اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 237
رضي الله عنهما ـ قال
[١] : « كان
رسول الله صلىاللهعليهوسلم
يكثر دهن رأسه ، وتسريح لحيته ، ويكثر القناع. كأن ثوبه ثوب زيات ».
الدهن يسد مسام البدن ، ويمنع ما يتحلل
منه. وإذا استعمل بعد الاغتسال بالماء الحار : حسن البدن ورطبه. وإن دهن به الشعر
: حسنه وطوله ، ونفع من الحصبة ، ودفع أكثر الآفات عنه. وفى الترمذي ـ من حديث أبي
هريرة رضي الله عنه ، مرفوعا ـ : « كلوا الزيت ، وادهنوا به ». وسيأتى إن شاء الله
تعالى.
والدهن في البلاد الحارة ـ : كالحجاز
ونحوه ـ. من آكد أسباب حفظ الصحة ، وإصلاح البدن. وهو كالضروري لهم. وأما البلاد
الباردة : فلا يحتاج إليه أهلها. والالحاح به في الرأس ، فيه خطر بالبصر.
وأنفع الادهان البسيطة : الزيت ، ثم
السمن ، ثم الشيرج.
وأما المركبة ، فمنها بارد رطب : كدهن
البنفسج. ـ ينفع من الصداع الحار ، وينوم أصحاب السهر ، ويرطب الدماغ ، وينفع من
الشقاق وغلبة اليبس والجفاف ، ويطلى به الجرب والحكة اليابسة ، فينفعها. ويسهل
حركة المفاصل ، ويصلح لأصحاب الأمزجة الحارة ، في زمن [٢] الصيف.
وفيه حديثان باطلان موضوعان على رسول
الله صلىاللهعليهوسلم.
(أحدهما) : « فضل دهن البنفسج على سائر الادهان ، كفضلي على سائر الناس ». (والثاني)
: « فضل دهن البنفسج على سائر الادهان ، كفضل الاسلام على سائر الأديان ».
ومنها حار رطب : كدهن البان. وليس دهن
زهره ، بل : دهن يستخرج من حب أبيض أغبر نحو الفستق ، كثير الدهنية والدسم. ينفع
من صلابة العصب ويلينه. وينفع من البرش والنمش والكلف والبهق ، ويسهل بلغما غليظا
، ويلين الأوتار اليابسة ، ويسخن العصب.