اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 300
فيكون حين يحلب أقل
برودة ، وأكثر رطوبة. والحامض بالعكس. ويختار اللبن بعد الولادة بأربعين يوما.
وأجوده : ما اشتد بياضه ، وطاب ريحه ، ولذ طعمه ، وكان فيه حلاوة يسيرة ، ودسومة
معتدلة ، واعتدل قوامه في الرقة والغلظة ، وحلب من حيوان فتى صحيح : معتدل اللحم ،
محمود المرعى [١]
والمشرب. وهو محمود : يولد دما جيدا ، ويرطب البدن اليابس ، ويغذو غذاء حسنا ، وينفع
من الوسواس والغم والأمراض السوداوية. وإذا شرب مع العسل : نقى القروح الباطنة ، من
الاخلاط العفنة. وشربه مع السكر يحسن اللون جدا.
والحليب يتدارك ضرر الجماع ، ويوافق
الصدر والرئة ، جيد لأصحاب السل ، ردئ للرأس والمعدة والكبد والطحال. والاكثار منه
مضر بالأسنان واللثة. ولذلك ينبغي أن يتمضمض بعده بالماء. وفى الصحيحين : « أن
النبي صلىاللهعليهوسلم
شرب لبنا ، ثم دعا بهاء فتمضمض ، وقال : إن له دسما ».
وهو ردئ للمحمومين وأصحاب الصداع ، مؤذ
للدماغ والرأس الضعيف. والمداومة عليه تحدث ظلمة البصر والغشاء [٢] ، ووجع المفاصل ، وسدة الكبد ، والنفخ
في المعدة والاحشاء. وإصلاحه : بالعسل والزنجبيل المربى ونحوه. وهذا كله لمن لم
يعتده.
( لبن الضأن )
: أغلط الألبان وأرطبها ، وفيه ـ : من الدسومة والزهومة. ـ ما ليس في لبن الماعز
والبقر. يولد فضولا بلغمية ، ويحدث في الجلد بياضا : إذا أدمن استعماله. ولذلك ينبغي
أن يشرب [٣]
هذا اللبن بالماء : ليكون ما نال البدن منه أقل. وتسكينه للعطش أسرع ، وتبريده ( للبدن
) أكثر.