الشيخ : اتصوّر ان قليل من التأمّل يوضح
فلسفة حرمتها ، لأن الذهب والفضة ثمن وليستا مثمنتان ، اي انها ليست
كالاثاث والملابس وسائر ادواة الحياة ، فالذهب والفضة هما محور العجلة
الاقتصادية في جميع العالم وعلىٰ امتداد التاريخ ، لذلك لا يسمح الاسلام
بأحتكار مثل هذان الشيئان القيمان اللذان تحدد قيمة العديد من الاشياء
الاخرىٰ على اساسها ، او ان يوضعا علىٰ
رفوف ، فهذه الثروة تعتبر الاسلام في اقتصاد العالم وليس من الصحيح تعطيلها
وخزنها في بيت غني مغرور ، في حين انه لو استخدمت بشكل صحيح في المجالات
الاقتصادية ، نتاج مجالات عمل لملايين الاشخاص ، وتنجوا الآف العوائل من
الفقر والضياع.
سعادة الدكتور ! وكانت في هذا البلد
حكومة اسلامية قوية وحقيقية ، وقامت بأخراج تلك الاواني الذهبية والفضية من
رفوف الاغنياء علىٰ الرغم منهم ، ووظفتها في السوق الاقتصادية العالمية ،
ألا سيكون بأمكانها انشاء عشرات المصانع والمعامل داخل البلاد ، وتسدّ حاجة
البلاد الىٰ الكثير من الواردات التي تنهال علينا من الغرب ، وفي نفس
الوقت نتاج فرص العمل لآلاف الاشخاص العاطلين وبالنتيجة ستحصل مئات العوائل
علىٰ مستوىٰ جيد من الرفاه ؟
أليس من المخجل في بلاد يعيش اكثر من
نصفها الفقر والحرمان واغلب قراها لا تحصل علىٰ قدح واحد من ماء الشرب
الصحي ، في حين ثروتها من الذهب والفضة مكدسة علىٰ شكل كؤوس واواني في بيوت
الاغنياء ، يضعونها للفخر والتباهي وتكون وسيلة للعمالة والتبعية ، فلماذا
لا يحرم الذهب