اسم الکتاب : نافذة على الفلسفة المؤلف : الساعدي، صادق الجزء : 1 صفحة : 16
الفجر الجديد
وفي هذه الفترة بالذات ازدهرت الحركة
العلمية في شبه الجزيرة العربية بفضل نور الإسلام ، الذي ولد هناك في تلك الفترة
وقد أضاء كل شيء ، وبدت حينها حركة علمية تنشط وتتفاعل وتتلاقح وتنمو بفضل ما حث
عليه الدين الإسلامي من طلب العلم من المهد إلى اللحد ، حتى ولو كلف ذلك خوض اللجج
وسفك المهج ، وحتى ولو كان في الصين ، وبالفعل فقد برع المسلمون في جميع حقول
العلم والمعرفة ، ومن جملتها الحقل الفلسفي ، فترجموا كتب اليونانيين والرومانيين
والإيرانيين إلى اللغة العربية ، وانهمك آخرون كالفارابي [١] في تبيان وشرح أفكار أفلاطون [٢] وأرسطو [٣] ، وتبعه على ذلك ابن سينا [٤] حيثُ سلط
[١]. الفارابي : (أبو
نصر محمد) (ت ٩٥٠ م) فيلسوف لامع. ولد في فاراب «تركستان» ودرس في بغداد وحران
وأقام في حلب في بلاط سيف الدولة الحمداني وتوفي في دمشق ، لقب بالمعلم الثاني ، من
مؤلفاته كتاب «الموسيقى الكبير» ، «السياسة المدنية» ، «رسالة فصوص الحكم».
[٢]. أفلاطون «plato» ـ (٣٤٧ ـ ٤٢٨ ق. م) فيلسوف يوناني يُعَدّ من مشاهير فلاسفة
العالم ، ولد في أثينا من أسرة عريقة في المجد ، بدأ أول دراسته بالرسم ، ثم نظم
الشعر ، تتلمذ في سن العشرين على يد سقراط الذي كان له الدور الأكبر في نشأته
الفلسفية.
[٣]. أرسطو «Aostotet» ـ (٣٢٢ ـ ٣٨٤ ق. م) مربي الإسكندر ومن كبار فلاسفة اليونان ، مؤسس
فلسفة المشائين ، من مؤلفاته : «المقولات» ، «الجدل» ، «الخطابة» ، «السياسة» ، «كتاب
ما بعد الطبيعة» ، أثر في الفكر العربي ومن أول من ترجم مؤلفاتهِ ، إسحاق ابن
حنين.
[٤]. أبو علي بن سينا
: «٣٨٤ ـ ٤٢٧ ه» ولد في أقشنة قرب بخارى وتوفي في همدان ، عُرِف بالشيخ الرئيس
وكان عالماً لامعاً وعملاقاً كبيراً حيث ضرب في كل فن بسهم وتجلى فيه نبوغه ، ففي
مضمار الفلسفة فيلسوف مبدع ، بلغت الفسلفة المشائية على يده القمة ، وفي مضمار
الطب طبيب ماهر وحاذق ، ألّف كتاب «القانون» الذي لم يزل يُدَّرس في الجامعات
العلمية عبر قرون ، كما وإنه عرف أستاذاً لامعاً في الرياضيات والهيئة.
اسم الکتاب : نافذة على الفلسفة المؤلف : الساعدي، صادق الجزء : 1 صفحة : 16