اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 168
العافية المطلقة أجل
النعم على الاطلاق ـ : فحقيق لمن رزق حظا من التوفيق ، مراعاتها [١] وحفظها ، وحمايتها عما يضادها.
وقد روى البخاري في صحيحه ـ من حديث ابن
عباس ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم
: « نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ».
وفى الترمذي وغيره ـ من حديث عبد الله
بن محصن الأنصاري ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم
: « من أصبح معافى في جسده ، آمنا في سربه ، عنده قوت يومه ـ : فكأنما حيزت له
الدنيا ». وفى الترمذي أيضا ـ من حديث أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم ـ أنه قال : « أول ما
يسأل عنه العبد يوم القيامة : من النعيم ، أن يقال له : ألم نصح لك جسمك ، ونروك من
الماء البارد؟! ». ومن ههنا ، قال من قال من السلف ـ في قوله تعالى : ( ثم لتسئلن يومئذ
عن النعيم ). ـ قال : عن الصحة.
وفى مسند الإمام أحمد : أن النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال للعباس : «
يا عباس يا عم رسول الله ، سل الله العافية في الدنيا والآخرة ». وفيه عن أبي بكر
الصديق ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم
، يقول : « سلوا الله اليقين والمعافاة ، فما أوتى أحد ـ بعد اليقين ـ خيرا من
العافية ». فجمع بين عافيتي الدين والدنيا. ولا يتم صلاح العبد في الدارين ، إلا
باليقين والعافية. فاليقين يدفع عنه عقوبات الآخرة ، والعافية تدفع عنه أمراض
الدنيا ، في قلبه وبدنه.
وفى سنن النسائي ـ من حديث أبي هريرة يرفعه
ـ : « سلوا الله العفو والعافية والمعافاة ، فما أوتى أحد ـ بعد يقين ـ خيرا من
معافاة ». وهذه الثلاثة تتضمن إزالة الشرور الماضية : بالعفو ، والحاضرة : بالعافية
، والمستقبلة : بالمعافاة. فإنها تتضمن المداومة والاستمرار على العافية.
وفى الترمذي مرفوعا : « ما سئل الله
شيئا أحب إليه من العافية ».
وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى : عن أبي
الدرداء [٢]
: « قلت : يا رسول الله ، لان أعافى