اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين ، وصلواته على
أشرف المرسلين : محمد خاتم النبيين ، وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد : فهذه فصول نافعة في هديه صلىاللهعليهوسلم ، في الطب الذي
تطبب به ، ووصفه لغيره. نبين [١]
ما فيه من الحكمة التي تعجز عقول أكبر [٢]
الأطباء عن الوصول إليها [٣].
فنقول ـ وبالله نستعين ، ومنه نستمد الحول والقوة ـ :
( فصل )
المرض نوعان : مرض القلوب ، ومرض الأبدان [٤].
وهما مذكوران في القرآن.
[١] في زاد المعاد (
٣ / ٦٣ : ط المصرية ) : « ونبين » وهو ملائم لما ورد فيه قلبه.
[٢] في الزاد : «
أكثر ». أي : خبرة ومعرفة ، لا عددا.
[٣] في الزاد زيادة
بعد ذلك ، هي : « وأن نسبة طبهم إليها كنسبة طب العجائز إلى طبهم ». وسيأتى قريبا
نحوها.
[٤] إن هذا التقسيم
فيه من الحكمة الإلهية والاعجاز الكثير ، ما لم يتوصل إليه الأطباء إلا حديثا : في
منتصف القرن الثامن عشر. فقد قسمت الأمراض عموما إلى قسمين :
١ ـ الأمراض العضوية. وهى :
الأمراض التي تنتج من عدم أداء أي جزء من أجزاء الجسم وظيفته كاملا ، أو توقفه عن
العمل بالكلية. أو تنتج من دخول ميكروبات مختلفة الأنواع إلى الجسم ، وتصيب أي عضو
فيه بالتلف. وينتج عن ذلك أعراض المرض. وكل مرض عضوي له أعراض وتاريخ ومواصفات ومضاعفات
خاصة به : بحيث يمكن التفرقة بين الأمراض العضوية ، وتشخيص كل منها.
وهذا هو المقصود بمرض الأبدان
، كما ذكره الرسول صلىاللهعليهوسلم.
وأمثال هذه الأمراض هي :
الشلل ، الحميات ، الدرن ، الصفراء ، إلخ.
٢ ـ الأمراض النفسية. وهى ـ
في الحقيقة ـ : أعراض أمراض متنوعة وكثيرة جدا ، يشعر بها المريض. وبالكشف عليه
بواسطة الطبيب ، مع الاستعانة بجميع الأبحاث اللازمة ـ مثل الأشعة والتحاليل المختلفة
إلخ ـ يوجد المريض في حالة طبيعية ، أي : عدم وجود مرض عضوي بالجسم.
وهذه الاعراض تنتج عن مؤثرات
خارجية في الحياة العامة. مثل : الخوف ، الشك ، الغرام ، عدم الاكتفاء الجنسي.
كثرة الاجهاد ، إلخ.
وهذا هو مرض القلوب ، كما
ذكره الرسول صلىاللهعليهوسلم. وحكمة تقسيمه إلى أمراض شبه وشك ، ومرض شهوة وغى ، ففيه كل الحكمة حسب
النظريات الحديثة في علم النفس. ١ ه د.
اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 1