responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 305

ويرطب ويسخن ، ويفسد الهضم شربه ، ويطفو بالطعام إلى أعلى المعدة ويرخيها ، ولا يسرع في تسكين العطش ، ويذبل البدن ، ويؤدى إلى أمراض رديئة ، ويضر في أكثر الأمراض. على أنه صالح للشيوخ وأصحاب الصرع والصداع البارد والرمد. وأنفع ما استعمل من خارج [١].

ولا يصح في الماء المسخن بالشمس حديث ولا أثر ، ولا كرهه أحد من قدماء الأطباء ولا عابه [٢]. والشديد السخونة يذيب شحم الكلى.

وقد تقدم الكلام على ماء الأمطار ، في حرف الغين [٣].

( ماء الثلج والبرد ). ثبت في الصحيحين ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنه كان يدعو في الاستفتاح وغيره : « اللهم ، اغسلنى من خطاياي بماء الثلج والبرد ».

الثلج له في نفسه كيفية حادة دخانية ، فماؤه كذلك. وقد تقدم [٤] وجه الحكمة في طلب الغسل من الخطايا بمائه ، لما يحتاج إليه القلب : من التبريد والتصليب [٥] والتقوية. ويستفاد من هذا أصل طب الأبدان والقلوب ، ومعالجة أدوائها بضدها.

وماء البرد ألطف وألذ من ماء الثلج. وأما ماء الجمد ـ وهو : الجليد ـ فبحسب أصله.

والثلج يكتسب كيفية الجبال والأرض ـ التي يسقط عليها ـ : في الجودة والرداءة.

وينبغي تجنب شرب الماء المثلوج ، عقيب الحمام والجماع والرياضة والطعام الحار ، ولأصحاب السعال ووجع الصدر وضعف الكبد ، وأصحاب الأمزجة الباردة.

( ماء الآبار والقنى ) [٦]. مياه الآبار قليلة اللطافة. وماء القنى [٦] المدفونة تحت الأرض


[١] زاد في الاحكام بعد ذلك : « فإن سخن بالشمس خيف منه البرص ». ثم ذكر حديثين في ذلك ، وعدم تصحيح بعض العلماء لهما ، وأنه مع ذلك لا بد أن يتوقى.

[٢] بالزاد : عابوه. وكل صحيح.

[٣] ص ٢٦٧. وانظر : الاحكام ١٠٦.

[٤] ص ٢٦٢.

[٥] كذا بالزاد. وهو الصحيح الملائم. وبالأصل : التصلب. وهو تحريف على ما في القاموس ١ / ٦٣.

[٦] كذا بالأصل والاحكام ٢ / ١٠٧. وبالزاد : القناة. وهو واحد القنى. انظر : القاموس ٤ / ٣٨٠ ، والمختار والمصباح.

(٢٠ ـ الطب النبوي)

اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 305
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست