« من خلال مشاهدة عامة للمساجد والمراكز
العلمية ودور استراحة المسافرين يتضح ان التدين والتحضر قد امتزجا في الاسلام بحيث لا يمكن فصل احدهما عن الآخر.
ويمكن معرفة قريحة أي شعب ما وأية اُمّة
من خلال الاقتباسات التي تقوم بها ، والتغيرات السريعة ، التي تقوم بها في
تلك المقتبسات حسب متطلباتها ، فتجعلها علىٰ صبغتها وتضفي عليها طابعها ،
فتكون قد ابتكرت
شيئاً جديداً ، وعلىٰ ضوء الادلة التي نمتلكها فليس هناك اُمّة استطاعت ان
تفوق المسلمين في هذا الأمر وتتقدّم عليهم ، فمن خلال مشاهدة ابنيتهم
وعماراتهم يمكن معرفة قوة ابداعهم واختراعهم وافضل مثال علىٰ ذلك ، مسجد
قرطبة في الاندلس ، الذي استفيد في بنائه من معماريين محليين ، لكنهم في
نفس الوقت امروهم بادخال طراز جديد وبديع ، منها ما شاهده المسلمون من قصر
اعمدة المعابد القديمة في قرطبة بحيث ان البناء الذي يأتي عليها ، يكون غير
مناسب لها من حيث الحجم ، لذلك أمروا المعماريين أن يصنعوا عمودين (
لزيادة الارتفاع ) ومن ثم تغطية مفاصل هذه الاعمدة بنقوش ومواد زينة ، لكي
يراها