اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 59
وأكثر كلامهم بالياء.
قلت : وفيه قولان (أحدهما) : أن الحار الجار بالجيم : الشديد الاسهال ، فوصفه
بالحرارة وشدة الاسهال ، وكذلك هو. قاله أبو حنيفة الدينوري.
( والثاني ) ـ وهو الصواب ـ : أن هذا من
الاتباع الذي يقصد به تأكيد الأول ، ويكون بين التأكيد اللفظي والمعنوي. ولهذا
يراعون فيه اتباعه في أكثر حروفه. كقولهم : حسن بسن ، أي : كامل الحسن. وقولهم : حسن
قسن بالقاف. ومنه شيطان ليطان ، وحار جار. مع أن في الجار معنى آخر ، وهو : الذي
يجر الشئ الذي يصيبه ، من شدة حرارته وجذبه له ، كأنه ينزعه ويسلخه. و « يار » إما
لغة في « جار » ، كقولهم : صهري وصهريج ، والصهارى والصهاريج. وإما اتباع مستقل.
وأما « السناء » ففيه لغتان : المد
والقصر. وهو : نبت حجازي ، أفضله المكي وهو : دواء شريف مأمون الغائلة ، قريب من
الاعتدال ، حار يابس في الدرجة الأولى ، يسهل الصفراء والسوداء ، ويقوى ( جرم ) [١] القلب. وهذه فضيلة شريفة فيه. وخاصيته
: النفع من الوسواس السوداوي ، ومن الشقاق العارض في البدن ، ويفتح العضل ، وانتشار
الشعر ، ومن القمل والصداع العتيق ، والجرب والبثور ، والحكة والصرع. وشرب مائه مطبوخا
أصلح من شربه مدقوقا. ومقدار الشربة منه : إلى ثلاثة دراهم ، ومن مائه : إلى خمسة
دراهم. وإن طبخ معه شئ من زهر البنفسج والزبيب الأحمر المنزوع العجم ، كان أصلح.
قال الرازي : « السناء والشاهترج [٢] يسهلان الاخلاط المحترقة ، وينفعان من
الجرب والحكة. والشربة من كل واحد منهما : من أربعة دراهم إلى سبعة دراهم ».
وأما « السنوت » ففيه ثمانية أقوال : (أحدها
[٣] : أنه العسل.
( والثاني ) : أنه رب عكة السمن يخرج خططا سوداء على السمن. حكاهما عمر بن بكر
السكسكي. ( الثالث ) : أنه حب بشبه الكمون (وليس به. قاله [٤] ابن الاعرابى. ( الرابع ) : أنه الكمون)