responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 280

ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا

ولقد نهيتك عن بنات الأوبر

وهذا يدل على أن كمأ [١] مفرد ، وكمأة جمع.

والكمأة تكون في الأرض من غير أن تزرع. وسميت كمأة : لاستتارها. ومنه « كمأ الشهادة » : إذا سترها وأخفاها. والكمأة مختفية [٢] تحت الأرض ، لا ورق لها ولا ساق.

ومادتها من جوهر أرضى بخارى ، محتقن في الأرض نحو سطحها : يحتقن ببرد الشتاء ، وتنميه أمطار الربيع ، فيتولد ويندفع نحو سطح الأرض متجسدا. ولذلك يقال لها : جدري الأرض ، تشبيها بالجدري في صورته ومادته : لان مادته رطوبة [٣] دموية تندفع [٤] عند سن الترعرع في الغالب ، وفى ابتداء استيلاء الحرارة ونماء القوة.

وهى مما يوجد في الربيع ، ويؤكل نيئا ومطبوخا. وتسميها العرب : نبات الرعد ، لأنها تكثر بكثرته ، وتنفطر عنها الأرض. وهى من أطعمة أهل البوادي ، وتكثر بأرض العرب. وأجودها : ما كانت أرضها رملية قليلة الماء. وهى أصناف ، منها : صنف قتال يضرب لونه إلى الحمرة. يحدث لأجله الاختناق.

وهى باردة رطبة في الدرجة الثالثة ، رديئة للمعدة ، بطيئة الهضم. وإذا أدمنت أورثت القولنج والسكتة والفالج ، ووجع المعدة ، وعسر البول. والرطبة أقل ضررا من اليابسة.

ومن أكلها فليدفنها في الطين الرطب ، ويسلقها [٥] بالماء والملح والصعتر ، ويأكلها بالزيت والتوابل الحارة. لان جوهرها أرضى غليظ ، وغذاءها [٦] ردئ ، لكن فيها جوهر مائي لطيف يدل على خفتها. والاكتحال بها نافع من ظلمة البصر ، والرمد الحار.


[١] رسم بالأصل والزاد هكذا : كمء. ولعله على سبيل الحكاية.

[٢] بالزاد : مخفية.

[٣] كذا بالزاد وأحكام الحموي ١ / ٦٩. وفى الأصل : مادة رطوبته. وهو تحريف.

[٤] بالزاد : فتندفع.

[٥] بالأصل : ويصقلها. وبالزاد : ويصلقها. وكلاهما تصحيف على ما في المختار والمصباح. ولفظ الاحكام : وتسلق.

[٦] بالزاد والاحكام : وغذاؤها. وكل صحيح.

اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 280
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست