اسم الکتاب : نافذة على الفلسفة المؤلف : الساعدي، صادق الجزء : 1 صفحة : 103
أقسام العلّة
تنقسم العلّة بحسب موردها إلى أقسام
عديدة ، نجملها فيما يلي :
١ ـ العلّة الفاعلية
والمادية والصورية والغائية
إن صناعة سرير من خشب تتوقف على وجود
نجّار يصنعه ، إذ لا يُمكن أن يوجد السرير صدفة وبلا علة ، فيعدّ النجّار ، علة
فاعلية في صنع السرير ، كما أن السرير لا يوجد بلا خشب ، فالخشب علة مادية لوجود
السرير ، كما أن السرير لم يكن ليوجد لولا صورته وهيئتُه التي كانت في ذهن النجار
والتي أوجد السرير على غرارها ، وتسمّى الصورة والهيئة هنا بالعلّة الصورية ، مضافاً
إلى ما تقدم ، فإن النجّار حين صنعه للسرير كان له غاية في صنعه وهي الرقاد
والاستراحة عليه وهو ما يُسمّى بالعلة الغائية. [١]
تجدر الإشارة إلى أن العلل الأربع آنفة
الذكر إنما تكون عللا للأجسام ولا تشمل بقية الجواهر بل ولا حتى الأعراض ، كما أن
المثال المذكور مبنيٌّ على المسامحة ، إذ إن النجار ليس علة فاعلية ، كما أن صورة
الكرسي ليست علة حقيقية له.
٢ ـ العلة التامة
والناقصة
ومن جهة أخرى تسمّى العلل الأربع
المتقدم ذكرها في مثال السرير مجتمعة
[١]ـ ويُعبّر عن
العلة الفاعلية بما منه الوجود ، وعن العلة المادية بما فيه الوجود وعن العلة
الصورية بما به الوجود وعن العلة الغائية بما له الوجود.
اسم الکتاب : نافذة على الفلسفة المؤلف : الساعدي، صادق الجزء : 1 صفحة : 103