اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 57
الخاصيتان : الانضاج
[١] والتليين ، ففيها
الانضاج والاخراج. وهذا المرض يحتاج علاجه إلى هذين الامرين.
وفى تعيين الشاة الاعرابية : قلة فضولها
، وصغر مقدارها ، ولطف جوهرها ، وخاصية مرعاها. لأنها ترعى أعشاب البر الحارة : كالشيح
والقيصوم ، ونحوهما. وهذه النباتات : إذا تغذى بها الحيوان ، صار في لحمه من طبعها
، بعد أن يلطفها تغذية بها ، ويكسبها مزاجا ألطف منها ، ولا سيما الالية ، وظهور
فعل هذه النباتات في اللبن ، أقوى منه في اللحم. ولكن الخاصية التي في الالية ـ : من
الانضاج والتليين ـ لا توجد في اللبن. وهذا مما تقدم : أن أدوية غالب الأمم
والبوادي بالأدوية المفردة ، وعليه أطباء الهند. وأما الروم واليونان : فيعتنون
بالمركبة. وهم متفقون كلهم : على أن من سعادة الطبيب أن يداوى بالغذاء ، فإن عجز :
فبالمفرد ، فإن عجز : فبما كان أقل تركيبا.
وقد تقدم : أن غالب عادات العرب وأهل
البوادي الأمراض البسيطة : فالأدوية البسيطة تناسبها. وهذه لبساطة أغذيتهم في
الغالب. وأما الأمراض المركبة : فغالبا تحدث عن تركيب الأغذية وتنوعها واختلافها ،
فاختيرت لها الأدوية المركبة. والله تعالى أعلم [٢].
فصل في هديه صلىاللهعليهوسلم
في علاج يبس الطبع
واحتياجه إلى ما يمشيه
ويلينه
روى الترمذي في جامعه ، وابن ماجة في
سننه ـ من حديث أسماء بنت عميس ـ قالت : « قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : بماذا كنت
تستمشين؟ قالت : بالشبرم.
[١] كذا بالأصل. وفى
الزاد : « والانضاج ». والزيادة من الناسخ أو الطابع.
[٢] عرق النساء هو :
مرض يصيب النساء والرجال على السواء ، وآلامه مفرطة تبتدئ غالبا في أسفل العمود
الفقرى ، ويمتد الألم إلى إحدى الأليتين ، ثم إلى الجزء الخلفي من الفخذ ، وأحيانا
حتى الكعب. وينتج غالبا من انفصال غضروفي بأسفل العمود الفقرى ، أو التهاب
روماتزمي بالعصب الانسى. وعلاجه الأساسي : الراحة التامة على الظهر لمدة خمسة عشر
يوما على الأقل ، مع إعطاء مهدئات للألم مثل الأسپرين إلخ. والحجامات الجافة والكي
أحيانا يساعدان على علاجه. اه د.
اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 57