلى تعريفه ، بل يحتاج إلى
معرفة لفظ الغضنفر الذي دل على معنى الأسد ، فالتعريف اللفظي تبديل لفظ مكان آخر.
اسم الکتاب : نافذة على الفلسفة المؤلف : الساعدي، صادق الجزء : 1 صفحة : 35