ومن اكبر هذه العوامل تأثيراً في سقوط
الدين ، هو تصرف المسلمين ، وقوة هذا العامل تصل لحدّ ، ان بأمكانه تخريب
شبكة تنظيمية واسعة بمفرده ، لأن العالم ينظر الىٰ الاسلام من خلال تصرفات
المسلمين ، وللأسف الشديد ، فأن تصرفات المسلمين مهينة للحد الذي يخجل
الانسان من ذكرها.
كم من القلوب الطاهرة استسلمت امام
قوانين الاسلام النورانية دون اختيار ، واصبحت علىٰ شرف اعتناق الاسلام ، الّا انها انصرفت عن ذلك بمشاهدة تصرفات بعض المسلمين.
اتذكر ، ان احد العلماء المسيح صرّح رسمياً
قبل فترة ، بأن المانع الوحيد امامه لقبول الاسلام هو اعمال وتصرفات المسلمين المهينة !
وعلىٰ حدّ قول السيد جمال الدين
الافغاني
« اذا اردنا دعوة الغرب للأسلام ، علينا
ان نثبت اولاً اننا لسنا مسلمون ، ومن ثم نبدأ الدعوة ».
أليس من المؤسف ان يصل الأمر بالمسلمين
الىٰ هذا الحدّ ، وهم الذين كانوا في يوم من الأيام مثلاً للفضيلة
والأنسانية ! كما أن البعض ـ وللأسف ـ من الذين لا يستطيعون التفريق بين «
الاسلام » و « المسلمين » ، وان يدركوا هذه الحقيقة وهي ان الرسول صلىاللهعليهوآله
جاء بالاسلام من جانب الله وليس بالمسلمون ، لذلك فهم ينسبون الانحراف في تصرف المسلم الىٰ الدين ويحملون نظرة سيئة عن الاسلام.