وهو غليظ الدم. وينبغي أن يتجنبه أصحاب
السوداء وإكثارهم منه يولد لهم أدواء رديئة : كالوسواس ، والجذام ، وحمى الربع.
ويقلل ضرره السلق والاسفاناخ ، وإكثار الدهن. وأردأ ما أكل بالمكسود. وليتجنب خلط
الحلاوة به : فإنه يورث سددا كبدية. وإدمانه يظلم البصر : لشدة تجفيفه ، ويعسر
البول ، ويوجب الأورام الباردة ، والرياح الغليظة. وأجوده : الأبيض السمين السريع
النضاج.
وأما ما يظنه الجهال : أنه كان سماط
الخليل الذي يقدمه لأضيافه ، فكذب مفترى. وإنما حكى الله عنه الضيافة بالشوى ، وهو
: العجل الحنيذ.
وذكر البيهقي عن إسحاق ، قال : « سئل
ابن المبارك عن الحديث الذي جاء في العدس : أنه قدس على لسان سبعين نبيا. فقال : ولا
على لسان نبي واحد ، وإنه لمؤذ منفخ ، من حدثكم به؟ قالوا : سلم بن سالم. فقال : عمن؟
قالوا : عنك. قال : وعنى أيضا؟! ».
حرف الغين
١ ـ ( غيث ).
مذكور في القرآن في عدة مواضع. وهو لذيذ الاسم على السمع ، والمسمى على الروح
والبدن : تبتهج الاسماع بذكره ، والقلوب بوروده. وماؤه أفضل المياه وألطفها ، وأنفعها
وأعظمها بركة ، ولا سيما : إذا كان من سحاب راعد ، واجتمع في مستنقعات الجبال.
وهو أرطب من سائر المياه : لأنه لم تطل
مدته على الأرض. فيكتسب من يبوستها ، ولم يخالطه جوهر يابس. ولذلك يتغير ويتعفن
سريعا : للطافته ، وسرعة انفعاله.
وهل الغيث الربيعي ألطف من الشتوي ، أو
بالعكس؟ فيه قولان.
قال من رجح الغيث الشتوي : حرارة الشمس
تكون حينئذ أقل ، فلا تجتذب [١]