اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 220
وذكر : « أن بعض الأكاسرة غضب على قوم
من الأطباء ، فأمر بحبسهم ، وخيرهم أدما لا يزيد لهم عليه. فاختاروا الأترج. فقيل
لهم : لم اخترتموه على غيره؟ فقالوا : لأنه في العاجل ريحان ، ومنظره مفرح ، وقشره
طيب الرائحة ، ولحمه فاكهة ، وحمضه أدم ، وحبه ترياق ، وفيه دهن ».
وحقيق بشئ هذه منافعه : أن يشبه به
خلاصة الوجود ، وهو المؤمن الذي يقرأ القرآن. وكان بعض السلف يحب النظر إليه ، لما
في منظره : من التفريح.
٣ ـ ( أرز ).
فيه حديثان باطلان موضوعان على رسول الله صلىاللهعليهوسلم
، ( أحدهما ) : « أنه لو كان رجلا لكان حليما ». ( الثاني ) : « كل شئ أخرجته
الأرض ففيه داء وشفاء ، إلا الأرز : فإنه شفاء لا داء فيه ». ذكرناهما : تنبيها
وتحذيرا من نسبتهما إليه صلىاللهعليهوسلم.
وبعد : فهو حار يابس. وهو أغذي الحبوب بعد
الحنطة ، وأحمدها خلطا : يشد البطن شدا يسيرا ، ويقوى المعدة ويدبغها ، ويمكث فيها.
وأطباء الهند تزعم : أنه أحمد الأغذية وأنفعها إذا طبخ بألبان البقر. وله تأثير : في
خصب البدن ، وزيادة المني ، وكثرة التغذية ، وتصفية اللون.
٤ ـ ( أرز ) : بفتح الهمزة وسكون الراء
، وهو : الصنوبر. ذكره النبي صلىاللهعليهوسلم
في قوله : « مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع تفيؤها الرياح : تقيمها مرة ، وتميلها
أخرى. ومثل المنافق مثل الإرزة : لا تزال قائمة على أصلها ، حتى يكون انجعافها [١] مرة واحدة ».
وحبه حار رطب ، وفيه إنضاج وتليين
وتحليل ، ولذع يذهب بنقعه في الماء. وهو عسر الهضم ، وفيه تغذية كثيرة. وهو جيد
للسعال ولتنقية رطوبات الرئة ، ويزيد في المني ، ويولد مغصا. وترياقه : حب الرمان
المز.
[١] كذا بالنهاية ١
/ ١٦٦ ، واللسان ١٠ / ٣٧١. أي : انقلاعها. وفى الأصل والزاد والفتح الكبير (٣ /
١٣١) : انجفافها. وفسره ق بالجفاف واليبس. والظاهر أنه تصحيف ، وأن المعنى الأول
هو المراد. وراجع اللسان وغيره : ( جف ).
اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 220