يقرب خمسة آلاف من
ابطال وصناديد المهاجرين والانصار والشباب المتحمّس الشجاع يحيطون بالرسول صلىاللهعليهوآله
وهو علىٰ ناقته في وسطهم يتحرك بوقار ليس له مثيل ، كانوا يدورون حوله
دوران الفراشة حول الشمعة ، كان بعضهم يمتطي خيلاً وآخرون علىٰ جمال حمراء ،
سيوفهم مشهورة ودروعهم مستعدة للدفاع ، مدججون بالسلاح حتىٰ لا يرى منهم
إلّا الاعين ، وكانت اجسادهم ترىٰ خضراء من كثرة السلاح الذي يحملونه.
أمّا أبو سفيان فلم يستطع الصبر ثانية ،
فألتفت الىٰ العباس وقال له : ملك ابن اخيك عظيم.
فقال له العباس : الويل لك ، انها
النبوة وليست الملك.
اجل ، مثل هذا النفوذ والقوة لا يوجد
إلّا عند الربّانيّون والذين اخلصوا لله ، ولا يمكن مشاهدتها في بلاط
وحكومات القوىٰ المادية والحكام غير الربانيين ، مهما اتسع ملكهم.
الدكتور : اؤيد ما تقوله تماماً ، لقد
ضمّ العالم والتاريخ الكثير من كبار الملوك والمخترعين والفضلاء والعلماء
والفلاسفة ، ومع أن بعضهم احدث ضجة سطحية لفترة قصيرة ، لكنهم اندثروا
واندثرت اسماءهم معهم بعد فترة قصيرة من موتهم ، ولا تجدهم إلّا في طيّات
كتب التاريخ ، لكن الانبياء عليهالسلام
والرجال الالهيون ، لم يكسبوا ودَّ الناس ويستميلوا قلوبهم في فترة حياتهم
فقط ، بل يزداد محبوهم واتباعهم كلما مرّ يوم علىٰ هذا العالم القديم ،
الىٰ
مستوىٰ نشاهد اليوم ستمائة مليون مسلم في جميع أنحاء العالم ، يفتخرون
بأنهم اتباع رجل فذّ لامثيل له في تاريخ الانسانية ، هذا الرجل الذي عاش
قبل الف واربعمائة عام